هناك الكثير من سلبيات أنفسنا وأخطائنا نلصقها بصيامنا في شهر رمضان الكريم ...والصيام وهذاالشهر العظيم بريء منها ومن مشكلاتنا النفسية هذه ......وأنا متأكدة أنها كلهاأعذار إبتدعناها وهي أقبح من الذنب نفسه الذي نطبقه ونصدقه نحن على أنفسنا قبل غيرنا سواء كنا ذكورا وإناثا ومن هذه المشكلات الخطيرة ومن المؤكد أنها مشكله مدمره خصوصا في حياتنا الأسرية والزوجية من منظور خاص ...وهي ادعاء العصبية بسبب الصيام وكثيرا ما نسمع دائما تكرار مثل هذه الكلمات ...: انا منرفز ...!! أنا صائم ابتعدي عني.. أو ابتعد عني.. وممكن إذا تطور الأمر بين الزوجين أن يحدث مشكلات كبيره وممكن يؤدي ذلك الى الطلاق وتتشتت أسره بأكملها وبالتالي هدم بيت وكيان أسري .. وما ينتج جراء ذلك من مشكلات أعظم وأفظع ... وعصبية الصيام أو بالأصح تهمة العصبية وإلصاقها بسبب الصوم هذه تشغلني جدا وأراها تتفاقم وتتكرر وتزداد عواقبها كثيرا وارى وأحس أنها تتكرر وتزداد خطورتها سنه عن سنه ومن أسره لأسره ومؤكد أننا جميعنا أو معظمنا كأزواج وزوجات عانينا أونعاني منها وتأثرت بها أسرنا وأبنائنا ..والأهم من ذلك كله تأثرت صحتنا النفسية والجسدية أيضا ...وأكيد أن العصبيه ونرفزة الأعصاب بسبب الصيام منفيه تماما ..وهناك معلومة مؤكده أن الجسم يتكيف مع الجوع والعطش في الصيام...والمفاجأة الكبرى التي اكتشفتها من خلال اطلاعي على بعض المراجع والكتب التي تبحث بالطب النفسي والفسيولوجي للإنسان أن المرأة أكثر عصبيه من الرجل وهذا ليس تحيز لجانب احدهما أو تهمة تلصق بالمرأة وإنما المرأة أكثر انفعال وعصبيه وتقلب بالمزاج بسبب تغيرات هرمونية تحدث في جسمها وما ينتج جراء ذلك من عمليات طبيعيه كالدورة الشهرية والحمل والولادة وماإلى ذلك من أسباب كلنا نعلمها .
أنت صائم إذا أنت عصبي.. هذه مقولة مخطئة؛ تربط بين الصوم وسلوكٍ يعبِّر عن ضعف الإرادة؛ ذلك أنالصوم يعبِّر عن قوة الإرادة وليس ضعفها، لكن الذين اعتادوا على المنبهات أرادواتسويق المقولة المخطئة تبريرًا لضعفهم وعجزهم عن الالتزام الحقيقي بمعنى الصيام.
وهنا أود أن أقول هل هناك علاقة بين الصوم والعصبية، وهل هيضرورة أن يتلازم الاثنان، وما هو الوضع الأمثل للصائم في رمضان، والأهم من ذلك كيفيتخلص الإنسان من سلوكه العصبي.. وهذا الموضوع دائما يشغلني خصوصا عصبية الأزواجوبالأخص في شهر الصيام واليكم بعض مااستنتجته من بحثي بما يخص هذا الموضوع .
*العصبية.. فطرة أم اكتساب؟البعض يولدعصبي المزاج، لكن مع تعديل السلوك يستطيع التحكم في انفعالاته ويرقى بنفسه من درجات عالية من العصبية إلى درجات أقل، بحيث يستطيع أن يحميَ نفسه ويتخلص من أقصى درجاتها، وتسمى \"العصبية الداخلية\"، والتي تتمثل في تشنج في العضلات وتوتر في أجهزة الجسم الداخلية وزيادة ضربات القلب، والتي تتحول إلى سلوك الغضبوالتعبير عن انفعاله بإيذاء الآخرين بدنيًّا أو تدمير ما حوله من الأشياء، وتسهمالبيئة بشكل كبير في زيادة عصبية الإنسان أو علاجها؛ فكلما زادت المثيرات العصبية حول الإنسان أثارت عصبيته وزادت من توتره.
*ما هو التصرف الجيد الذي يجب أن يقوم به الإنسان العصبي فيحالة تعرضه لموقف يزيد من توتره؟** عليه بدايةً أن يقتنع بأن العصبية عدو يهدد حياته، وبعدهايقوم بتحديد الأشياء التي تثير عصبيته ويتجنبها، كالذي يتوتر من الصوت العاليفعليه أن يبتعد عن الأماكن التي يزيد فيها الصوت العالي، وهكذا.
العادات الخاطئة* وأعود وأسأل هل الصيام سبب في زيادة العصبية؟ وأجيب عن ذلك من خلال حديثي مع احد الطباء النفسيين حيث قال :** هناك بعض العادات الضارة التي يعتاد الإنسان تناولها فتؤثرسلبًا على جسده وتجعله يبدو عصبيًا أثناء صيامه وتصيبه بحالة من التوتر والتقلب واعتلال المزاج العصبي، وخاصةً عند الأشخاص الذين يتناولون مشروبات منبهة أويدخنون، وعليهم تناول المادة المنبهة مثل الشاي أو القهوة في آخر أوقات السحور حتى يستمر مفعولها إلى أطول فترة ممكنة، ولكن سرعان ما يتعوَّد الجسم على الصيام، ومن الحكمة الإلهية تكيف الجسم مع الأسلوب الذي يعوِّده الإنسان عليه.
* وأسأله ايضا هل للجوع دور في التأثير على الحالة المزاجية للإنسان؟** الجوع في بدايته يؤدي إلى استثارة الأعصاب، ولكنه يتحوَّل في نهاية اليوم إلى حالةٍ من هدوء الأعصاب بسبب تكيّف مركز الجوع في الجسم على عدم تناول المأكولات أو المشروبات..
* من الأكثر عصبيةً في رمضان.. الرجال أم النساء؟** الحقيقة أن النساء أكثر عصبيةً من الرجال، وهذا ما أثبتتهالدراسات العلمية، ولكن المشهور أن الرجال أكثر عصبيةً من النساء بسبب خروجهمللعمل واحتكاكهم بالناس في المواصلات وتعرضهم لمثيرات وضغوط العمل، بالإضافة إلىارتفاع نسبة المدخنين من الرجال، لهذه الأسباب نلمس عصبيتهم أكثر.
* ما سبب انتشار الصورة الذهنية بأن الصوم يزيد من العصبية؟** بسبب انتشار مفهوم مخطئ منذ زمن طويل روَّج له الإعلاموأظهر الصائم في حالة توتر، بالإضافة إلى أن البعض لا يلتزم بالصيام الصحيح الذييهذِّب النفس ويربِّي شهواتها، وليس الذي يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب.
* الأبحاث أثبتت أن الصوم يسمو بالإنسان إلى حالةٍ منالملائكية وينقي الجسد من السموم التي تصيبه بالعصبية.. ماذا حدث في الآونةالأخيرة لتصبح العصبية صفة أساسية في معاملتنا اليومية؟** الصوم الحقيقي هو الذي يرتقي بالإنسان إلى درجة من الملائكية، والذي يتلخص في صوم النفس عن ما حرمه الله في نهار رمضان، وتدريبها على التحكم في رغباتها، ويليه الصيام عن المأكل والمشرب والإفطار على كمية قليلة من الطعام، فيستطيع الجسم أن يتخلص من السموم بشكل جيد، ولكن الواقع الذي يحدث عكسذلك؛ حيث يأكل الإنسان نسبًا كبيرةً من الطعام فيصيب الجسم بتخمة ويمنعه من التخلصمن السموم.
الصلاة الحقيقية* ولماذا لا تؤثر عبادة كالصوم والصلاة في المشاعر الإنسانية؟** الصلاة التي تؤثر إيجابيًا في صاحبها هي التي كان يقول عنهاالنبي صلى الله عليه وسلم: \"أرحنا بها يا بلال\"، والتي يكون فيهاالتركيز مكان السجود مع تخلص الإنسان من كل ما يفكر فيه من أمور الدنيا، وأثبتتالأبحاث العلمية أن الصلاة بخشوع تقلل من معدلات التنفس وتساعد عل إفراز مادة \"الأندروفين\" أي الأفيون الداخلي، والتي يفرزها الجسمأثناء السكون في الصلاة، وتؤدي إلى سكون الأعصاب وهدوئها، أما نَقْر الصلاة فإنه لا يهيئ الجسم للقيام بأية وظيفة من هذه الوظائف، وبالتالي لا يؤثر في المشاعر الإنسانية.
* وكيف تمتص الزوجة غضب زوجها الثائر على أدق التفاصيل وأتفهها أثناء الصيام؟** عليها أولاً ألا تفتح معه حوارًا أثناء أوقات الصيام وتؤجله إلى بعد الإفطار؛ لأن النقاش يولد جدلاً ويولد اختلافَ الرأي، وأن تتجنب التعامل معه في أوقات الغضب ولا تطيل معه في الحديث، وبعدما يهدأ عليها فتح حوار في الوقت المناسب لإقناعه بوجهة نظرها حتى تتوصل إلى نتيجة مفيدة.
* وكيف اذا تتصرف مع مفاجآت زوجها غير المتوقعة؟ كدعواته وولائمه لأصدقائه فجأةً؟** عليها أن تحسن التصرف وتخرج من الموقف بشكل لبق وتقدم ما في المنزل بالشكل المتاح، وبعد ذلك تتحاور معه بهدوء لتقنعه أن هذه الأشياء بحاجة إلى استعداد مسبق، والمفاجأة في هذه الأشياء قد تظهرهم في صورة غير جيدة.
-القناعة هي الحل-* كيف تتعامل الزوجة مع الأعباء المالية التي تسبِّب عصبية الزوج؟** الأعباء المادية زادت بسبب غياب مفهوم الرضا عند الناس،وأصبحنا ننظر إلى ما في أيدي الآخرين، وافتقدنا مفاهيم القناعة، وأثقلنا أنفسنا بأعباء كبيرة زائدة عن طاقتنا، ولا بد أن نكيِّف أنفسنا على شراء الضروري من الطعام ونتخلص من أشكال وألوان الطعام التي اعتدنا على تقديمها على موائدنا في رمضان، ولا نكثر من شراء كعك العيد بكميات، ولا نشتري لأولادنا إلا الاحتياجات الحقيقية من ملابس العيد، فأحضر حذاءً لمن يحتاج وقميصًا للآخر، وهكذا، بحيث نكتفي بتحديد الأولويات وأشارك كل أفراد الأسرة في التضحية وشراء اللازم.
* كيف يتخلص الإنسان من عصبيته أثناء نهار رمضان؟** يبعد عن مسببات العصبية ويلتزم بالصلاة في أول أوقاتها،ويقرأ القرآن بعد العصر مباشرةً بتدبر آياته واستحضار معانيه، يدرّب نفسه على الهدوء تدريجيًّا ويتذكر قول الله تعالى ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ (آل عمران: من الآية 134)،وقول النبي صلى الله عليه وسلم: \" ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب\".
* هل توجد وصفه لتعامل الأزواج مع الزوجات العصبيات؟** على الزوج أن يقدِّر أن زوجته مثقلة بأعباء المنزل وهموم البيت ويقع عليها عبء كبير بالنهار والمساء، بالإضافة إلى ضغط الأطفال عليها إذاكانوا أقل من 5 سنوات؛ لأنهم يزيدون من درجات التوتر، ويزداد الضغط عليها إذا كانت امرأة عاملة، فتضاف أعباء العمل إلى أعباء المنزل، وفي الغالب ينسى معظم الرجال أن طبيعة تكوين المرأة تجعلها في حالة توتر عصبي في بعض الأوقات، وعليه أن يتكيف مع معاملتها في هذه الأيام وأن يضع لها ومتى أي منا وضع عذرا للاخر ...من المؤكد ان الحياه ستصفو ...والأعصاب هنا تعتاد على الارتخاء... وتحلو الحياه ونسعد اكثر ..وينعكس ذلك كله على صحتنا النفسيه والجسديه وعلى اسرنا ...وبالتالي ننعم جميعا بالهدوء والراحة والسكينه ...مع تمنياتي للجميع بهدوء البال والسعاده والطمانينه وصياما مقبولا وشهرا مباركا على الجميع