خيرٌ اللهم إجعله خير , كنتُ قد صليت صلاة الفجر حاضراً , وبعدها إنسليتُ و أويتُ الى فراشي , أنتظر وعد ربي بيوم جديد , أدعوه فيه خيراً , وأسأله من لطفه وعفوه وكرمه , وحين وضعت الرأس المثقل بالهموم والأفكار والعلل , ترائ لي رؤيا في علم أحلام اليقظة , عجيبة غريبة , لكنها أبدا ليست مُستحيلة , مُذيع في التلفزين الاردني , قوي الصوت مليح الشكل ,يقول جاهرا :
جائنا ما يلي :
1- صدرت الإرادة الملكية السامية بتأجيل الانتخابات النيابية المنوي عقدها بشهر 11-2010 , لمدة سنتين على أقل تقدير.
2- صدرت الإرادة الملكية السامية بقبول إستقالة حكومة دولة الرئيس سمير الرفاعي إعتبارا من تاريخ اليوم ؟؟-؟؟-2010.
3- صدرت الإرادة الملكية السامية بالإيعاز الى دولة المهندس عبدالهادي المجالي بتشكيل الحكومة الجديدة وفقا للتكليف الملكي السامي على أن يُعلنها خلال إسبوع من تاريخه .
إنتظروا فما زال لحلمي اليقظوي بقية , صور لدولة الرئيس يغادر الدوار الرابع بتاكسي ليموزين ويستلم منه دولة الباشا , مناظر لوزراء يحملون صناديق يخرجون , وآخرون وزارء يحملون أكياسا فارغة يدخلون , سكرتيرات ومديرات مكاتب يغادرن مسرعات , وأخريات يدخلن مستهمات بعد أن حجزن في أرقى الصالونات , أرقام خليويات تتغير , وبرامج سهرات ليلية تتبدل , تهاني ولعنات , تذكرت حينها ما قاله مُظفر النواب :
حين إشتد آوارُ القصف على مدينتي ... تكاثر فيها الصلاة والبغاء......
وهكذا يحدث عندنا , حين تصدر الارادة بالتشكيل الجديد , تتكاثر في بلدي اللعنات والأُمنيات والتهاني والجلطات .
إنتفضت من حلمي مُسميا بإسم الله العلي القدير , شربت الماء ولم ألتفت إنتباها الى إنتهاء وقت السحور , لقد أفطرت هذا اليوم من هول ما سمعت فإغفر لي ربي, أخذت أقرأ ما تيسر لي من الذكر الحكيم " سلام قولا من رب رحيم " , هل يُعقل أن يحدث هذا ؟؟؟ , نعم يُعقل فكل شيء في عصرنا قد يحدث حتى وإن لم يرتبط بالعقلانية بشيء , هل من الممكن حدوث هذه الرؤيا واقعا قريبا ؟؟؟ , ممكن وألف ممكن فما هذه الرؤيا بأغرب من إستلام سمير الرفاعي لحكومته أصلاً , ولكن ما الذي سيتغير ان حدث هذا وأصبح واقعا سياسيا حتميا ؟؟؟, ما التداعيات والمُؤشرات وما الرسالات التي يجب الإطلاع عليها والأخذ بها ؟؟؟.
البند الاول في الرؤيا أمرٌ لن أعلق عليه الان , لإنه مُرتبط بسياسات خارجية , وإستحقاقات دولية , وظروف مناخية داخلية , يجب تفصيلها كل على جزئيتها واهميتها , أما البند الثاني فلقد كان مُفرحا من حيث مقطعية الخبر نفسه , و وقعه الحسن على الآذان والعقول , أما الخبر الثالث , هنا تضاربت في النفس المواقف , بين فرحتي بإبن عمي وتشكيله أخيرا لدولته التي ينشدها منذ آمد , وبين قلمي ولساني الذي واعدا الله سبحانه وتعالى ان لا ينافقا ولا يهادنا أحدا على حساب الحقيقة حتى لو كان ولدي , لأنه لا يوجد من هو أهم من وطني ومصلحته , ولا يمكن أن أعشق شيئا بعد عقيدتي ورسولي أكثر من إخوتي أبناء جلدتي , هل سأبقى معارضا موضوعيا , أم.... ؟؟؟؟, لا أرها ولا أتخيلها أم ...وربُ الكعبة , سأبقى وإخوتي وزملائي في الدرب على العهد , إن رأينا خيراً ذكرناه لأهله , وإن رأينا إعوجاجا لم نسكت ولن نصمت ولن نخجل, و في الحق لا نخشى لومة لائم.
ترائت المشاهد أمامي , كل هؤلاء المرشحين للمجلس في شهر 11-2010 , وتلك المبالغ التي دُفعت , وعقود الاعلانات , التي أُبرمت , والادلة الانتخابية التي طُبعت, وتلك النخوات والفزعات التي سُجلت في الآونة الأخيرة لهؤلاء المرشحين , كيف سيحدث بهم ؟؟؟ , ماذا موقفهم ؟؟؟ , أهم حزنى وثكالى على ما فاتهم مما منوا به أنفسهم ؟؟؟ , أم هم رافضون لخلو البلد من مجلس نوابه عموما ؟؟؟ , كل على دينه وكل على ما نوته نفسه , ولكنها طامة , مُصيبة ستحلُ بهم , سينكشفون قبل أن ينعقدون , نعم حُلَ المجلس قبل ولادته أصلا.
عُدت إلى نومي وأنا أستعيذُ ربي من وسوسة الشياطين , وتدليساتهم واختراقهم لقناعاتي وثقتي بها , وما زالت النقطة الثالثة تُروادني عن نفسي , وأنا استعيذ ربي طالبا المدد منه بلا واسطة , فلا علي ولا حسين ولا الخضر يفيدون في محنتي , وحين هممت بالعودة الى نومي لأغمض عيني , قفز ذاك المذيع أمامي وشدني من رقبتي , وهزني وهو يصرخ في وجهي :
يا رجل ... أي شياطين تتحدث عنهم, إنهم مربطون في شهر رمضان الكريم , هذه وسوستك أنت وحدك , أنت وشيطانك خاصتك , ثم يا رجل الم يقل دولة الباشا ابوسهل: أن الحزب أهم من العشيرة , فإنتظم الى حزب وقل ما تشاء , وإحتج عليه بما أعلنه هو وأيدته أنت سابقا , ودعني من أحلامك اليقظوية , فلقد إنتهى وقتُ دوامي وأُريد أن أذهب الى بيتي لأرتاح , فلقد ظهرت اليوم لأكثر من مليون مواطن أردني , كل واحد منهم جعلني أُعلن الخبر الاتي على ما تشتهي نفسه .
ذهب المذيع , ولا أعلم أأعطاني الحل أم أوقعني في شر أعمالي واحلامي وكوابيسي؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حازم عواد المجالي
nasserhamj@hotmail.com