مفاوضات مباشرة...مفاوضات غير مباشرة...عملية السلام...اجتماعات بين الفصائل...مؤتمر السلام...منظمة هيومان رايتس وتش...هيئة الأمم...مجلس الأمن الدولي..جامعة الدول العربية...منظمة المؤتمر الإسلامي...ياسر عرفات...أبومازن ...الشيخ أحمد ياسين...الرنتيسي ...خالد مشعل...اسماعيل هنية...منظمة فتح...حركة حماس......شارون...نتينياهو...الإستشهاديين... السلطات الإسرائيلية...الخ وغير ذلك تعابير مكررة وتعابير جديدة بنفس النمط القديم منذ أكثر من خمسون عامآ....ماذا بعد؟ هل سيستمر الوضع هكذا؟ أصبحنا نشعر بالملل من هذه الإيقاعات ..حتى منظر الإستشهاديين والمنازل المهدمة لم تعد تؤثر فينا؟ أصبح منظر مألوف ومعتاد عليه كما اعتدنا على أخبار تفجيرات بغداد وأفغانستان ...كل ما نقوله مساكين – حرام والله ومن ثم نتابع المسلسل الذي يلي النشرة الإخبارية وكأن شىء لم يكن...
فلا بد من حل؟ هل يبقى اخواننا الفلسطينيون هكذا مهجرين بين هذا وذاك ؟ فأصبح الفلسطيني يعاني خارج وطنه لفقدانه هوية وطنه ؟ وجواز سفر معترف به ويعاني من الداخل للإقتتال الفلسطيني الفلسطيني بين فتح وحماس وسرايا القدس وألوية الناصر فليس للفلسطيني الا الشعر والنثر وشعار يلف حول رقبته أو على سنادة مقعد سيارته...منهم من تسلح بالعلم والدين وكان خير مثل مشرف ومنهم من أصبح منارة في الإقتصاد والتجارة بفضل من الله وعدد كبير منهم أيضآ بفضل دعم الأردن العظيم ومنهم من عاث فسادآ, فلا أريد أن أفتح جروحآ قديمة اندملت لكي أبقي على شعور أخوي في صدري مع اخواننا الفلسطينيين...فالأمة الإسلامية والعربية حاربت عدة مرات من أجل فلسطين والفلسطينيين وخيرة شباب الأردن العظيم ومصر وسوريا ولبنان والعراق والمغرب والسعودية وغيرهم من الدول العربية استشهدوا من أجل فلسطين والفلسطينيين..ماذا بعد؟ ماهو الحل اذآ؟ هل نحارب من جديد؟ بالطبع لا لإننا لسنا مهيئين كأمة عربية واسلامية بل وحتى القيادات الفلسطينية في الأرض الفلسطينية غير مستعدين للحرب فهم مشغولون بالإقتتال بين بعضهم البعض , كما أن الحرب ستخلف دمارآ وسفكآ وتشردآ وهلاكا وستعيدنا ملايين السنيين الى الوراء , فمن منطلق النقاش مع الطرف الآخر لابد من أن نقيم علاقة معه بل وعلى حتى أقل الإحتمالات من منطلق (اعرف خصمك) , اذآ الحل العقلاني يكمن في تقسيم الأرض الفلسطينية بين الفلسطينيين والإسرائيليين, بالطبع عدا الأقصى الشريف والحرم الإبراهيمي والمقدسات الإسلامية فهذه تكون تحت ادارة دولية اسلامية ولامجال للمساومة بها.
ومن هنا اذا ضمنا لفلسطين مسمى دولة لها جيشها الموحد وحكومة موحدة وحدودها البرية والبحرية ومجالها الجوي ومقعهدها في هيئة الأمم المتحدة هنا نكون ضمنا جواز سفر معتبر ومعترف فيه يسهل سفر الفلسطنيين وعودتهم من شتى الدول العربية والأجنبية الى ديارهم اضافة الى تأسيس جامعات ومستشفيات وبنية تحتية قوية بعد ذلك فلنعترف بدولة اسرائيل كدولة لها حدودها وغير ذلك فهي موجودة وقائمة رضينا أم أبينا هذا الواقع ومن الذكاء الإستراتيجي(التعامل مع الموصوف بمقتضى الحال) , ولنعش بسلام ونفكر كيف نبني الأوطان ونرتقي بدلآ من الإقتتال والعيث في الأرض فسادآ تارة و بدلآ من التفكير بمخيمات بيروت والتهجم على الآخرين تارة ثانية والفكرة المضحكة الحمقاء (وطن بديل) تارة ثالثة فليعيش أحباؤنا واخواننا الفلسطينيون بسلام ويعيش الإسرائليون بسلام , هنا نكون حققنا ما يعرف بالسلام العادل والشامل.
هناك مثل أو حكمة قديمة (الحصول على بعض الشىء أفضل من عدم الحصول على شىء).
الإعلامي /
فادي ابراهيم الذهـبي