تاريخ عظيم ماتتمتع به هذه الذاكره التي ارهقتها الحضاره وهجر قرانا وأراضينا نلهث وراء لقمة العيش في العاصمه عمان بحثا عن وظيفة بالكاد تسد الرمق , بعد ان كانت لقمة العيش آخر همنا حيث كنا نعيش في قرية لا تبعد عن العاصمه عمان بضعة كيلو مترات قرية رائعه وكانت في الماضي تدعى زحلة الأردن اسمها – ماحص – والتي خصص لها شاعر الأردن مصطفى وهبي التل – عرار – الكثير من قصائده هذه القريه وقبل اكثر من خمسين عاما كانت ترفد سوق الخضار المركزي بأكثر من خمسين شاحنه يوميا من منتجات هذه القريه من التين والعنب ومختلف انواع الخضار الموسميه مثل الخيار والبندوره والفاصوليا والخس والفجل وكل ما يخطر على بالك حيث كانت هذه القريه تشتهر ببساتينها التي تعتمد في ريها على عين ماحص الرئيسية اما كرومها فكانت تعتمد على ما يجود به رب السماء من امطار خلال فصل الشتاء عندما كان الشتاء يستمر شهرا اما القمح والشعير فأنني اجزم انه كان يكفي سكان هذه القريه حيث لم اذكر ان المرحوم جدي او المرحوم والدي لجؤا في يوم من الأيام الى شراء هذه الماده , حيث كان جزء من العقد الذي يسكنه جدي واعمامي --- والعقد لمن لا يعرف هو بناء ضخم من الطين --- مخصص الى تخزين القمح والشعير اسمه الكواره , وكان موسم حصاد القمح والشعير والمسمى الحصيده مناسبه اجتماعيه رائعه لتعاون اهل القريه في جني ثمار هذا المحصول وكانت البيادر وهي اماكن تجميع ما يتم حصده من القمح والشعير استعدادا لدرسه وتحضيره ليكون جاهزا للأستعمال .... الله ما اجملها من ذاكره .
وعلى ما اعتقد ان انتاج الأردن من القمح في تلك الأيام كان يتجاوز الماية وعشرون الف طن ... هذه القريه اصبحت عبئا على سوق الخضار المركزي وتغول عليها اصحاب الملايين في بناء قصورهم الخلابه مستمتعين بمناظرها الخلابه وطلتها على فلسطين الحزينه , حيث جفت ينابيعها ويبست بساتينها وكرومها تحولت الى مباني وجدران استناديه , واعتقد جازما ان هذا حال جميع قرانا وبلداتنا وريفنا الأردني وأصبح هاجس الدوله هو توفير القمح لأطعام هذا الشعب واصبح مجرد اشتعال حريق في روسيا يشعل معه اسعار القمح ويكلف خزينة الدوله مئات الملايين , سؤال يجول بخاطري مالذي حصل وماذا دهانا الم يتبقى لنا سوى الترحم على ايام زمان ونقول سقى الله على ايام البيادر .....
وليد المزرعاوي