زاد الاردن الاخباري -
رزق الشبول - ربما أن يكون الرئيس سمير الرفاعي غير محظوظ بفريقه الوزاري منذ اليوم الأول لتشكيل
"حكومته الكبيتالية" أو انه يريد طاقمه الوزاري هكذا يتحدثون ويتصرفون مع جمهورهم.
قبل عدة أشهر، سخر وزير التربية والتعليم إبراهيم بدران من المعلمين حينما اعتصموا
مطالبين بنقابة لهم أسوة بالصحفيين والأطباء والمحامين وغيرهم ،لحمايتهم من تصرفات
بعض أولياء أمور الطلبة، والمطالبة باستحقاقاتهم الدستورية. فخرج الوزير بدران وقال
انه على المعلم الاهتمام بهندامه وحلق ذقنه قبل الخروج للمطالبة بنقابة، وذلك في
طريقة استفزازية لكرامة المعلمين حيث ما زال التصعيد على قيد المطالبة بنقابة
لهم...
اليوم يخرج علينا الوزير العبقري ،ولا أكاد أن أقول الوزير الكهربائي وزير العمل
سمير مراد في اجتماع مع مزارعين ووصفهم حسب عقليته بأنهم غير حضاريين... فالأجدى
بالوزير مراد الاستفادة من أخطاء زملائه وان لا يقوم بسكب البنزين على النار حتى لا
تشتعل فيه كما اشتعلت بسابقيه وستشتعل بلاحقيه .
قلما نجد وزراء يستطيعون التعامل مع الجمهور بكل حرفية وامتهان، لربما أن يكون ذلك
لعدم الاختصاص لكل منهم على حدى ،وربما أن تكون الجامعات الأميركية والبريطانية قد
تخرج عقولا لا تاْبه بالجمهور، وإنما تلتزم بالعمل خلف الآلة أو الكمبيوتر أو مكان
العمل وتخفي أسلوب المخاطبة والتخاطب بلغة الجماهير.
فكان الأولى بالوزير مراد القادم من سوق الإعمال والتجارة التفكير بما سيقوله قبل
الاجتماع وان لا يتعالى على "الطبقة الكادحة" باعتباره من الطبقة البرجوازية في
المجتمع متحدثا إليهم ومخاطبهم بتهديدات، طالما أننا جميعا أمام القانون سواء ،ونثق
بجهازنا القضائي العادل.
ربما ان وصفهم الوزير بأنهم غير حضاريين أثناء اعتصامهم الذبن نفذوه الأسبوع الماضي
،..فيبدو أن الوزير يتحدث عن الحضارة بمعناها الكلاسيكي ومعناها الغربي ،ولايعرف
حضارة المزارعين والفلاحين لأنه لم يعاشرهم بتاتا ولم يقطن بجوارهم،...................
يبدو جليا أنّ الوزير لايعرف مع من يتحدث وكيف يتحدث، في ظل اختباءه تحت عباءة
الرئيس سمير الرفاعي، وهنا أصبح الجزم بالقول أنها حكومة أرادت التأزيم لها،وخلق
علاقة احتقان ما بين الطاقم الوزاري وأصحاب الحقوق.
rezegrak@yahoo.com*