الغلاء .. رمضان.. العيد .. دراسة .. الانتخابات
وبالرغم من هبوط اسعار النفط الى المتوسط والذي كان له الأثر الأكبر على كلف الانتاج وزيادة قيمة الصادرات الأردنية , ما تزال مدينة عمان تحتل المركز الأول وتتربع على صدارة قائمة أغلى المدن العربية , حيث ما زالت اسعار المساكن والعقارات والأراضي مرتفعة جدا وتزيد يوميا حيث اصبحت عادة متورثة , ناهيك عن اسعار ايجارات البيوت والتي ما زالت تحافظ على الأسعار الخيالية والتي تفوق دخل المواطن نسبة وتناسب , وكل هذا خلفته ازمة الغلاء الفاحش الذي اشتاح العالم في الفترة الأخيرةمن جراء غلاء النفط , واثر على باقي القطاعات .
عالميا مدينة عمان تحتل المرتبة 70 من حيث الغلاء , ونحن نعرف الى أن معظم المواد الأستهلاكية نستوردها من الخارج إضافة الى ضرائب تشكل 25 % من إجمالي دخل المواطن وكل هذا يؤدي الى غلاء المعيشة وكذل نسبة التضخم والتي وصلت الى 6,25 % .
من الناحية المنطقية ما دام النفط والذي كان السبب الرئيس في غلاء المعيشة حيث تأثرت جميع القطاعات به رجع الى مستواه الطبيعي فلماذا لا ترجع الحياة الطبيعية الى ما كانت عليه وتتراجع باقي القطاعات عن رفع الأسعار الجنونية حيث لم يتبقى لهم أي عذر .
لماذا ما زالت أجور عمال البناء والصناعيون مثل الكهربائي والموسرجي والدهين والبليط والقصير والحداد وأصحاب محلات تصليح السيارات وغيرهم الكثيرين ما زالوا مصرين على بقاء الأسعار ما هو عليه , والى متى وكيف سيبقى المواطن يتحمل والى اين ستصل به الحالة
ترى من المسؤول عن هذا التخبط الذي نعيشه وهل سيستمر وهل ستبقى الحكومة تقول عرض وطلب وكذلك اذهبوا الى المؤسسات المدنية والعسكرية وهل تناسوا بأنهم اصحاب المحلات التجارية بأنهم أهلنا .وما زالت حركة الأسواق مشلولة الحركة , وستبقى اذا لم نجد خطط جديدة نستطيع من خلالها تصويب الأوضاع المعيشية للمواطن الذي أصبح قلقاً من الغد الأتي والسؤال هنا مسؤولية من حكومة ام نواب او أعيان او حيتان او شعب وهل كل ما يجري عبارة زوبعة في فنجان قهوة , اشك بذلك ولكن أتأمل كأي مواطن اردني .
وبالفعل عندما ترى الناس بعينك يختلف الوضع عما نسمع , ونقول والله أعلم بأن الذي يحصل هو علامة من علامات الساعة , حيث تجد بأن كل الناس تهتم بالأمور المالية حيث ترى كل واحد يريد أن يكسب وبطريقته , حيث تذهب لتصليح سيارتك من أجل تغيير بواجي , ولكن تغير كثير من قطع السيارة عن طريق النصب من قبل صاحب المصلحة .
وشعب في رمضان منفرز ومعصب وكنت أتوقع من الصيام , ولكن الحقيقة من قلة توفر السيولة والفقر وغيره والآن نحن في رمضان الكريم وتعرفون المصاريف , وملابس العيد على الأبواب والمعايدة للأرحام وبدون استراحة المحارب تدخل مصاريف المدارس وعلى أمل بمكرمة ملكية من جلالة الملك المفدى بإعفاء الطلبة من الرسوم الدراسية , وبعد ذلك بأسبوع يأتي دور الجامعات والمصاريف العالية جداً فوق طاقة أولياء الأمور وكأننا ندرس في بريطانيا أو سويسرا على سبيل المثال .
وبدأت الإشاعات حول هدية مئة دينار للقوات المسلحة وإشاعة مئة دينار للمعلمين وإشاعة أخرى لموظفين الدولة والقطاع الخاص فليذهب للجحيم وهذا وضعه في كل عام وكأن أبناءه من الدول المجاورة وليسوا أبناء الأردن .
ولا ننسى حمى الانتخابات بدأت وهذا مصروف أخر حيث يجب علينا كل يوم الذهاب إلى مقر المرشح ويأتي مصروف السيارة ومن ثم مصروف دخان أكثر حيث ندخل العملية بتسارع وحماسة وكأن النائب هو الوحيد الذي سيحل مشاكل بلد لها معلقة منذ سنين طويلة , ولا أقول مسكين مواطننا الأردني من جهة حبه وانتماءه لوطنه وجهة الفقر دق الأبواب وبدأت الضرائب تتسارع وتأكل الأخضر واليابس وغلاء فوق طاقة المواطن ورواتب عينه ... بدل الشحاتة في مضارب أخرى , ومع ذلك يبقى المواطن متفاءل بنواب الغد الأتي والذين سيلحقوننا إلى الرب العالي دون أي جدوى تذكر ...