لقد حظي مفهوم الجريمة باهتمام رجال الأمن ورجال الدين والعلماء النفسيين والباحثين.
وللوقوف على الأسباب التي تدفع الإنسان لارتكابه جريمة بحق أقرب الناس لقلبه سواء كان ابنه أو زوجته أو أبيه وأخيه.
فكان لزاما مني الوقوف والبحث وقراءة بعض التحاليل ومطالعة بعض المواقع لأحصل على معنى جديد لمفهوم الانحراف وعلم الجريمة.
دعونا نقف مع هذا المفهوم بالتدقيق والتحليل من حيث التطرق لمفهوم الجريمة والانحراف
أحاول تسليط الضوء على عدد الجرائم التي أعلن عنها بالصحف اليومية تؤرق المواطن وتؤرق رجال الأمن.
فأصبحنا نعيش بأحد أحياء شيكاجو المظلمة وأنا آسف ولكن هذه الحقيقة المريرة الجديدة الأخذة بالازدياد يوما بعد يوم .
فمفهوم الانحراف يعتبر كحقل جديد من حقول العلوم السلوكية بدأ يستقطب اهتمام الكثير من العلماء.
حيث لا يوجد ترجمة ولا معنى لكلمة انحراف بتراثنا أو مجتمعنا المحافظ إلا القليل ممن خرجوا عن منظومة الأخلاق والبعد عن الدين من الأسباب المباشرة للخوض والانغماس بالانحراف والجريمة.
فمتى كان الأردن معنيا بالجريمة أذكر وأنا شاب كنت أقرأ الجرائم فقط من الصحف المصرية فقط ولا وجود لها بأردن العز والمجد إلا القليل.
أرهقني الخبر القادم من الصحف اليومية بإقدام أب بضرب ابنه بعصا خشبية لحين إزهاق روحه
لطفل بعمر الثانية عشرة (بعمر الزهور) والله اقشعر بدني لسماع خبر كهذا.
كوني أب لثلاثة أطفال ولا أعتبر بالدنيا أغلى من الأطفال فوصفهم رب العالمين بأنهم زينة الحياة الدنيا فمن يعترض على هذا لا أعتقد بأن يختلف اثنين على هذا الكلام.
فهذا الذي يطبق عليه المفهوم العلمي والمتخصص بأن هذا السلوك الغير أنساني والذي يخالف كل المعايير الاجتماعية... والمعايير الدينية في المجتمع.
ظاهرة تنذر بناقوس الخطر القادم من جهنم (فرع كوكب الأرض)
بهذا الأسبوع فقط كم من جريمة وكم من مشاجرة استخدمت فيها السيوف والسلاح
أكاد لا اصدق بأني ما زلت أعيش بعمان معتقدا بأني ما زلت (بشيكاجو وبحي الرماد)
من كان يتصور يوما بأن يقدم رجل على قتل زوجته التي باعت الدنيا وما فيها لأجله قتلها خنقا وتلفظت أنفاسها الأخيرة على مرأى من عينيه وهو لا يبالي بأي شعور ولا بأي ذنب وبداخل أحشائها طفل هم للخروج من بطن أمه ولم يشاء له لقاء أمه ولم يشأ له الرضاعة من صدر أمه
ومن كان يتخيل بأنه يوجد أب يمارس الفاحشة مع ابنته وتحمل منه ويحاول العمل لاخراج الجنين من أحشائها وتموت وتنزف بين يديه ولا تطرف له عين أين الإنسانية وأين مخافة الله.
فكل الجرائم والمشاجرات التي حصلت منذ مدة قصيرة دلالة على وجود خلل اجتماعي ومستفحل ويجب القضاء عليه بالطرق الوقائية والعلمية فهذا يعتبر مؤشر خطير جدا لمجتمع متحفظ كمجتمعنا ومتدين ويخاف الله ويرفض كل السلوكيات الخاطئة والخارجة عن القانون.
والانحراف والجريمة نوعان مختلفان ممزوجان بنفس القالب:
انحراف ظاهر يعاقب عليه القانون
وانحراف كامن خفي وهو أكثر انتشارا من الانحراف الظاهر وهو كامن لأنه لا يصل الى علم المؤسسات المكلفة بإحصاء أو عقاب المنحرفين والخارجين عن القانون.
ومعنى الكلمة باللغتين الانجليزية والفرنسية تصب بمعنى واحد معناه كل سلوك يتعدى المعايير. (Deviance) المتفق عليها بمجتمع معين
يا لهذه الكلمة من معاني فهي ذكرت أكثر من ستون مرة وباختلاف المواقف بالقران الكريم
والتعريف الاجتماعي للانحراف والجريمة هو كل سلوك يعارض مصلحة الجماعة في كل مكان وزمان.
فالبيت هو المدرسة... فليس العقاب وليست الشرطة ولا المؤسسات العقابية ولا مراكز التربية والتأهيل هم من يصقلون شخصية هذا المجرم وإنما تفرض عليه ظروف قاهرة ومقنعة لارتكابه الجريمة فهي بكل سهولة لحظة شيطانية بعدها بثواني يصحوا ويكمل بقية عمره نادم.
وسلوك خاطئ بحياته وإدمان المخدرات هو من أكثر الأسباب إقناعا لإقدام رجل أو امرأة لقتل أخوه الإنسان. وجدير بالذكر أن أشير إلى أن مصطلح الانحراف يأخذ طابعا اجتماعيا أي أن المجتمع وحده من يحدد هل السلوك الصادر من الفرد هو سلوك مقبول أم منحرف.
والتعريف القانوني للانحراف بأنه يربط دائما بالأحداث ولا يعترف القانون الجنائي بالانحراف
والتعريف النفسي للانحراف هو ذلك السلوك التي تتغلب فيه الدوافع الغريزية على القيم والتقاليد
والجريمة بالفقه الإسلامي تعرف بأنها إتيان إما فعل منهى عنه ...نهي تحريم أو ترك فعل مأمور به.
قال تعالى: من يأتي ربه مجرما فانه له جهنم لا يموت فيها ولا يحيي.سورة طه.صدق الله العظيم
والله المستعان
هاشم برجاق