دولة الرئيس ... لم أتوقع يوما في حياتي أن تسقط \"ورقة توت حكومتكم\" بهذه السرعة ممثلة بهيبتها كما أراها اليوم... لقد عشت سنين عمري وكتبت في صحافتنا ما يكفي عبر سنين خلت وكم كنت حذرا في مخاطبتي للحكومة رغم نقدي الحادّ لها من منطلق أن \" انصر أخاك ظالما أو مظلوما\".
لقد كتبت - يا دولة الرئيس- وكنت في كل الحالات والأحوال أحاول الإبقاء على شعرة معاوية بيني وبين \"رمزية\" دولة الرئيس أو معالي الوزير او هيبة الحكومة ككل كهيئة تابعة لمؤسسة العرش... فقد كنت أضع حدودا لنفسي في مخاطبتي للحكومة في حالة مدحها أو انتقادها من منطلق احترامها كمؤسسة ردفية لمؤسسة العرش الهاشمي لا خوف منها أو رهبة أو \"لهز\" وسط أو ذنب.
لقد كنت في اشد حالات الامتعاض من الحكومة، أفكّر قبل أن اكتب مراعيا بأن تكون كلماتي متوازنة وموزونة احتراما للعرش وصاحب العرش مولاي جلالة الملك حفظه الله... ولكن يا سيدي يبدو أن تصرفات حكومتكم العتيدة قد أسقطت ورقة التوت بفقدان حكومتكم لتوازنها وبوصلتها لتنفلت الأمور بعد ذلك، حتى بتنا نرى صحافتنا الورقية و الالكترونية تفضح المستور عبر كتّاب مخضرمين وهواة في تغيّر واضح وكبير في أسلوب مخاطبة هولاء الكتّاب والمعلّقين للحكومة ممثلة بدولة رئيسها ومعالي وزراءها.
دولة الرئيس.. إن كسر حاجز هيبة الحكومة ممثلة\"بحرمتها وقدسيتها\" قد الحق بمؤسسة الحكم أذى كبيرا، وان حاجز الرهبة قد ولّى والى الأبد وحكومتكم السبب في ذلك... لقد نصّبتم الكابيتاليون والديجيتاليون والصلعائيون والقرعائيون في مناصب هم ليسوا الأحق فيها وأثبتت تصرفاتهم وقراراتهم بان ليس لهم من الخبرة بشيء.
لقد قهرت حكومتكم الشعب في رموزه من معلمين وصحافيين وعمال مياومة ومزارعين، ونكلّت جيوب الشعب والمواطنين حتى اهترأت بحثا عن فكّة من القروش يجدونها في الجيوب.
لقد أهانت حكومتكم جموع المعلمين وضيّقت الخناق على الصحافة والصحفيين ضّنا منها أنها تتصرف بموجب ولايتها الدستورية وهي تعلم بأن الولاية المطلقة في هذا البلد بعد الله سبحانه وتعالى هي لجلالة الملك، ورغم ذلك لم نجده يتحدث بها ولا يتصرف بها صبح مساء لا بل كان ولا يزال مثالا موروثا للأب والأخ والصديق الحريص على شعبة وأمته حنونا متواضعا رحيما...لقد كان جلالة الملك القدوة لدولتكم وحكومتكم ومن سبقكم، فبمن اقتديتم حتى أغرقتمونا في ظلمات آلمتنا ولن ترحمكم.
دولة الرئيس... إن الضرر الذي ألحقته حكومتكم بمؤسسة الحكم كبير ... لقد فتحتم الباب للصحافة الأجنبية كي\" تتشدق\" بما لا يليق بسمعة وعزة وكرامة وكبريا الأردن والأردنيين حتى ألحقت ألأذى بسمعة الأردن في محافل دولية عديدة كنّا نتباهى بأننا عمداء رجولة وقوة وعزة وكبريا فيها ... لقد تسببت حكومتكم في شرخ صف هذه الأمة الذي لن يلتأم صّفها إلا بإقالة حكومتكم لا باستقالتها ... لن يلتأم هذا الشرخ إلا بطلّة بهيّة من جلالة الملك يصبّح او يمسّي فيها على شعبة مطمئنا إياهم بأن الوطن بخير، وما حدث ما هو إلا زوبعة \"جاهلية\" في فنجان أردني أصيل، نتجت عن تصرفات غير محسوبة ومسئولة من بعض أفراد حكومتكم.
سيدي ... أتمنى أن يتسع صدركم كما هو صدر مولاي وقرّة عيني وعين أبي وعشيرتي وبنو قومي - جلالة الملك المفدى - ... فلن أطيل عليكم... لقد أخطأت حكومتكم في تفسيرها وتقديرها وإدارتها للولاية الدستورية الكاملة، وهذا دليل على عدم خبرة ودراية رغم ارث والدكم وجدكم وما بهما من ايجابيات وسلبيات كان المفروض أن تكون عبرة وموعظة لحكومتكم، ولكن وللأسف، فقد سبق السيف العذل (اللوم) وحدث ما حدث.
دولة الرئيس... إن اقصر الطرق إلى الهداية وتهدئة نفوس الشعب والأمة، هي الاعتراف بالذنب ... إن أسمى قيم المواطنة والولاء والانتماء لكل منّا هي تغليب مصلحة الوطن والمواطن على مصالحنا وعظمة الأنا فينا ... وعليه فإنني أرى انه يتوجّب عليكم الترجل كفارس \"لا تعيبه\" كبوة ... بالالتماس من صاحب الجلالة الهاشمية بأن يعفيكم من مهام منصبكم قبل فوات الأوان، لأن حكومتكم تسببت في أذى كبيرا للوطن والمواطن لن تمحوه الأيام ونخشى ما هو أعظم ودمتم.
thabetna2008@yahoo.com