زاد الاردن الاخباري -
إذا أراد الأمير علي بن الحسين التغلب على ميشيل بلاتيني في سباق خلافة سيب بلاتر كرئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، فإنه سينبغي عليه أن يكون مستعدا للقتال من أجل المنصب وكل المؤشرات تؤكد أنه خلع معطفه وشمر عن ساعديه.
وفي أيار (مايو) الماضي، اعترف الأمير علي بلطف -أو مضطرا كما قد يقول البعض- بالهزيمة عقب حصوله على 73 من 209 أصوات في الجولة الأولى للتصويت ليفوز بلاتر بفترة خامسة في رئاسة الفيفا.
وكانت هذه لمحة تنم عن حسن تقدير من الأمير علي البالغ عمره 39 عاما؛ إذ وفر على حلفائه معارضة بلاتر علنا لثاني مرة في يوم واحد في صناديق الاقتراع.
وكانت هذه الانتخابات ببساطة متعلقة بما اذا كانت الجمعية العمومية للفيفا مستعدة للإطاحة ببلاتر، وهو أمر لم يبد مرجحا على الإطلاق.
وفي هذه المرة، سيكون هناك سؤال مختلف تماما يواجه أعضاء الفيفا وهو من يرغبون أن يقود إصلاحات الفيفا وإعادة تشكيل المنظمة التي تبدو أنها ستترك أزمة الفساد خلفها؟
وإذا أراد الأمير علي الفوز، فإن عليه إقناع الناخبين بأنه ليس فقط شخصية تتمتع بالمصداقية، لكن ينبغي عليه أيضا صرف أنظارهم عن المرشح الأبرز حاليا رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بلاتيني.
وقال الأمير علي أثناء الإعلان عن ترشحه أول من أمس "لم أنشأ على الهروب من مواجهة معركة صعبة. ولم أنشأ على الهروب مما أؤمن به أو اتخاذ الطريق السهل".
وكانت كلمة الأمير علي مليئة بالعبارات القوية في محاولة واضحة لإرسال رسالة بأنه لن يدخر أي شيء في معركته مع بلاتيني. وقال الأمير علي حين أشار للانتخابات الماضية في واحدة من التلميحات غير المستترة كثيرا عن بلاتيني "كانت لدي الشجاعة للقتال من أجل التغيير عندما شعر آخرون بالخوف... لم يكن لديهم الشجاعة للمواجهة لكن أنا فعلت".
وأضاف "نواجه جميعا أعباء يومية. يجب علينا كلنا تجاوز تحديات صعبة. لتكن معركة إطعام عائلاتنا أو معركة الوقوف مع ما نؤمن به".
قوات خاصة
وأمضى الأمير علي -الذي كان مصارعا في صغره- جزءا من سنوات تعليمه في الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست في المملكة المتحدة وخدم في القوات الخاصة الأردنية مع سلاح المظلات.
لكن ما يحفزه ليقاتل في هذه المعركة هو بوضوح شعوره بالخيانة من قبل بلاتيني.
وخلال مقابلة في معرض "سوكر إكس" لكرة القدم في مانشستر يوم الاثنين الماضي، كان الأمير علي حريصا على عدم القيام بأي هجوم شخصي على بلاتيني، وركز في المقابل على وصفه بأنه "مقرب" من بلاتر.
لكن في كلمة إعلان ترشحه، كان الأمير علي واضحا في الإعلان عن أنه شعر بأن بلاتيني خذله.
وقال الأمير علي "اعترفت بالهزيمة في هذه الانتخابات ليس لأنني لم أكن أفضل مرشح، لكن لأن آخرين استخدموني لإفساح المجال لأنفسهم.
"منذ تعهد الرئيس بلاتر بالاستقالة بعدها بأيام قليلة.. سارعوا لضمان المنصب لأنفسهم.
"لا يمكن أن أترك الساحة التي هيأتها فقط ليستمر نظام معيب. لدي معتقداتي. وهذه المعتقدات تشكلت من التجارب التي خضتها. لا يوجد من يؤثر علي أو يتلاعب بي الآن".
وكانت الكلمة مثيرة للإعجاب وسترفع على الأقل من احتمال معركة على الأصوات في الفيفا، بعكس الانتخابات السابقة التي اعتمدت على الصفقات التي تتم خلف الأبواب المغلفة وليس المناظرات العلنية.
لكن مع القاء الاتحاد الآسيوي الذي ينتمي إليه بثقله وراء لاعب منتخب فرنسا السابق ستكون كل التوقعات ضد الأمير علي.
وهو الآن بحاجة لإقناع الاتحادات الوطنية في آسيا بتجاهل رغبات رئيس الاتحاد الآسيوي وأن يجعل داعمي بلاتر السابقين في أفريقيا والكاريبي يساندون رجلا كان ينافس مرشحهم قبل أشهر قليلة.
وربما كان الأمير علي الذريعة التي استخدمت لتحدي بلاتر وفي النهاية إضعاف قاعدة قوته.
لكنه حاليا بحاجة لإثبات أنه قوي بما يكفي لقيادة الفيفا لتجاوز العقبات العديدة التي تواجهه.
رويترز