م.فراس الحسبان
اذا استطاعت حكومة سمير الرفاعي ان تسيطر على بعض الصحف اليومية (المشاغبة) كما يحلو للحكومة تسميتها ،واذا لا قدر الله استطاعت ان تمنع الصحف الالكترونية ان تنقل نبض الشارع بكل جرأة من خلال القوانين والانظمة التي اقرتها ، اذا استطاع الرفاعي فعل كل ذلك فهل يستطيع ان يكمم افواه الشعب الاردني.
الشعب الاردني اليوم ليس الشعب الاردني بالامس ،وابناء اليوم ليسوا ابناء الامس، في الماضي كانت حكوماتنا العتيدة تتخذ قراراتها من ابراجها العاجية وتبرر للشعب المسكين بأن المصلحة العامة تقتضي ذلك ،ويصدقها شعبنا الطيب فولاء هذا الشعب وحبه للاردن ولكل ذرة تراب اردنية وللعائلة الهاشمية يجعلها تتحمل من اجل الوطن ما لا يمكن ان يتحمله شعب في الدنيا.
اليوم لم يعد الشعب كما كان بالامس ،فوسائل الاعلام والاتصال ونقل المعلومة الصحيحة اسرع من لمح البرق ،ووسائل الاعلام لم تعد مرهونة على الحكومة من خلال ابواقها المدفوعة لترديد ما يريد ان يقوله رئيس أي حكومة .وفي عصر التكنولوجيا لم تعد حكوماتنا قادرة على اخفاء أي معلومة عن المواطن مهما حاولت من استقطاب وزراء عباقرة في تكنولوجيا المعلومات او حاولت وضع قوانين اقل ما يقال عنها انها عرفية بأمتياز.
الشعب الاردني يعلم تماما ان جلالة الملك يطلب دوما من الحكومات الأردنية رفع يدها عن الاعلام الوطني ومنع محاكمة الصحفيين الوطنيين المخلصين لوطنهم مثلما يطلب من الحكومة محاربة الفساد والمحسوبية.
الشعب الاردني اليوم يعلم ان حكومتنا المبجلة تعطي ظهرها لكل اوامر جلالة الملك حول الحرية الصحفية ومحاربة الفساد.عندما يأمر جلالة الملك بعدم سجن الصحفيين وبنفس الوقت يُهدد صحفيون وطنيون ومواقع اخبارية تقودها مجموعه من خيرة ابناء الوطن بتحويلهم الى محكمة امن الدولة وبنفس الوقت هناك ممن ينسبون انفسهم الى عالم الصحافة ويملكون مواقع اخبارية يستغلونها لأبتزاز الحكومات والمسؤولين ولا نجد حكومتنا المبجلة تحرك ساكنا اتجاه هذه الفئة السيئة المسيئة .عندما يطلب جلالة الملك من الحكومة محاربة الفساد وخفض المديونية وتقوم الحكومة بصرف آلاف الدنانير على محاسيبها وتقتطع كل تلك الاموال من ضرائب فرضتها على الشعب المسكين.وعندما وعندما وعندما ......
الشعب الاردني يملك اليوم من الوسائل ما لا تستطيع اقوى الحكومات الديكتاتورية ان تمنعه عنه ،الشعب الاردني شعب رهن نفسه للاردن ولقيادته الهاشمية ،فجلالة الملك مع الشعب كما هو الشعب .
بعد كل ذلك هل تعتقد حكومتنا الكريمة انها تستطيع ان تكمم افواه الشعب الاردني