مرور الكرام على ذكراك يا أقصى ..!!
** صباح الخير علّلي صاح وناداني .. وقلي ..الأقصى بدهم يدمروه .. ويخلوا الفوقاني تحتاني .. وياااااا حيف على أمتنا ، ما ظل فيها غير مرتدّ وزاني .. وقفوا مع بني صهيون ، واشتدّ عوده ، وظلينا إحنا انعاني .. قتل وتدمير وسيول من دمّ صبياني .. اللـــه عليك يا زمن .. ذلّيــتني ورجيتنـــي العجب بزماني .. ما اني بصحـتي ، تااقوم واصيح وادعي .. واقول يا ربي ارحمّ هليّ ما ظل فيهم حدّ يرعاني .. وينك صلاح الدين ؟ منبرك خلوه رماد ، ومن شوفته النظر أعياني .. وهاشمي كحيل العين اهتز جفنة ، وصرخ منبر صلاح الدين أبد ما يفرغ له مكاني .. وما يصعده غير عاشق ترابه المزروع بوجداني .. والعيون تتكحل بعودته ، إن كان الرب بعالي سماه أحياني .. وندعي للباري سبحانه في كل مكاني .. تعود علينا برجال تعرف كيف تحرر الأوطاني .. وتحمي الأقصى وأرض كل الأدياني ... من غدر بني صهيون .. وكل خاين خسيس وجباني ..!!
بالأمس المشئوم وفي الحادي والعشرين من شهر آب لعام 1969م ، استطاع الصهاينة إعادة فتق الجرح العربي من جديد في واحدة من الأفعال الإجرامية الصهيونية المبرمجة منذ احتلال الضفة الغربية ، حيث تمكنوا من الدخول إلى \" المسجد الأقصى \" وإحراق أجزاء كبيرة منه تجاوزت ثلث المساحة الكلية للأقصى بأيدي يهودي متطرف قدم من استراليا اسمه \" مايكل روهان \" ، وكانت قد التهمت ألسنة اللهب معها \" منبر صلاح الدين الذي أمر جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال \" يرحمه الله \" عام 1993 بتكليف فريق عمل متخصص لصناعة منبر آخر بذات المواصفات الهندسية والفنية لمنبر صلاح الدين ، وبعد رحيل الحسين إلى جنان الخلود ، أخذ جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين \" أطال الله في عمره \" على عاتقه إستكمال صناعة المنبر ، لينتهي بعد أربعة سنوات من العمل الدقيق والمتواصل ، ثم تفقد جلالته حسن تصنيع المنبر وإعطاء أمره الملكي السامي بنقل المنبر وتركيبة في مكان منبر صلاح الدين \" الذي جعلوه الصهاينة رماداً \" داخل المسجد الأقصى بتاريخ 23/كانونالثاني 2007 م ، وقد طال الحريق حينها أجزاء من المحراب وأعمدة وأقواس وزخارف وأجزاء من القبة الداخلية ، وقد ضرب الصهاينة بذلك كل الأعراف والمعاهدات الدولية بعرض الحائط ، مستغلين كبوّة الأمة العربية وفشلهم في الوحدة ، بل استطاعوا \" الصهاينة \" تجديد الألم العربي الفلسطيني الذي لم يفتأ يتعافى بعد مما خلفته حرب عام 1967 م عليه ، وعلى كل جزءٍ من جسد فلسطين الجريح ، حتى بات في كل جزءٍ منها هناك جرح أليم ، فالجراح الدامية و المتتالية منذ نكبتها لا زالت تنزف ولم تلتئِم ، بل اتسعت لتطال ما هو أبعد من جرحٍ نازف ، فجراحها الداخلية باتت أشدُّ سُمّاً وفتكاً من كل الجراح ، وإن ما شاب التماسك الفلسطيني الفلسطيني من فتنة وأطماع شخصية بين قيادييه ، هيّ الذريعة ونقطة الضعف التي استطاعت الصهيوينة بغطرستها استغلالها وتقسيم جسد فلسطين إلى نصفين ، ليتوه بذلك شعبها لأي جزء ينتمي للرأس أم للقدمين . هذا الشعب الصامد منذ الأزل ، أبداً لم يعي جسده للطمأنينة معنى ، ولا للسلام وجود ، وفقد الكثير من مقومات حياته ، وقدم العديد من أبناءه فداءً للوطن ، و طابور شهداءه أبداً لم ينقص أو ينتهي ..!!
فالإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني لن يغفُ ما دام الخنوع العربي يقضاً وضميره غائباً في سباته العميق ، بل يسعى أبناء بني صهيون إلى إيقاظ إجرامهم صباح مساء على إخواننا في الضفة الغربية ، ويمارسون أعمال الترهيب والتهجير القسري على أهلنا في القدس وأكنافها ، كأحد مآربهم البشعة التي تهدف إلى تفريغ القدس وأكنافها من الروح العربية الفلسطينية وتهويدها بالكامل ، حذرين من ثورة قادمة لهذا الشعب المكلوم ذات يوم \" قادم بإذن الله \" ، لا يستطيعون إيقافها ، لكنهم \" أي الصهاينة \" لا يعلمون أن قوة الله تعالى وإيمان شعب فلسطين به سبحانه وأن النصر آتٍ لا محالة ، هيّ سرّ صمودهم وتمسكهم بما تبقى من ثرى فلسطين .. !!.
وما التهديدات الصهيونية المستمرة لهذا الشعب والمسجد الأقصى ، وافعالها الخارجة عن الأعراف الدولية في احترام المقدسات ، ما هيّ إلاّ تذكيراً غير مقصود لإيقاظ الضمير العربي الذي لم يزل يغرق في سباته ، ليأخذه هذا السبات بعيداً عمَ يدور على الساحة الفلسطينية من آلام وأفعال وحشية يقوم بها الجيش الإسرائيلي على الأخوة تحت نير الاحتلال ، و دق جرس الإنذار لما يقوم به المحتل من أفعال التهديم في أكناف بيت المقدس .. ولعلّ جرسه يُسّمع الضمير العربي و القادة العرب وشعوبها لِتَصحُ من غفوة أهل الكهف .. وتدرك الأقصى وما تبقى من كرامتنا العربية التى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من مزادها الأخير .. !!
akousalem@yahoo.com م . سالم أحمد عكور **