زاد الاردن الاخباري -
تدير وزارة الخارجية الاسرائيلية, بالتعاون مع علماء اسرائيليين ويهود من الولايات المتحدة, حملة لإفشال المؤتمر الدولي لعلماء الكيمياء, الذي يعقد في الاردن تشرين أول المقبل.
وخاطبت الخارجية الاسرائيلية معظم العلماء الأجانب المشاركين في المؤتمر ودعتهم الى مقاطعته, أو التهديد بالمقاطعة, جراء استثناء تل ابيب من المشاركة فيه.
ووجهت "الأكاديمية الوطنية الاسرائيلية للعلوم" رسالة الى الاتحاد الدولي لعلماء الكيمياء (IUPAC), اعربت فيها عن احتجاجها على عدم تلقيها دعوة لحضور المؤتمر.
وقالت الاكاديمية في الرسالة ان "المؤتمر يعتبر من أهم المؤتمرات الدولية لعلماء الكيمياء, كونه يهتم بتشجيع العلماء الشباب في هذا الموضوع, وحرمان اسرائيل منه تصرف عنصري ضد اليهود, لا يتلاءم وأهداف الاتحاد ولا قوانينه وأنظمته".
وزعم مندوب الأكاديمية ان هذه أول مرة لا توجه فيها دعوة مشاركة للعلماء الاسرائيليين, مبينا "نحن ندعى الى كل المؤتمرات الدولية للعلوم, وكذلك للكيمياء, بما في ذلك المؤتمرات التي تعقد في دول اسلامية".
وأوضح ان مؤتمر الكيمياء يعقد مرة كل سنتين, وان اسرائيل دعيت الى جميع المؤتمرات العشرة السابقة, علما بأنها عقدت في عدة دول اسلامية مثل باكستان وماليزيا وتركيا.
وكشفت مصادر اسرائيلية ان عددا من علماء الكيمياء هددوا بمقاطعة المؤتمر اذا لم توجه الدعوة رسميا لعلماء اسرائيليين, من بينهم البروفسور الأمريكي رفالد هوفمان, الحائز على جائزة نوبل للكيمياء.
وقال هوفمان, في تصريحات نقلتها صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أمس, ان عددا كبيرا من العلماء لن يحضر المؤتمر من دون العلماء الاسرائيليين.
وزاد هوفمان ان "المنظمين الأردنيين توجهوا اليه لكي يدير ندوة للعلماء الشباب, سوية مع زميله البروفسور دادلي هرشباخ, الحائز هو أيضا على جائزة نوبل في الكيمياء, وأعطوه قائمة بأسماء المشاركين, لم يكن فيها أي اسم اسرائيلي, فتوجه اليهم محتجا وطلب إدخال عدد من الأسماء الاسرائيلية, ولكن الرد الأردني جاء بإلغاء هذه الندوة من دون أي تفسير.
من جهتها, قالت رئيسة الاتحاد الدولي لعلماء الكيمياء نيكول مورو, ردا على الرسالة الاسرائيلية, ان "الأردنيين لم يقاطعوا اسرائيل بشكل خاص, ففي المؤتمر 110 علماء من 50 دولة, سيركزون كلماتهم في مختلف القضايا, ومن الطبيعي ان لا يكون هناك تمثيل لجميع الدول, فالعديد من دول العالم غير ممثلة بينهم وليس فقط اسرائيل".
وبينت مورو ان "اسبانيا صاحبة الانجازات العلمية الكثيرة في مجال الكيمياء لن تكون ممثلة في المؤتمر, فهل هذا يعني ان الأردن لديه مشاكل مع اسبانيا?".
غير ان مورو أكدت ان الاحتجاج الاسرائيلي سيبحث في جلسة قادمة لادارة الاتحاد.
وإثر ذلك, توجه الرئيس السابق للأكاديمية الاسرائيلية للعلوم بروفسور يهوشع يرتنر الى الرئيس السابق للاتحاد العالمي يونغ ايل جين, طالبا تدخله, وهو ما دفع الاخير الى ابداء استغرابه من التصرف الأردني.
وادعى جين ان "التصرف الاردني مقصود, ويحمل طابعا سياسيا, وليس علميا".
وزاد "اسرائيل والأردن جيران, وهناك علاقات سلام بينهما, ولا بد من تعريف العلماء الشباب من البلدين على بعضهما بعضا, ففي الجيرة أسباب كافية للتعاون, خصوصا وأن عوامل بيئية عديدة مشتركة بينهما".
العرب اليوم