من هي الدولة الوحيدة في العالم التي أعطيت مفاتيحها للقادم إليها،ومن هي الدولة الوحيدة في العالم التي حاربت من اجل قضيته القادم إليها أكثر من محاربتها من اجل نفسها،من هي الدولة الوحيدة التي احتملت القادم اليها أكثر من احتمالها أبناءها،بحيث أضحى يشكل حملا ثقيلا عليها،فهدد وجودها وكيانها وعمل عل إرهاب أهلها بل وقتلهم دون مراعاة حق الضيافة وحق الجيرة وحق الأخوة وروابط الدين والتاريخ والمستقبل والعدو المشرك.
من هي الدولة الوحيدة في العالم التي حاربت دفاعا أختها لتتركها هذه الأخت وتهرب تاركة البيت خاويا ينتظر المحتل المغتصب ،من هي الدولة الوحيدة في العالم التي اعتبر أهلها مجرد أقلية يستوجب استئصال شافتهم عن بكرة أبيهم. من هي الدولة التي ظلمت تاريخيا على مدار العصر الحديث وضحت من اجل الأشقاء أكثر من تضحيتها من اجل نفسها وأبناءها،من هي الدولة الوحيدة في التي قدمت للأشقاء وبدلا من شكرها صير الى غدرها واتهامها في وجودها وكيانها وبقاءها بسكين غدر فيروزي غرس في صدرها لا ظهرها.الا الأردن .....
هذا هو حاضر الأردن وماضية...أما مستقبله فهو معقود على تكاتف أبناءة بغيته الدفاع عنه بوجه من يريد تطبيق الأفكار الصهيوامريكية على أرضنا الهاشمية. نقول وبالبنط العريض ان العدو واضح وبين ولا يحتاج الى دراسات واختبارات،لتحديد ماهيته،فهو معروف العنوان والمكان والزمان.
********************************************************
بأي حق إذن يطالب إخواننا الأشقاء بحقوق منقوصة،وهم موجودون في غالبية مؤسسات الدولة خاصة السيادية منها،في حين السؤال الذي يشغل البال حاليا،هو ان إخواننا الفلسطينيين الموجودين في الأردن لهم تلك الحقوق فهي ممنوحة أصلا ولا احد يستطيع إنكارها عليهم،والذي يريد تفنيد هذا،فلينظر الى مجلس النواب والأعيان والى الفئات الأولى من المناصب العليا سيجد الجواب،دون الحاجة الى الاستعانة بصديق،او مستشار،او حذف الإجابة،او تغيير السؤال،كون الإجابة لا تحمل إلا جواب واحد،انتم اعلم به،وعلى اتصال مباشر برموزه. المعترف بهم،حكوميا وإقليميا ودوليا.
الجانب الأخر،وهو الذي يريد تجنيس نفسه،بعدما سلب كافة حقوقه على يد زمرة \"مدريد،واسلوا،واي ريفر...وبالعكس\"وباتوا بمثابة حجر عثرة في طريق هذه الزمرة،وبغية التخلص منها باعتبارها هم استراتيجي،تم توجيهها نحو المطالبة بحقوقهم من الأردن،مع ان المنطق يقول : هل للمقترب ان يطالب بحقوق سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية في بلد استقبله باعتباره ضيفا وفق الأحكام والشروط ،فان قيل غير ذلك فمن باب أولى ان يطالب المقتربين الأردنيين بحقوقهم لمنقوصة في الأمارات والسعودية وأوروبا وأمريكا.فهذه كما تلك،والاعتراف بهذا الامر المناقض للشرعية الدولية لسوف يكون بمثابة سابقة خطيرة ستؤدي الى نتائج جد سلبية على الساحة الدولية.
كيف لهم ان يطالبوا بحقوق غيرهم المعترف بها دوليا،وكيف لنا ان نمنح،أليس غريبا عجيبا مؤسفا محزنا ان نعطي نحن الأردن\"حق\" للمطالبين في سبيل تحقيق أهدافهم،أليس من الغربة بمكان ان يطبل ويزمر ويهلل \"القليل\" المتأسرل، بمقابل\"الكثير\"الوطني الفلسطيني،الذي يرفض اعتبار الأردن فلسطين،وهو يقول بان الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين،والموجودين في الأردن من أشقاءنا الفلسطينيين هم للاجئين سيعودون الى أرضهم مهما طال الزمن ومهما كثر الخون.من العار ان يتم استبدال وطن محتل تم رفده بشلالات من الدم بغية تحريره وإفشال مخطط العدو وأربابه،بأخر اسكنه باعتباره بديلا،من العار ان ابحث عن حل لمشاكلي خارج ارضي التي هي القضية الأساس.
********************************************************
الأردن احتمل ومازال وسيبقى للأبد أبناء شعبنا الفلسطيني المقاوم،باعتبارهم سيف مشروع وسن رمح هدفه تحرير كامل التراب الفلسطيني،فأرابط الذي يربطنا هو اعتبارهم ضيوف مرحب بهم،مادام عنصر المقاومة والأمل في التحرير موجود في قلوبهم كما جمرة ملتهبة تنتظر اليوم الذي ستتحول به الى نارا تأكل العدو عن بكرة أبية.أما القول بغير ذلك من طروحات الحقوق المنقوصة والوطن البديل والخيار الأردني والأردن هي فلسطين والاتحاد الكونفدرالي والفدرالي ،الى غيرها من المسميات فان الشعب الفلسطيني يرفضها جملة وتفصيلا.
لا يوجد هناك في قاموسنا ما يسمى بالحقوق المنقوصة،فجل أبناءنا الفلسطينيين من حملة الجنسية الأردنية هم اليوم من علية القوم ويمثلون الطبقة البرجوازية التي تتحكم بالمفصل الاقتصادي المالي،لهم كافة الحقوق،ومن يقول بغير ذلك يدخل في نفق ناكر الجميل،إما غيرهم من أوليك الذين يراد تجنيسهم،فلا يصح المطالبة بحقوقهم المنقوصة،والتي هي بالأصل غير موجودة عندنا،كونها حقوق قام ويقوم بهضمها المحتل ويستوجب التوجه اليه والى الأسرة الدولية العنصرية للمطالبة بها.
********************************************************
تجدر الإشارة الى ان القول بالحقوق المنقوصة ومنحها يعني بلا ادني شك استبدال وطن موجود وشعب موجود وتاريخ موجود،بأخر عرفوه منذ أمد بعيد باعتباره جار وعمق استراتيجي له،لا وطن،ان القول بهذا يعني كذلك إحلال شعب مكان شعب وحل قضية مركزية بالنسبة لنا نحن العرب عدونا بها مشترك اسمه \"إسرائيل\" بقضية اخرى متفجرة العدو فيها عربي عربي،طبعا هنا المستفيد الوحيد هو إسرائيل وعملاءها المتأسرلين،وهذا لم ولا ولن نرضاه ماضيا وحاضرا ومستقبلا،فالأرض الأردنية لها زوج شرس،سوف يدافع عن عرضها بكل ما أوتي من عزم وقوة....الله يرحمنا برحمته........وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركه.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com