كنا ولا زلنا ندين ونلعن من يمارسون التلاعب بعدادات الكهرباء او المياه بطرق غير مشروعة للحصول على تلك الخدمات بشكل مجاني او منخفض جدا ، وقد انتشرت بين البعض من الناس ظاهرة التلاعب بعدادات الكهرباء لتشغيل أجهزة لتكييف أو الأجهزة المختلفة في بيوتهم وكنا نطالب بملاحقتهم وحبسهم إذا اقتضى الأمر ، وتلك ظاهرة انتشرت في العديد من المواقع الجغرافية بين الناس ، ولا زلنا نتفق أنها ممارسات فردية لبعض المواطنين يتم الكشف عنهم ومسائلتهم وتغريمهم تلك المبلغ طال الزمن بهم أم قصر ، وحينما كنت تتساءل عن سبب تلك الاعتداءات والتحايلات كانوا يجيبونك أنها \" محلله شرعا \" فالارتفاع الكبير والضرائب والرسوم المرافقة للفاتورة شكلت عبئا لم يعد احد يتحمله وخاصة من الفقراء منهم !!!
حين يكون الحديث عن اعتداءات وتحايلات يمارسها الأفراد فإننا نتفق على ضرورة ملاحقتهم ووقفهم خشية انتشار تلك الظاهرة واتساعها بشكل قد لا يمكن السيطرة عليه وخاصة في مناطق تسجل أنها مناطق توتر ويعاني سكانها من تحديات اقتصادية واجتماعية وببيئة صعبه ، بل ويقال أن العديد من الأفراد ومن ذوي الدخول العالية والمناطق المنعمة جدا يمارسون نفس السلوك ، لكنني لا اتفق مع أغلبية الناس بأن شركة وطنية ناجحة يمكن لها أن تمارس تحايلات بحق المواطنين من اجل مضاعفة قيمة الفاتورة لتغطية الرواتب الإضافية لموظفيها و أن ما يقال أو يشاع بحق الشركة كذلك لا يمكن لعاقل أن يصدقه حول تحايلات تمارسها الشركة بحق المواطنين والشركات والتي تتعلق منها على حد تعبير الناس بوجود فارق واضح بين قيمة فواتير لشهور بعينها وبين قيمة فواتير (نيسان وآب وكانون أول ) وهي الشهور التي تمنح فيها الشركة راتبا إضافيا حسب النظام المعمول به في الشركة منذ سنوات ، وقد لاحظت بعد مناقشات مطولة بين أفراد المجتمع الذي أعيش به أن هناك فروقات واضحة وحقيقية بين قيمة فاتورة الشهور التي سبقت فاتورة هذا الشهر ( آب) وبين باقي الفواتير السابقة وبشكل يقترب من ضعف القيمة ، مع أن أصحاب تلك الفواتير لم يستخدموا ولا يملكوا أصلا مكيفات أو حتى مرواح كهربائية بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة في الأيام السابقة علما أن موجة الحر الشديدة لا تدخل أصلا في فاتورة هذا الشهر لأن القراءة أصلا كان يجب أن تؤخذ في الأول من بداية الشهر وليس في اليوم الخامس او السادس من الشهر كما يجري الآن مما يضاعف أصلا كمية الاستهلاك ويضاعف السعر حسب التسعيرة المرفقة مع الفاتورة ، فكلما تأخر الجابي بحساب القراءة ترتفع أصلا قيمة الفاتورة وهذا يجعل الناس في حيرة من أمرهم بين من يتهم الشركة بالتحايل وسرقة أموال الناس بتلك الطريقة !!! ومنهم من يضع اللوم على الجباة لتقصيرهم في أداء عملهم وتأخرهم عن القراءة !
يحق للناس أن تتساءل عن أسباب تلك الفروقات في قيمة الفواتير دون أن يضاعفوا كميات الاستخدام ، ومن حقهم أن يوجهوا الاتهامات للشركة بالتحايل لغموض أسباب ارتفاع قيمة الفاتورة أو ممارسة الأخطاء التي تكلف الناس رسوما مضاعفة من قبل الجباة او غيرهم القابعين على أجهزة الحاسوب في المكاتب الرئيسة !! وعلى شركة الكهرباء بيان تلك الأسباب وشرح العوامل التي ضاعفت من قيمة فاتورة هذا الشهر والشهور المحددة بعينها والتي تترافق مع شهور صرف الراتب الإضافي لموظفي الشركة ! فالمواطن لا يلام إن وجه التهم للشركة لأنه أصلا لا يدري ما يجري هنا !!!