أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بوريل: يجب تنفيذ قرار المحكمة الجنائية بحق نتنياهو وغالانت وزيرة خارجية ألمانيا تلمّح لإمكانية اعتقال نتنياهو 8281 معاملة أُنجزت من خلال المكاتب الخارجية لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات 170 شركة بريد مرخصة بالأردن موعد انتهاء تأثير المنخفض الجوي على الأردن 3 شهداء و12 جريحا بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان ارتفاع الهطول المطري في الأردن إلى 1.6% من المعدل السنوي الأميرة دينا مرعد ترعى حفل جمعية مكافحة السرطان الأردنية اربد .. البندورة والزهرة بـ40 قرش في السوق المركزي محكمة أميركية ترفض التهم الموجهة للأردنيين حمدان ودبوس النفط يهبط مع احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحزب الله طارق خوري لن يترشح لرئاسة الوحدات ‏التعليم العالي: نتائج المنح والقروض منتصف كانون الثاني 2025 برنامج الأغذية: 43% فقط من مساعدات غزة أُدخلت عبر الأردن الأمن: إقبال كبير للاستفادة من إعفاء المركبات بالأردن إطلاق مركز موحد للسفريات الخارجية مطلع العام المقبل بالأردن بن غفير: فرصة تاريخية لتركيع حزب الله تضيع فيتش: مشروع قانون الكهرباء بالأردن سيرفع توليد الطاقة المتجددة إعلام عبري يكشف الدمار الحقيقي لمستوطنات الشمال الأردن .. إتاحة الفرصة لمواليد 1957 فما دون أخذ مرافق للحج

ضيعه ضايعة

22-08-2010 12:32 AM

استعرت عنوان هذا المقال من اسم لمسلسل سوري يعرض حاليا في رمضان ,و المسلسل لمن لا يعرفه تدور أحداثه في ضيعه سورية يعيش أهلها المنسيين حياة بائسة و تعمها الفوضى و غياب النظام و لكنهم أناس طيبون يحبون بعضهم و يعشقون ضيعتهم رغم كل الإهمال و التقصير و الفقر الذي يعانون منه .
وقد استهواني اسم المسلسل و شدتني أحداثه التي تشبه لحد كبير حالة الضياع التي نعيشها و تغلف معظم أحداث حياتنا,فحالات الضياع و ألتوهان منتشرة في كثير من قطاعاتنا و مؤسساتنا و دوائرنا, و أصبحت حتى تصيب تصرفاتنا الشخصية, فأصبحت ظاهره و ليست استثناء.
و لنبدأ بمشهد المعلمين حيث تظهر حالة التوهان التي يعيشونها بأقوى أشكالها فلا نقابه ولا اتحاد يلجئون أليه و يوصل صوتهم لرفع الضيم عنهم, فشكلوا لجان كثيرة ولجان أخرى معارضه لها وكل لجنة تخرج ببيان مستقل مما يعكس حاله الضياع ألقائمه فلا مرجعية و لا صوت موحد في مواجهة تلاعب الوزارة بهم و بمطالبهم العادلة و الطلاب أصبحوا في و ضع لا يحسدون عليه فهم بين معلمين مسحوقين فقدوا هيبتهم و أمنهم ألوظيفي و وزارة لا تبالي إلا بمصالحها و الطالب أخر همها .
و لو نضرنا إلى حال عمال المياومه المفصولين من كافه القطاعات فنجدهم و اعتصاماتهم في واد و نقابه العمال في واد وقد تنصلت عن مسؤولياتها اتجاههم و تركتهم ينافحون جور المسئولين وحدهم , فوجدوا أنفسهم وحيدين, وليس هناك أي جهة تتبنى قضيتهم ,ففقدوا معنى كلمة ألاستقرار و ألانتماء إلى مكان حرمهم من ابسط مقومات الحياة الكريمة و جعلهم و عائلاتهم في مرمى نيران ألعوز و ألفقر لينتجوا جيلا حاقدا حانقا على ألدنيا و على من سلبوهم كرامتهم و مالهم ليغدقوا به على من لا يستحقه من مصاصي الدماء, فكيف ستطلب من هؤلاء بأن ينتموا لوطنهم و يشعروا بأنهم مواطنون كالبقية .
حالة التوهان برزت في قطاعات كانت لوقت قريب من أكثر القطاعات تنظيما و وضوحا و مؤسسة المتقاعدين العسكريين أكبر دليل فلجنة منتخبة تحظى بثقة الأغلبية ولجنة مؤقتة تصدر بيانات استنكاريه لبيان الأولى و تشجب ما قاله رفقاء السلاح و بيان صادر عن رجال خرجوا من سباتهم وأناس لم نسمع بهم تكيل أشد التهم للبيان الرئيسي ثم يعودوا إلى سباتهم دون أن نعرف لماذا خرجوا ولماذا ذهبوا, واتهامات من قبل عشائر بعضهم تشجب و تتنصل و تتبرأ من تصريحات أبنائها, فأي أحداث دراماتيكية هذه التي تحدث .
حالة الضياع انتشرت لتشمل المجالس البلدية المحلولة بقرارات حكوميه و بأسباب مختلفة , و قضايا مرفوعة ضد أناس عرف عنهم الوطنية وعشق الوطن بتهم مختلفة بعضها مضحك و بعضها أنقرض من سجلات التهم ,ثم يتم التنازل عن هذه القضايا دون أبداء للأسباب,و في قضية المصفاة سطعت هذه الظاهرة بوضوح فالمواطن لا يعرف لماذا ذكرت أسماء المتهمين و شهر بهم ولم تذكر أسماء أبطال فساد ألزراعه و باقي القضايا ,فليس هناك معايير واضحة و كل القرارات تخضع للعلاقات الشخصية و ليس للقانون, و المواطن كالطرش في الزفة, تحجب عنه الحقائق و كأنهم قطعان أغنام في زمن أصبحت معرفة ألحقيقة لا تحتاج لأكثر من دقيقه للوصول أليها عبر ألنت, ولذكرنا الانترنت لا ننسى أن نضحك قليلا على ما تتعرض له المواقع الالكترونية من ترهيب و تكميم أفواه و محاولة طمس ألحقائق بدل مواجهتها ,نعم نضحك لان ما تفعله الحكومة من محاولة لإخفاء الشمس بغرابيلها المثقوبة تذكرنا بدنكي شوت و طواحين الهوى, فهم ما زالوا يضنون أنفسهم في أوائل القرن ألماضي و نحن ب 2010 حيث الانترنت وصل لدورات ألمياه, فأي ضياع أكثر من أن مسئولوك يتصرفون هكذا .
ولابد لنا أن نعرج قليلا على الوظائف العلياء وطرق التعيينات فيها ,فلا نعرف ما هي أسس هذه التعيينات المتبعة و ليس هناك أليه واضحة لملئ هذه الشواغر,فهناك موظفين افنوا زهره شبابهم في وزاراتهم و مؤسساتهم يسقط عليهم مدراء بمناطيد من ألسماء دون أن يكون هناك أي تبريرات أو مقنعات, مما أوصل الموظفين لحاله من الإحباط وعدم الانتماء للعمل و الوطن وفقدان دافع العطاء, فكيف لمن خدم لعشرات السنين أن يأتمر لجاهل أوتي به فقط لأنه مدعوم لا يملك من الدراية والمعرفة بأمور الدائرة شيء .
وأكثر ما يشتت الموظفين هو فقدان الأمن الوظيفي فقرارات الاستيداع والنقل والفصل لا تخضع لأي أسس مدروسة بل تخضع لمزاج المسؤول ومدى قوة الموظف المدعوم فأصبح الموظف لا يعرف متى وأين وكيف يصبح من كان عنه مسئولا مديرا عليه, فهل هناك تشتت وظيفي أكثر من ذلك.
ولكن ما يؤلمنا أكثر هو أن تصيب عدوى الضياع المؤسسة الدينية فمن يراقب خطب الجمعة التي وجدت لتوجيه الناس و مواكبة أمور حياتهم وأعانتهم على تجاوز محنهم وحل مشاكلهم, سيلاحظ بأنها فقدت بوصلتها هذه الأيام ودخلت كالبقية بنفق الضياع, فمشاكل الناس و همومهم وقضاياهم ألحاليه في واد و خطب الجمعة في واد أخر, فما زالوا يتحدثون عن غزوات و ماضي حفظناه عن ظهر قلب , و يجبروا على عدم التطرق لأي من قضايا العصر ألتي تهمنا و يحتاج ألمواطن فيها إلى ألنصح و ألتوجيه ومن يشذ عن القاعدة من الأئمة يتم إيقافه بحجة إدخال ألسياسة بالدين و تناسوا أن الخطب كانت على مر ألقرون عبارة عن مؤتمر أسبوعي لتوجيه و تثقيف ألناس و ليست درس تاريخ .
و يكتمل مسلسل الضياع بمهزلة الانتخابات السابقة والتزوير الفاضح وكشفه و عدم محاسبة أي مسؤول وكأنها مسرحيه وانتهت مستخفين بما حدث للناس من خداع و استهتار و أهدار لوقتهم, وسيكملون الجزء الثاني من مسرحيتهم في الانتخابات القادمة بمخرجين وأبطال جدد, سيستنسخون مجلسا جديدا مطابقا لسابقه,وأتمنى أن نتخلى عن دور الكومبارس ولو لمرة واحده.
نعم نحن نعيش حالة ضياع و توهان لم يسبق له مثيل, فلم نعد نعرف لماذا يحدث هذا , ما هي أسباب حدوث ذاك , على أي أساس قرر هكذا , لماذا وافقوا على هذا و رفضوا ذاك, لماذا لم يحصل هو على حقه, كيف عينت هي ,و من ساعد من, وما هي أسباب محاكمة هؤلاء و براءة هؤلئك , و كيف تسرق الأموال دون حساب و عقاب , و كيف تسير دوائر و وزارات بغياب استراتجيات واضحة و خطط طويلة الأمد , و كل مدير يخضع قراراتها و تعيناتها و مشاريعها لقرارات شخصيه في غياب واضح للمؤسسية ألمهنية و البناء على ما سبق . أسئلة استفهام تجول بخواطرنا ليل نهار فتدخلنا نفق مظلما أصبح يخنقنا و يطيح بأحلامنا و أحلام أطفالنا.
فهل ستجد هذه الضيعة بوصلة طريقه و تلحق بالركب و ينقشع ليلها , أم سيبقى مسؤولوها مطبقين أسوارها عليها يحاولون منع حتى الهواء من دخولها.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع