........في لهيب هذا الصيف القائظ( شديد الحرارة) ,الذي طالت أيامه ولياليه , ترتعد فرائضنا(ارتعد : ارتعش و اضطرب) (الفَرِيضةُ: عضله بين الثدي والكتف تتحرك إذا أصيب الإنسان بالخوف) , بسبب كل ما يحدث فيما حولنا من أحداث جسام كالأحداث الطائفية الأخيرة في لبنان بين الأحباش والشيعة , والتفجيرات الإرهابية المجنونة والقتل على الهوية الذي تحدث في العراق الشقيق , بشكل شبه يومي والتي يكون اكثر ضحاياها في حصادها المر هذا ,هم المواطنين الأبرياء المسالمين, والحصار الإسرائيلي والعربي المستمر على غزه والقتل اليومي الروتيني في أهلها الصامدين المرابطين ,وعمليات إسرائيل ألا منيه والاستيطانية في القدس وفلسطين وتدمير قرى فلسطينية داخل الخط الأخضر على يد الحكومة الإسرائيلية , وتحرشات المستوطنين واعتداءاتهم على الشعب الفلسطيني, يستفزنا و يثير غضبنا وحنقنا , وحتى مذابح الصومال وما يحدث بها يؤلمنا ويقلقنا , وما يحدث بالسودان / دار فور يهمنا ونتأثر به , ألم يقوموا باختطاف ضباطا أعزاء من خيرة أبنائنا؟؟؟؟ ....ذنبهم الوحيد انهم يقومون بمهمات إنسانية وليست قتالية , لمساعده أهل (دار فور)في محنتهم , ونتألم ونتعاطف كثيرا مع الشعب الباكستاني المسلم الصديق لما أصابهم من محن وتشريد بسبب كوارث الفيضانات .
أما طبول الحرب التي تقرعها إسرائيل وحليفتها أمريكيا وتتلى على مسامعنا (سيناريوهاتها) المحتملة صباح مساء, تارة على لبنان وأخرى على سوريا و أكثرها على إيران بسبب مشروعها النووي ,والتهديدات المتبادلة بين الطرفين , بأن المنطقة جميعها بما فيها الأردن ستكون ساحتها وميدانها إذا وقعت , هذه أيضا تخيفنا وترعبنا , و أما الصواريخ البدائية التي أطلقت على العقبة في بداية هذا الصيف وآدت إلى استشهاد مواطن أردني شريف , إذا كانت تستهدف أمننا الوطني فهي تقلقنا بلا ريب وتثير استغرابنا ....وبالناسبة لا ندري عن ماذا أسفرت التحقيقات بشأنها إذا كان هنالك من يتابع ذلك ؟ .
أما الحديث المتزامن مع كل ما سبق...... عن مباحثات مباشرة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين برعاية أمريكية الشهر القادم ....هذا الحديث المستمر منذ بداية القضية الفلسطينية .....مرورا بقرار تقسيم فلسطين الشهير رقم (181) بين اليهود والفلسطينيين الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 1947 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية...وقرار 242 في أعقاب حرب 1967 الذي ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في تلك الحرب ....وقرار 338 الصادر سنة 1973 في أعقاب حرب أكتوبر والداعي إلى تنفيذ القرار رقم 242 بجميع أجزائه. ، و وقف إطلاق النار فورا ،والمباشرة ببدء مفاوضات بين الأطراف المعنية تحت الإشراف الملائم بهدف إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط .... ومؤتمر مدريد للسلام سنه 1991 في أعقاب حرب الكويت ( عاصفة الصحراء ) ..... ثم اتفاقية أوسلو 1993 التي أنتجت الحكم الذاتي ،....فهل تتضمن المباحثات الجديدة القادمة ما يطالب به الفلسطينيون والعرب الأرض مقابل السلام حسب الشرعية الدولية حسب القرارات أعلاه , مثلا التزام إسرائيل بالانسحاب من ألا راضي التي احتلتها عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عليها وحل مشكله اللاجئين الفلسطينيين .....أم أن هنالك ما هو جديد سيتم فرضه .... وما هو الدور ألا ردني والمصري المطلوب والذي يرشح بعض الحديث عنه ؟؟؟ ....وماذا لو فشلت تلك المحادثات كالعادة بسبب سياسات إسرائيل المتعنتة ومواقفها وطرحها نظرية ( السلام مقابل السلام ), فهي ليست في عجلة من أمرها وتلعب بالوقت وتتسلى وليس عليها أية ضغوط تذكر تجبرها على أن تغير مواقفها وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني ....أليس في هذا ما يقلق ويخيف من مستقبل مجهول ينتظر المنطقة بأكملها ..... فيعمل على ارتعاد الفرائض ....
أما يحدث ما بين ظهرانينا في وطننا الغالي من أمور جليلة يجب أن توجد لها حلولا جذريه في هذا الصيف القائظ , تثير خوفنا على حياتنا و مستقبلنا فا وضاعنا الداخلية ليست على ما يرام , بعد استشراء ظواهر العنف المجتمعي بأنواعه وأشكاله , وعدم شعور المواطنين بوجود إرادة حقيقية لمحاربة الفساد بكافه أنواعه وأشكاله , وعدم وضع حلول مناسبة للحد من ظواهر الفقر والبطالة المتزايدة , التي من أسبابها المباشرة تآكل رواتب الموظفين والمتقاعدين , ناهيك عن الملفات الساخنة الكثيرة التي تتوالد بسبب السياسات غير الشعبية الحكومية ( مع أن الحكومات في الأصل تستمد شرعيتها من الشعب ), كالمواجهة مع الإعلام و الصحافة الإلكترونية, وحجبها عن الموظفين بحجج غير مقنعة , والمواجهات مع المعلمين والعمال والمزارعين وبعض المتقاعدين العسكريين ,وإعلان قطاعات كثيرة من المجتمع عن مقاطعتها للانتخابات النيابية منها الإسلاميين في جبهة العمل بسبب احتجاجها على قانون الانتخابات الجديد , وزيادة التذمر الشعبي من, مثل الزيادات المتكررة في أسعار مشتقات النفط على المواطنين ,و ارتفاع أسعار المواد الغذائية , وجشع التجار الذي لا ضابط له , والانقطاع المتكرر للمياه والكهرباء في اكثر من مدينه أردنية .
لذا يجب على حكومتنا الموقرة أن تتدارك ما فاتها وما ارتكبته من أخطاء فالاعتراف بالخطأ فضيلة وتراجع أدائها وتدرس كل ما فعلته بعقلانية ومسؤولية .... وتقوم بالإصلاحات الضرورية اللازمة .....حتى لا تٌٌضيع في هذا الصيف القائظ ......اللبن( الصيف ضيعت اللبن....... مَثَلٌ عربي شهير يضرب لمن ضيّع الفرصة ، وفوّت الغنيمة ، وترك المجال الرحب الواسع ، ولم يكن له من ذكاء عقله, ومن شرف نفسه , ومن قوة عمله, ما يجعله محصلا لمكاسب دنياه ومدخرا لمآثر أخراه).
وختاما ادعوا الله سبحانه وتعالى صادقا في هذا الشهر الكريم المبارك, شهر رمضان .... أن الطف بنا يأرب وارحمنا برحمتك وعفوك ورضاك يأرب العالمين من هذا الضنك الذي نعيشه ومن هذا الحر الذي يصيبنا في هذا الصيف القائظ ....الذي لم نعهد مثله أبدا ...وابعد عنا الخوف والفزع والجزع والهم والغم والبلاء والغلاء .... وتقبل طاعاتنا يأرب العالمين ....واحفظ بلدنا الحبيب ...آمناً مطمئناً ...وجنبه كل شر ...وابقي عليه عزه أمنه واستقلاله... في ظل قيادته العربية الهاشمية ....آمين
طلب عبد الجليل الجالودي
talabj@yahoo.con