لن نفهم المستقبل ما لم نفهم الماضي ، تشاء الظروف أن يطلب مني ترجمة بحث عن حرب أسمها حرب الأفيون وهي حرب باختصار قامت بين الصين من جهة وبين بريطانيا من جهة أخرى ثم انضمت فرنسا إلى بريطانيا ووقفت أمريكا إلى جانب مصالحها فهددت الصين باستخدام القوّة إذا هي لم تحصل على نفس الامتيازات التي حصلت عليها بريطانيا وفرنسا بعد أن انهزمت الصين.
ذهلت جدا عندما قرأت عن تلك الحرب فاعتبرتها من وجهة نظري المتواضعة أكبر وصمة عار بتاريخ البشرية والإنسانية جمعاء لسبب بسيط فالدارس لتاريخ تلك الحرب يفاجأ من سبب قيامها ،حيث لن تعرف البشريّة سببا أحقر لسفك دماء البشر من ذلك السبب صدقوا أو لا تصدقوا فالسبب هو أن الصين رفضت أن تستورد الأفيون من بريطانيا ورفضت أن يزرع على أرضها لأنه أخذ يشكل آفات اجتماعية هدّامة لكيان الإمبراطوريّة الصينية وأخذ تنامي تعاطيه بين السكان يشلّ اقتصاد الإمبراطورية الصينية.
لم تتوانى بريطانيا عن شن حرب هوجاء لا تعرف الرحمة ولا تعرف الإنسانية ولم تر بريطانيا العظمى ما يدعو إلى الرحمة فسفكت دماء ذلك الشعب العظيم الذي رفض آفة الأفيون وقال انه أراد الحياة وانضمّت فرنسا إلى بريطانيا ثم الولايات المتحدة لدعم الموقف البريطاني...هل بإمكانكم تخيل وضاعة أكثر من هذا... هذه الدول هي نفسها التي زرعت العصابة الصهيونيّة في خاصرتنا.
لي أصدقاء من الصين، تعرّفت عليهم خلال بناء مستشفى البقعة الحكومي وهو منحة من جمهوريّة الصين تم بناؤه بمواصفات عالمية ، عندما تراقبهم وهم يعملون تتمنى لو أن كل أمتنا هكذا وتعرف كيف أن الشعب الذي يطلب الحياة بحق توهب له الحياة.
استغرب خبر مفاده أن هناك من يطالبوا أن تمارس أمريكا الضغط على الإسرائيليين كما تمارسه على السلطة الوطنية الفلسطينية خلال المفاوضات...أكثر من ستون عام وما استفقنا...إخوتي أرجوكم اقرؤوا التاريخ.
قصي عبد الرحيم النسور