زاد الاردن الاخباري -
ينشغل كثير من الناس بشراء سلع ومواد غذائية وخضار وفواكه والبان واجبان ولحوم ودجاج خلال شهر رمضان ما يوحي انهم سوف يلتهمون كل ما تقع عيونهم عليه من طعام وشراب. ويتجلى ذلك في توفير اصناف الطعام المختلفة والمتنوعة والمتناقضة احيانا. وما ان يحين موعد الافطار حتى يملأون بطونهم بنوع او اثنين وتبقى كميات كبيرة رهن التخلص منها سواء بالقائها في حاويات القمامة او تركها في الثلاجات. وفي الغالب انهم لا يعودون اليها لأنهم يفضلون الطعام الجديد. هذه الآفة السيئة تتكرر في كل"رمضان"ولا تملك سوى الاحساس بالشفقة وانت ترى "اطنان الطعام" بعد ساعة من موعد الافطار وقد تحولت الى "الحاويات" في مشهد مؤلم ، وبخاصة وان هناك الاف العائلات التي لا تجد قوت يومها ولا وجبة لافطار ابنائها. مشكلة الاسراف ترتبط ايضا بالتخمة والتهام كميات كبيرة من الطعام ما يؤدي الى الترهل والكسل وآلام وامراض يمكن للصائم ان يقي نفسه منها.
صنف واحد
وتؤكد السيدة "ام طارق" انها ومنذ سنوات لا تقوم باعداد الكثير من اصناف الطعام وذلك بسبب عدم اقبال افراد اسرتها على الاكل طوال الشهر الفضيل واشارت الى انها تقوم باعداد صنف غذائي واحد كل يوم او يومين وذلك لكي لا يتبقى منه فائض فتضطر الى رميه في اليوم التالي.
وذكرت ام طارق انها وحرصا منها على عدم رمي الأكل في شهر رمضان فانها تقوم بعمل كمية محدودة جدا تكفيها هي واسرتها ليوم واحد وهي لا تجد اي حرج في ان تقوم بتحديد الكمية التي ستقوم باعدادها على عدد افراد اسرتها كأن تقوم بتخصيص قطعة واحدة من الدجاج او اللحم لكل فرد مؤكدة بانها تعرف مقدار اكل كل واحد من ابنائها ولهذا فانها لا تضطر الى رمي الطعام.
رمي الطعام
اما "نوال الطيب" ربة منزل فأشارت الى انها في بعض المرات تضطر الى رمي الطعام الفائض عن حاجتهم وخاصة في العزائم حيث تقوم باعداد العديد من الاصناف الغذائية والمقبلات والسلطات لكي تظهر بشكل لائق امام ضيوفها.
واشارت الى انها عالجت مؤخرا مشكلة اتلاف ورمي بقايا الطعام التي تزيد عن حاجتهم بأن تضعها في قوالب بلاستيكية وترسلها الى مراكز الايتام او الى بعض الاسر المحتاجة. واضافت انها لا تستطيع حتى الان ان تسيطر على كمية الطعام التي تعده وقد حاولت قبل ايام ان تحد من كمية الطعام التي تعده الا انها لم تحسن المقدار الذي اختارته حيث تفاجأت بأن الكمية التي اعدتها من الطعام كانت اقل من حاجة اسرتها ولهذا اضطرت في اليوم التالي ان تزيد من الكمية الا ان الكمية التي اضافتها كانت فوق حاجتهم.
معاناة
وعبرت "ام شادي" ربة منزل عن معاناتها اليومية والمتكررة في التفكير في الطبيخ وفي ارضاء جميع افراد اسرتها حيث ان لديها ابناءً نباتيين واخرين لا يحبون الدجاج وغيرهم بفضل الخضار ولهذا تجد ان ارضاء جميع افراد اسرتها بتأمين حاجته ومطلبه في الطعام امرا صعب ويتطلب منها جهدا كبيرا.
واضافت انها تضطر في كثير من المرات الى رمي كميات كبيرة من الطعام وهذا بسبب رفض ابنائها اكل الطعام القديم في اليوم التالي الامر الذي يضطرها الى التخلص من بقايا طعامهم في اليوم الاول في الحاويات وذلك لعدم معرفتها بأي مصدر اخر يمكن ان تعطيه بقايا طعامهم مثل الجمعيات الخيرية او الاسر الفقيرة.
ومن جهة اخرى قالت "تغريد عبيدات" ربة منزل انها تجبر اسرتها على اكل الطعام حتى وان تبقى منه لليوم التالي واكدت انها لا تقوم باعداد صنف اخر من الطعام الا بعد الانتهاء كليا من تناول الصنف الاول واشارت الى ان ابناءها وزوجها انفسهم يرفضون المغالاة في الطعام ويطلبون منها عدم اعداد اكثر من صنف رئيس على مائدة الافطار ولهذا لا تضطر الى رمي الطعام طوال شهر رمضان.
جمانة سليم- الدستور