بقلم: شفيق الدويك
لقد طلب مني أحد المعلقين الأفاضل على مقالي " رفقا بنا يا أصحاب سيارات الدفع الرباعي " ، بعد أن إتهمني ، و هو لا يعرفني، و لم أواجهه في يوم من الأيام أو ألتقيه، أي ضمن ما هو متعارف عليه (الحكم المسبق)، بأنني أتمنى ما قسمه الله سبحانه و تعالى لغيري ! ، أن أكتب، بطريقة تستفز الحليم، بمواضيع عليها العين مثل سيارات الحكومة و الأمانة و الأمن و الجيش التي تنفث دخانا ساما يلوث البيئة و النوادي الليلية، معتقدا أن مهمة الكاتب محصورة في تحريك الدبابيس لنوخز الآخرين بها فقط، و أن الكاتب مثل الإسفنجة عليه أن يمتص التعليقات مهما كانت و يظل كاظم الغيظ، وقد نسي المعلق الفاضل أن مثل هذه الظواهر ، إن وجدت، تعالجها جهات مسؤولة عن الرقابة البيئية، و الكتابة حولها يحتاج الى عمليات تقصي حقائق و جمع معلومات و تحليلها، علما بأن السيارات المذكورة لا تمثل نسبة تذكر مقابل سيارات الأعزاء المواطنين و نحن نكتب من أجل الفائدة و ليس للإثارة و إنتزاع التصفيق و على صفحات بيضاء مثل قلوبنا لا صفراء.
من المثير أو المؤلم حقا أن يزور مقالاتنا نحن معشر كتاب المواقع الإلكترونية أحدهم لمرة واحدة، عن طريق الصدفة، ثم يبدأ بتجريحنا و بكيل التهم و التشويه بحق الكاتب، ثم ينصب نفسه حكيما، و يبدأ بتوجيه الكاتب و إسداء النصح له، و يهمل الموضوع الأساسي أي فكرة المقال، مستغلا بمكر محسوس لا ضرورة له، و هو المتخفي (خائفا) وراء إسم وهمي، فرصة أن الكاتب، بحكم موقفه/موقعه لا يستطيع الرد، و عليه إحترام و تقبل الرأي و الرأي الآخر مهما كان و أن لا يكون سهل الإستفزاز على رأي معلق فاضل آخر !
من جهتي، أحب هذا الوطن الجميل و قائده و شعبه و حكومته لأن ليس لي غيرهم و أنا لهم، أستفيد من بعض التعليقات و التي تكون أحيانا أقوى من مقالي المنشور بكثير، لا أبالي كثيرا بالجزء الفارغ من الكأس الذي تحدث عنه المعلق الفاضل لأنني أعلم و أقدّر ظروف الحكومة علم المطلع و العارف ببواطن الأمور، و لن أبخل في يوم من الأيام عليهم بالعطاء ما دام في العروق نبض، و أنا الذي كتبت قبل عام من الآن أي بتاريخ 22/8/2009، يا صاحب التعليق الفاضل، الآتي تحت عنوان " أيها الأردنيون: قولوا كلاما إيجابيا دائما" = عندما كنت أعمل مديرا للعلاقات الخارجية ، في مصارف دولية ،لفترة تجاوزت الثلاثة عقود من الزمن، قابلت خلالها المئات من ممثلي المصارف حول العالم، أشاد جميع من قابلتهم بالأردن، وطنا، قيادة وشعبا.
لقد أعجب الجميع بجمال وبهاء وسحر تضاريس ومناخ الأردن، ومواقعه التاريخية، والحضارات العديدة التي وشمت رسوما وتشكيلات أخّـــاذة على جسده الفتيّ.
وافتتن كل من قابلتهم بحكمة وفطنة وذكاء وجاذبية ومكانة القيادة الأردنية، واعترفوا بأن ما يميّــــز هذا الوطن هو الأمن و الإستقرار والعيون الساهرة على حمايته ومؤسساته.
وأشاد الجميع كذلك بعادات وتقاليد وأصالة وعراقة ودفئ ودماثة وضيافة وكرم وشهامة ونخوة وتواصل وصلابة وجودة ثقافة الأردنيين، و إرتفاع هاماتهم ونقاء قلوبهم.
وقد أحبّوا كذلك كل مناسباتنا والتقطوا الصور المعبرة عن دفئ علاقات الأسرة الأردنية الكبيرة الواحدة، وتميّز ألوان ورسوم نسيجها.
تنتابني الغبطة أن أذكر هنا أن الكثيرين قد كانت لهم أمنية أن يقضوا بقية عمرهم، بعد التقاعد، هنا رغبة منهم في أن تنال نفوسهم قسطا كبيرا من نعمة الأمن والأمان و الإستقرار، وأن يتنقلوا بين جبال عجلون والبادية والأغوار الدافئة والبحر الميت والبتراء والعقبة وبقية المدن الأردنية الجميلة، وقد أبهرتهم عمّان بنظافتها وطرازها المعماري الفريد وبنية الأردن التحتية والفوقية، واعترف الجميع بأن وراء حضارة الأردن عقول متميزة على المستوى الدولي.
وقد عجبوا كيف لهذه الدولة أن تخـــرّج مئات الآلاف ليعملوا كقوى عاملة مميّزة في الخارج، وقد عجبوا أيضا كيف لهذه الدولة أن تضمن ودائع المودعين في المصارف مثل بقية الدول الكبيرة، لمواجهة إرتدادات الأزمة المالية العالمية، وقد عجبوا من عوائد السياحة العلاجية والتعليمية وغيرها.
جمال وبهاء ما لدينا تراه وتنعم به عيون الآخرين بسرعة فائقة، أما نحن فإننا ، ولأننا قد تعودنا على هذا الجمال والبهاء لربما، قد تجاهلنا أن نقول عنه كلاما إيجابيا ولو لمرة واحدة !
شكرا لله على آلائه، وحمى الله الأردن وقيادته وشعبه من كل عين حاسدة، ونفس بغير جمال .