للاسف نحن شعوب تعيش على المظاهر، تقيم الناس على اساسها، تتعامل معهم على اساسها، تضطر لتغيير طريقة واسلوب حياتها متماشية مع هذه المظاهر ومع الطابع العام الذي فرض على الواقع.
الاهل يريدون لابنائهم ان يدرسوا ما يمليه الواقع الاجتماعي عليهم الطب، الصيدلة، الهندسة. لا ينتبهوا اذا كان اولادهم يرغبون لهذا الاختصاص ام لا، المهم ما يفرضه الواقع الاجتماعي، كيف سيقولون ابن فلان درس كذا؟ والله ابن فلان يحمل الشهادة من البلد كذا؟؟
لا يهتمون لما هو اكثر اهمية وهو ماذا سيفيد ابنكم المجتمع بعد ان يتخرج من الجامعة التي فرضت عليه؟؟؟
لا يهم المهم انه درس مايرفع به راس العائلة امام الناس والمجتمع فقط، ان اول ما يلفت نظر الناس هو المظهر ويتعامل مع الشخص على اساس هذا المظهر حتى لو كان من الداخل فارغ لا يهم، ولكن مظهره يوحي بالعكس فهو المهم .
اصبح في هذه الايام لا ينظر الى جوهر الانسان، او معدنه او اخلاقه او تصرفاته. بل المهم ماذا يرتدي ؟من اي ماركة؟ماهو جهازالموبايل الذي يقتنيه؟
اننا مشغولين في التقليد و الركض وراء المظاهر، اي اذا طالب اخذ دروس خصوصية فيجب على ابننا ان يكون كذلك، واذا بنت الجيران تشتري كل اسبوع ملابس جديدة هي ليست افضل مني، احد الاقرباء غير اثاث المنزل هم ليسوا بافضل منا ونحن كذلك، احد المعارف ذهب الى المكان كذا ليقضي العطلة ولما لا ونحن كذلك يحق لنا مثلهم، ليس مهم ان كانت هناك اولويات اخرى في الحياة, ليس مهم ان كانت هناك امكانية مادية تلبية هذه الاحتياجات البنوك مفتوحه, ليس مهم ان كنا نحتاج لهذه الامور ام لا .
كله يهون امام مظهرنا الاجتماعي امام الناس والاهل والاصدقاء والمعارف
احيانا انظر الى الغرب واعجب ببساطتهم في الحياة في التعامل بطريقة تعاطيهم مع اولويات حياتهم، وانظر الى حياتنا والى كل اولوياتنا المؤجلة والكماليات المتقدمة عليها.
نحن بحاجة للتفكير السليم بالتخطيط السليم بالعيش بطريقة صحيحة بالتعليم الصحيح وبالنظر الى الطريق الصحيح .
خـلـيـل فـائـق الـقـروم