الحديث عن سعر صرف الدينار الأردني عندنا في هذا البلد وكأنه الحديث في المحرمات حيث يسألني الكثير من عامة الناس بصفتي مدير بنك عاطل عن العمل وبصوت منخفض يكاد يشبه الهمس , وين رايح دينارنا الأردني وكأنهم يسألون عن سر من اسرار الدوله ... على الرغم من ان هذا السؤال متداول في الكثير من البيوت الأقتصاديه واعتقد بأنه الشغل الشاغل لأصحاب رؤوس الأموال وهذا حق مشروع لهم حيث لم يغب عن بالنا ماحدث في نهاية العام 1989 عندما انهارت قيمة الدينار الأردني فجأه وبدون مقدمات مقابل الدولار الأمريكي ومختلف العملات الرئيسيه الأخرى وذلك في ظل تجاهل تام من قبل اصحاب القرار الأقتصادي لدينا وذهول المواطنين اللذين تبخرت اموالهم بين ليله وضحاها حيث فقد دينارنا الأردني بريقه وتحولت الناس الى تحويل مدخراتها الى العملاات الأخرى والأحتفاظ بها تحت المخده ....
سعر صرف العمله يا ايها الأخوه ليس له علاقه بقوة او ضعف الأقتصاد بل ان سعر الصرف هو اداه من ادوات الأقتصاد العديده ويجب الحديث عن هذا الموضوع بكل وضوح من قبل الدوله حيث ان الموضوع ليس متعلقا فقط بالمواطن الأردني بل يتعلق ايضا بالمستثمر الأجنبي بعد ان تم تحرير اقتصادنا وفتحه امام العالم والدعوات اللا هثه لهؤلاء المستثمرين للقدوم والأستثمار في هذا البلد , بالأضافه الى الجولات المكوكيه لسيدي صاحب الجلاله الملك التي جاب بها اركان المعموره مروجا ومسوقا للأردن داعيا الدول والمستثمرين للأستثمار في الأردن , وفي هذا الشأن يحضرني قول للرئيس الأمريكي بيل كلينتون عشية تسلمه مقاليد الحكم في الولايات المتحده الأمريكيه حيث تسلم اقتصادا منهارا في امريكا بعد حكم بوش الأب حيث قال --- ان الأقتصاد الأمريكي منهار تماما ويجب اجراء عمليات جراحيه عاجله من اجل النهوض في هذا الأقتصاد وأولها العمل على تخفيض قيمة الدولار وفي نفس الوقت رفع نسبة الفائده ----- لاحظو ا معي ايها الأخوه هذه العمليه المعقده وبالفعل كانت النتيجه الأزدهار الرائع والأنتعاش الرهيب الذي حصل على الأقتصاد الأمريكي ابان حكم ذلك الرئيس حتى ان الولايات المتحده الأمريكيه لأول مره في التاريخ تتمكن من تغطية العجز في ميزانيتها , وكذلك انظروا الى اليابان عندما كانت تتحكم في اقتصاد العالم خلال الأعوام 1975 –1990 وكانت صناعاتها ومبيعاتها هي الأولي في العالم كان الدولار الأمريكي يعادل حوالي 350 ين ولم يكونوا يشعروا بالخجل من هذا الموضوع .
نحن الآن في الأردن يعرف القاصي والداني ان هناك مشاكل اقتصاديه معقده لدينا ومديونيه عاليه وعجز رهيب في ميزانيتنا لذلك اجدها دعوه مناسبه لأصحاب القرار الأقتصادي لدينا في التحدث في هذا الموضوع وبكل شفافيه ووضوح وما هي خطط الدوله في المحافظه على السعر المرتفع لدينارنا الأردني وهل هناك نية لتخفيض هذا السعر في ظل المعطيات الحالية, حتى لا نصبح نحن المواطنين وضيوفنا من المستثمرين كمن يقراء الفنجان ويضرب الودع في قرائة اقتصادنا ونسأل على حياء ... وين رايح دينارنا الأردني ......
وليد المزرعاوي
wmezrawi@hotmail.com