"وجعلنا من الماء كل شيء حي\"أيه واضحة لا تحتاج الى تفسير او تأويل، تبين بما لا يدع مجالا للشك ان احد أهم أركان استمرار الحياة هو الماء ومن دونه لا تكُ حياة ولا يكُ إنسان يعمر هذه الأرض.
إذن المياه عنوان،والقول بعدم تأمينها يقود الى هلاك البلاد والعباد،هذا هو باختصار حالنا اليوم في ضوء انقطاع المياه المتكرر الذي تشهده مدن وقرى وبوادي ومخيمات وطننا الغالي.
من المعلوم ألان للقاصي والداني بوجود عشرات الآلاف من المواطنين اليوم لم تصلهم المياه منذ أسابيع،لقد صاروا يحلمون باليوم التي تأتي به صاحبة الجلالة\"كناية عن الماء\" الى بيوتهم لكن دون جدوى،لقد بات الماء يشكل تهديدا استراتجيا على استقرار الدولة جراء شحها من جهة،وعدم اكتراث أصحاب الحل والربط من جهة اخرى.
هذا بحد ذاته شي محزن ويدعوا الى البكاء كما يدعوا الى السخرية،ومما يزيد الطين بله ،تلك التصريحات التي يخرج علينا بها رئيس الوزراء وأعوانه حيث يقولون ان توفير الماء حق لكل مواطن،التصريحات بحد ذاتها مسخرة يراد الضحك بها على ذقون المواطنين،وما هي في حقيقة الامر إلا وسيلة أشبه بالمخدر(...).
نقول لدولته ما هو الجديد الذي حملة انته ووزرائك للمواطن الكحيان،الماء حق لا أنت ولا غيرك يستطيع منحة او منعة،لقد أقرته التشاريع السماوية والأرضية، لا يحق لأي كان ان يجعل من نفسه الهة يوزع الحقوق ويمنحها كيفما يشاء أينما يشاء فهذا الامر ليس من اختصاصه،كما ان هذا الامر ليس بوظيفة يتم التوسط فيها لصالح الشللية او المصالح الرأسمالية الني تخضع لقوانين شركات كابيتال وشقيقاتها،هل هناك مجنون واحد في العالم اجمع يستطيع ان ينفي حق البشر بالماء يا اخوان \"الناس شركاء في ثلاث من بينها الماء \"إلا تعلمون بذلك .
*******************************************************
لقد صارت المياه تشكل هما عاما و كابوسا لا ينتهي،لا اخفي سرا ان قلت بأنني اعرف عوائل يسهرون لوجه الفجر بغية تعبئة خزانات بيوتهم الخالية منذ شهور،ولا افشي سرا ان قلت ان هؤلاء أصيبوا بحسرة مضاعفة عندما لا غابت طله سيدة الحسن والجمال\"الماء\" لقد أصيبوا بنكسة مزدوجة الأولى جراء السهر الذي أضحى هباء منثورا،والثانية لعدم حنية الحكومة التي منعت فرحتهم بعدما فقدت مشاعرها واحساسها.
لقد أضحىت المياه للمواطن الأردني بشكل خاص - ونستثني أولئك الذي لا يكترثون لأمره - أضحت تشكل عامل ضغط جديد على رقبته والتزاما جديداً على جيبه المخزوق بالأصل واضيفت الى العوامل التي تأكل دخله،فهو اليوم يجلب الماء على نفقته الخاصة بواسطة \"تنكات\" ماء يتراوح سعرها ما بين 25 – 30 دينار،هذا بحد ذاته إجحاف بحق المواطن الغلبان الطفران القرفان.
الحكومة بدورها غائبة طوشه لا تعلم من أمرها شي وكأنها في كوكب أخر وبلد أخر - فهي في واد والشعب في واد أخر لكنه سحيق جدا جدا جدا - فهي عاجزة تمام العجز عن الإتيان بحل المشكل التي يتم تعقيدها بواسطة تصريحات غير مسئولة وعلى لسان مسئولين لا يكترثون لصوت المواطن المخنوق مسئولين من نمرة ونوعية ساديه تستلذ في تعذيب شعبنا من خلال استخدام أساليب التطنيش والتطفيش وإقفال هواتفهم وأبوابهم وعقولهم وعيونهم دون مخافة من الله وللأمانة التي وضعت في أعناقهم.
*******************************************************
الأردن الشعبي اليوم يعاني العطش كما الجوع كما الفقر،قد وصل به الامر حد الانفجار جراء عدم اكتراث الحكومة التي بات عنوانها الفشل على كل الأصعدة وفي مقدمتها فشلها في إدارة ملف المياه.
لا يوجد منطقة في الأردن اليوم لا تعاني الأمرين الأول جراء نقص المياه والثاني جراء غياب الحكومة البرجوازية الموقرة عن الإتيان بحل،كل الأردن اليوم حالها واحد _في الهواء سوى كما يقول المثل الشعبي - اللهم خلا مناطق الفئات المترفة والتي لا تنقطع عنها المياه سواء عن بيوتاتها او مزارعها او مسابحها وجواكيزها وحماماتها لذا في النهاية نحب ان نطرح سؤال نتمنى الاجابة علية،يا ترى كم مره يستحم رئيس الوزراء والوزراء في اليوم كم مرة ؟؟؟!!!. الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركة
خالد عياصرة
Khaledayasrh2000@yahoo.com