زاد الاردن الاخباري -
بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أود أن أعرض عليكم مشكلتي رغم أن بعضكم قد لا يراها مشكلة ولكنها بالنسبة لي فهي مشكلة تنغص على حياتي ، بداية أعرفكم بنفسي أنا امرأة متزوجة أبلغ من العمر 30 عاما ولدي ثلاثة أطفال وأنا موظفة وزوجي أيضاً موظف، أعزائي مشكلتي ليست مع زوجي فهو إنسان ملتزم وخلوق ومحترم وكريم والأهم أنه حنون لأبعد الحدود معي ومع أولادي وأنا أحبه جدا ولا أتخيل حياتي بدونه والله عوضني به بعد طول حرمان في هذه الدنيا ، مشكلتي بدأت منذ الطفولة حيث أنني نشأت في كنف أسرة كبيرة العدد وكان والدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته إنسان ملتزم ومحترم وخلوق أيضا و حنون معي أنا وإخوتي ويعاملنا بكل عطف ومودة عكس أمي رحمها الله التي كانت مثال القسوة والعصبية وكثيرة الشجار مع أبي ، فقد كان والدي يعوضني أنا وإخوتي ما نفتقده من أمي من حنان وعطف إلا أن القدر لم يمهله كثيرا فقد توفاه الله وأنا بالسابعة من عمري، حيث تركنا في عهدة أمي لتستكمل مشوار تربيتنا، فبعد وفاة أبي رحمه الله زادت قسوة أمي علينا وعصبيتها ، فكانت تصرخ بنا أنا وإخوتي وتنعتنا بكافة الألفاظ الجارحة والسيئة ولا تتورع أن تهينني أمام صديقاتي وزميلاتي بالمدرسة وتفعل نفس الشيء مع باقي إخوتي وكثيرا ما كانت تضربنا ضرباً مبرحاً، وهناك شيء لن أنساه ما حييت حيث أنه من المتعارف أن الأم تودع أبنائها صباحا عند ذهابهم للمدرسة بالدعوات الجميلة إلا أن أمي كانت تودعنا بجملة تكررها كل يوم صباحاً وهي \"الله ياخدكم ويريحني منكم، شاحنة ويكون سواقها أعمى تطلع فوقكم وتموتوا\" ومن هاي الدعوات إلى بتسم البن وبتسد النفس وبتحبط، والماضي كان طويل بكل ما فيه من قسوة وإهانات لا تنتهي حتى أنني إذا أردت أن أسرد معاناتي قد لا تكفيني صفحات وصفحات ، فالذاكرة مليئة ولحتى هذه اللحظة لم أنسى أي شي حتى أنني وأنا صغيرة عندما كنت ألوذ بغرفتي من شدة قسوتها وتأخذني الأفكار بعيدا وأقول لنفسي مستحيل أن تكون هذه أمي بكل قسوتها وجفائها، إنها ليست أمي ولم تنجبني ، حيث أنني أعرف أن الأم التي تنجب يكون حبها وحنانها غريزة فيها لا يمكن أن يعلمها أحد كيف تكون حنونة أو أن تكتسب العطف من بيئتها ، ومرت السنوات ورغم الألم والعذاب الذي نواجهه أنا إخوتي من أمي إلا أننا كنا متفوقين بالدراسة وجميع إخوتي تعلموا وانهوا جامعاتهم والآن يعملون في وظائف مهمة، إلا أننا حتى الآن عندما نجتمع أنا وإخوتي وأخواتي في منزل العائلة نظل نستذكر ماضينا الأليم وأيام العذاب والشقاء التي عشناها مع أمي، فبعض من إخوتي يلتمس لأمي عذرا بمعاملتها السيئة لنا بأنها كانت أمام مسئولية كبيرة وعناء شديد ومن هنا ينبع هذا التصرف والسلوك الذي كانت تتحلى به وتذيقنا به صنوف الآلام والإهانات والضرب.
أنا جد آسفة أني أطلت عليكم بالسرد إلا أن مشكلتي الآن هي أنني أريد أن أعطي أبنائي ما استطعت من حب وحنان ولكن للأسف لا أجد عندي مخزون من هذا الحب لأني لم أحصل عليه من أمي ولم أشعر بحنانها يوما علي فلا أتذكر أنها بيوم من الأيام قبلتني أو حتى أخذتني بين ذراعيها ، أنا أحاول أن أتجنب العصبية وأن أتعامل بهدوء معهم ولا أكذب عليكم أحيانا أعصب عليهم وأرجع وأندم وأقبلهم وأحنو عليهم وأعتذر منهم ، أريد منكم أن تساعدوني لأعوض أبنائي الحنان الذي منه حرمت وأن أعطيهم الحب الذي يستحقونهم فهم لاذنب لهم فيما حدث معي.