الاردن بلد حباه الله بقيادة هاشمية وبشعب ما عرف حبا وانتماء وولاء لغير تراب الاردن وقيادته الهاشمية.عبر مر السنين مر الاردن بأزمات اقل ما يقال عنها انها لو مرت على دول عظمى لهزتها وربما لغيرت مسارات كبيرة فيها ،لكن بوجود آل البيت وحب ابناء الاردن للارض والقيادة جعلتنا نتخطى اكبر الازمات وما اكثر تلك الازمات التي غالبا فرضت علينا لمواقفنا البطولية ولوجودنا في منطقة ملتهبة بالاحداث.
تلاحم الشعب والقيادة ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي طالما مر بها الاردن من قلة للموارد واعتماد على المساعدات الخارجية التي التي كانت مصدر تهديد لنا عند اتخاذنا لأي موقف لا يتفق مع موقف الدولة المانحة ،لكن تلاحم الشعب والقيادة كان كفيلا بتذليل تلك الظروف والصعاب وهزم كل من يحاول ان يخلخل بنيان الاردن شر هزيمة.
العراق دولة ضخمة تمتلك من الامكانات ما لا نملك منه العُشر،امكانات مادية وبشرية وعسكرية هائلة ،لكن بكل سهولة دمر العراق عندما تخلى الشعب عن حكومتة التي عاثت فسادا وتنكيلا به لحساب فئة تنعمت بخيرات العراق وغالبية لم ينلها الا الفتات.
الاردن ليس العراق فالاردن وهبه الله قيادة يفتديها الشعب الاردني بالغالي والنفيس مهما كانت الظروف فالوضع الاقتصادي الان ليس بعيدا كثيرا عما ممرنا به في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات وعندها وقف الشعب وتحمل الكثير عندما كان يثق بحكوماته على الرغم من وجود عثرات واخطاء لتلك الحكومات.لكننا اليوم نجد ان الشعب يهيج غليانا ضد الحكومات بل وصل الامر في بعض الاحيان الى رغبة كبيرة بترك الاردن ومغادرته الى غير رجعة فشتان بين الامس واليوم ،بالامس كنا نقبض على جمر حب الوطن مهما كلفنا الثمن واليوم الشعب يعبر صراحة عن حقدة وغضبه على الحكومة بل وصل في بعض الاحيان كره الوطن وهنا مكمن الخطورة والكارثة.
في السنوات الاخيرة بلى الله الاردن بحكومات عملت على تنمية الحقد والكره باتجاه الدولة الأردنية ومن يقول غير ذلك فهو كمن يغطي الشمس بغربال ،العشائر الأردنية التي عرف عنها ولائها المطلق للدولة الأردنية بدأت تتخلى عن هذا الولاء وجهات كثيرة لم يعرف عنها يوم غير الولاء والالتزام بكل ما يصدر عن الدولة الأردنية لكنها اليوم بدأت تتحرك وعلانية بشكل معاكس تماما لما كانت عليه وان كانت الحكومة تحاول اظهار تلك التحركات على انها شخصية ومن اشخاص لهم مصالح شخصية من خلال تحريك ممن هم محسوبون عليها بأتجاه معاكس لتلك التحركات.
ما يجري في الاردن من تحركات تنذر بخطر وخيم وتجعل منه فرصة كبيرة لكل متربص لينفذ سمومه ،وحكوماتنا العتيدة لا تألوا جهدا في تهيئة الاجواء لذلك .
الكارثة الكبرى ان اقتنعت الحكومة واقنعت من حولها بأن ما يجري في الاردن هو تصرف فردي ،الشارع الاردني كالبركان الذي بدأ يغلو شيئا فشيئا والحكومة تكابر ولا تبالي ازاء كل ذلك.
انا هنا حالي كحال ملايين الاردنيين لا علاقة لنا بالحكومة لكن لنا كل العلاقة بالدولة الأردنية فحبنا وولائنا للاردن ولجلالة الملك يجعلنا نكتب وننادي وننبه الحكومة وكل حكومة اجعلوا مما حصل في العراق عبرة ولا تجعلوا من الوضع الاقتصادي مبررا لما تقومون به ،فوالله نحن الاردنيون لن نتأخر للحظة واحدة في افتداء الاردن وقيادته الهاشمية ولن يعيبنا لو رجعنا وعشنا في بيوت الشعر واكلنا الخبز والزيت لنضمن سلامة الاردن وابعاد تلك الفئة الفاسدة والمنافقين من حولها الذين لم ولن يترددوا ابدا في بيع الاردن كما باعوا مؤسساته من قبل لمن يدفع اكثر.
ما اكتبه اليوم والله يشعر به ملايين الاردنيين ويتحدثون به همسا وعلانية في مجالسهم لكن ثقتهم دائما بوجود جلالة الملك والعائلة الهاشمية تبعث لديهم دائما الامل بأن هناك مستقبل للاردن مهما حاولت تلك الحكومات التي تحاول ادارة الاردن على انه مؤسسة استثمارية مؤقته لكسب ما يمكن كسبه قبل ان يغادروا كرسي المسؤلية.