زاد الاردن الاخباري -
يفكر مليا المواطن بلال عبد القادر في مستقبل يعتقد انه غير بعيد،كيف سيكون حاله بعد أن يربط منزله بشبكة الصرف الصحي، منهيا حالا عايشه منذ أن وعت عيناه على الحياة في بلدته في منطقة بدر الجديدة.
ويقول بلال»أجهد شهريا في الاتصال بأحد العاملين على صهاريج المياه العادمة ليقوم بتخليصي من محتويات الحفرة الامتصاصية التابعة لمنزلي في بدر الجديدة».
ويضيف»أستطيع أن أبقيها اشهرا دون نضح لكن مواطنتي تمنعني من ذلك حفاظا على بيئة منطقتي التي تعتبر متنزها كبيرا للعاصمة عمان،لما تضمه من أشجار حرجية تشكل في الصيف وجهة للباحثين عن الهدوء والسكينة».
ويشير إلى أن»عملية التخلص من محتويات الحفرة الامتصاصية، تشكل عبئا على ميزانيتي لكن تركها دون نضح يضيق علينا عيشنا من خلال تسربها خارجيا أو داخليا إلى باطن الأرض».
ويأمل»أن تحمل الأيام أو السنوات القليلة القادمة حلا له ولقاطني منطقة بدر الذين يناهزون الـ10 آلاف ساكن،بربط بيوتهم بشبكة الصرف الصحي وإنهاء عملية النضح الشهرية».
ويقول»بدر الجديدة تجاور مدينة ماحص المنتفعة بخدمات الصرف الصحي من سنوات ،لكنها توقفت عند حدود بلديتنا،بالرغم من أنها تابعة لأمانة عمان من منتصف الثمانينات.»
وحال بلال هو ذاته لآلاف المواطنين ممن منازلهم خارج تغطية خدمات الصرف الصحي والذي تقدر نسبتهم بـ34% من سكان المملكة.
وتشير أرقام وزارة المياه والري إلى أن كلفة مشاريع الصرف الصحي من شبكات ومحطات تنقية بدء العمل بتنفيذها تناهز حتى أيلول من العام الماضي 292 مليون و 409 آلاف دينار.
ويعكس تجول صهاريج المياه العادمة التي تجوب الشوارع معرفة على نفسها بلونها البرتقالي،الاعتماد المتزايد،على عملها الناتج عن تزايد السكان وعملية الانتشار والتوسع العمراني والتنموي الذي تشهده المملكة.
ويرى أمين عام سلطة المياه المهندس منير عويس ان عمل صهاريج المياه العادمة لا يمكن ان يتوقف يوما ،ويقول» لا اتوقع ان يأتي يوم ونستطيع أن نستغني عن عمل هذه الصهاريج».
ويضيف»إن عمل صهاريج المياه العادمة مرتبط ارتباطا كبيرا بالتوسع العمراني ،الذي تشهده المملكة،وتعمم خدمات الصرف الصحي على مختلف المدن الكبرى والصغرى في المملكة،صعب التحقق، وطالما هنالك عمران جديد بعيد عن شبكات الصرف الصحي،فانه يدفع باتجاه استمرار عمل هذه الصهاريج،ذلك انه لا يمكن على المدى القريب او البعيد ان يتم ربط كافة المنشآت بشبكة الصرف الصحي و لابد ان يبقى هنالك من هو خارج شبكة الصرف الصحي».
وعلل استبعاده لربط كافة المنشأت بالصرف الصحي «بارتفاع كلفة الربط الصحي وبعد هذه المنشات عن شبكات ومحطات معالجة المياه العادمة،إضافة لطبيعة بعض المناطق الجغرافية التي يصعب معها تنفيذ الحفريات والوصول إليها فنيا».
ويزيد»سيبقى الاعتماد على الحفر الامتصاصية وصهاريج «النضح» ،بالرغم من تنفيذ الوزارة لاستراتيجيات وسياسات وبرامج استطاعت من خلالها ان توصل خدمة شبكة الصرف الصحي لما يزيد عن 80% من سكان منطقة عمان العاصمة و64 % من سكان المملكة ونتطلع إلى رفعها إلى 70% عام2012».
ويقدر عويس» ما أنفقته سلطة المياه فيما يتعلق بخدمات الصرف الصحي بما يزيد على 450 مليون دولار خلال الفترة الماضية للحفاظ على عملية تطوير هذه الخدمات واستيعاب الزيادة في عدد السكان وبنفس الوقت المحافظة على البيئة والصحة العامة.»
واشار الى «تزايد اعداد مشتركي الصرف الصحي في المملكة بين عامي 1999 و 2008حيث ارتفع عدد المشتركين من 376 ألفا ليصل حاليا الى 585 الف مشترك نتيجة تنفيذ العديد من مشاريع الصرف الصحي الاستراتيجية خلال السنوات العشر الماضية وفي جميع محافظات المملكة».
وتتزايد كمية مياه الصرف الصحي بتزايد أعداد السكان وتزايد الاستعمال المائي وتطوير أنظمة الصرف الصحي.
ويتوقع بحلول عام 2020 أن تصل كميات مياه الصرف الصحي إلى حوالي (240) مليون متر مكعب سنوياً ، وذلك عندما يصبح عدد السكان حوالي (9.9) مليون نسمة.
وتتسم الأودية الرئيسية المستقبلة لمياه الصرف الصحي بتدني تصريفها الطبيعي وبارتفاع نصيب مياه الصرف الصحي من مجمل تصريفها.
إلا أن هذه الأودية لا تستعمل للسباحة أو صيد الأسماك وتصرف غالبية مياه الصرف الصحي المعالجة، في عمان إلى نهر الزرقاء حيث تخزن في سد الملك طلال وتخلط بمياه الفيضان ثم تسال إلى وادي الأردن لاستعمالها في أغراض الــري.
المصدر: منبر الرأي