بقلم: الدكتور ثابت المومني
تناولت صحفنا الالكترونية في الاونة الاخيرة\"فكرة\" يبدو أنها بدأت تتبلور في أذهان بعض أصحاب المواقع الالكترونية والتي تتراوح بين الهجرة والاحتجاب.
لا أعرف ما لذي جعل أصحاب هذه المواقع يفكرون بهذه الطريقة، وهل أصبح موقفهم بهذه الهشاشة لكي تكون ردة فعلهم بهذا الشكل من قانون أعدته الحكومة ليكون سيفا على رقابهم.. ألهذا الحد أصبحت منابرنا الحرة في حالة هلع وخوف من بعبع الحكومة ممثلا بقانونها الجديد؟.
إن الاحتجاب عن الظهور، أو الهجرة إلى بلد آخر مثل لبنان أو اليابان، لن يكون حلا مثاليا، لا بل، سيكون هذا ما تصبو وتسعى الحكومة لتحقيقه لأجل كف لسان هذه المواقع عن مقارعتها وفضح أخطاءها.
إن تبني هذه المواقع لميثاق شرف فيما بينها من خلال تشكيل تكتل إعلامي مسئول بموجب عقد وفاق أخلاقي فيما بينها، بحيث تكون هذه المواقع مسئولة عما تنشر وينشر فيها من أخبار ومقالات وتعليقات، سيكون الصفعة المطلوب توجيهها للحكومة إذا ما استمرت في تجنيها على جموع الشعب من خلال إجراءاتها ضد المعلمين والصحفيين وعمال المياومة وغيرهم من أبناء الأردن البررة .
أن تبنى المواقع الإلكترونية لمثل هذا التوجه سيجعل من هذه الصحف قوة ضاربة خصوصا إذا ما اتسم خبرها الصحفي بالمصداقية والموضوعية والشفافية، الأمر الذي سيعزز ثقة المواطن بها ويقودها ا للتربع على قمة هرم السلطة الرابعة بلا منازع وهذا ما لن يرضي حكومة اتخذت من نفسها مناكفا للشعب وسيجعلها في حالة قلق دائم.
إن فكرة الهجرة أو التسجيل في بلد آخر لن يحل المشكلة، لا بل سيجعل هذه المواقع في موقف لا تحسد علية من الضعف حيث أن الحكومة قادرة ومن خلال اذرعها وخبرائها وقوانينها على حجب ما تريد من المواقع وملاحقة أي شخص من خلال الانتربول الدولي ووسائل إجرائية وقانونية أخرى. وبالتالي سيضطر هولاء للعودة للأردن راضخين لشروط جديدة تمليها عليهم هكذا حكومة.
إنني إذا كتب كلماتي هذه فأنني اقترح على أصحاب المواقع الالكترونية أن الثبات أمام ضغوط الحكومة وأن تعمل هذه المواقع على إعادة حساباتها من منطلقات وطنية، وإنني أرى بأن هذه الحكومة أصبحت في طريق العودة إلى مربعها الأول لتصبح بحكم الحكومة المنتهية ولايتها وبإيعاز من سيد البلاد وترحيب من الشعب رغم صعوبة المرحلة.
أتمنى من هذه المواقع والقائمين عليها تشكيل مجلس فيما بينها، وان تتخذ مستشارين وخبراء يساعدونها على مواجهة الحكومة عندما تخرج عن خط سيرها ضمن نصوص خطاب التكليف السامي، وفي نفس الوقت مناصرة هذه الحكومة وأي حكومة عندما تعمل ضمن إطار ومضامين خطاب التكليف السامي.
إن أي مواجهة مع هذه الحكومة يجب أن تتسم بالذكاء من خلال حرية سقفها السماء تحت مظلتي الولاء المطلق لجلالة الملك المفدى والانتماء الخالص لهذا الوطن الغالي، وبغير ذلك فانا لست مع صحافة لا تثبت أنها تستظل في هاتين العبائتين ودمتم .
Thabetna2008@yahoo.com