قصّة الشهيدة "داليا"

قصّة الشهيدة "داليا"

زاد الاردن الاخباري -

رصد - سأكتب على جسدي المرقع, وريشتي عظم والحبر من دمي, سأنقش مغنى القدس مرعي, فالقاف قوافل العرب لا تعي, وقلائد الأغلال تكوي زغاريتي, بتلك الكلمات صورت داليا حجم المعاناة والوجع الممزوج بعجز الوقوف بجانب القدس, فما كانت إلا ان تجعل قلمها يخطوا بعضاً من القصائد لعلها تشفي غليلها مما تشاهده من قتل واعتقال وتدنيس قطعان الصهاينة للمسجد الاقصى .

وعبرت الشاعرة الصغيرة داليا ابو ريدة البالغة من العمر 17 عاماً من سكان خزاعة شرق خان يونس بقصائدها عن مدى الالم والوجع الذي حل بالقدس والضفة الغربية خاصة وبفلسطين عامة, فعندما عجز جسدها بالوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي ترجمت بلسانها أجمل المعاني الوطنية وبقلبها زخرفت معاني الوفاء والانتماء .

وتقول "سأكتب بدمي للقدس وللوطن وسأظل انحت في حروفي لوصف كل جزء من فلسطين, متمنية ان تسجد في المسجد الاقصى سجدة التحرير من الاحتلال الاسرائيلي الذي لم يترك شجر ولا حجرة من وحشيته الهمجية" .

وتدعو داليا جميع الشعراء في العالم اجمع ان يقفوا معنوياً ان كانوا لا يستطيعوا ان يقفوا جسدياً جانب الشعب الفلسطيني الحر, مؤكدة ان للشعراء الفلسطينيين دور كبير في شحن الطاقة الشابة من خلال كلامتهم المتفجرة وعباراتهم الموجهة .

ولم تنس داليا شهداء الطعن الابطال فقد جسدتهم بقصيده منحوتة بمعاني العز والفخر قائله" للقدس كُنت عنوان النصر, يا عظيم يا وشاح فخر, صك عهد الشهادة حبر, وحب للأوطان يا زهر, سلام على روحكم وطهر, يا مسك فاح ندي ومر, فادي ومهند خيوط نصر, يا رجال عز وتيجان فخر, يا لحن الوطن وفضاء طير, لنا عز ومجد بكم يا الدرر, حذيفة شعاع حديقة نهر, كسى الأقصى روحه طهر, مهند ومجد وضياء في سفر, إلى الخلد ومن العين فيها حور".

وتصف ربوع الوطن بعبارات جسدت بها جمال فلسطين بمدنها وقراها بجبالها وسهولها وانهارها بجوامعها وكنائسها وبروعه صمودها واصرارها برغم المضايقات التي يمارسها الاحتلال بكافة مدن فلسطين قائلاً" ترويني عيونك يا ترب الخليلي, و جمال عكا و بركان جينيي, وزهور يافا ترقص مع الأريحي, وصمود روحك يا غزة هاشمي, بماذا أحدثكم؟ وأنا زرع رغم قلع زروع حقلي, وكيف أنسى حصار غزتي, فقر وجوع وصمت عربي, والضفة دامت تودع الشهدائي, دهس وحرق وسلب لحرياتي, ولكن عقيدتي هو سلاحي, لأعيد مجد ربعي وأسلافي" .

وتوجه داليا كل تحية فخر وتقدير لأهالي القدس والضفة على صمودهم بوجه الاحتلال وادعوهم للاستمرار في الدفاع عن الاقصى, مؤكدة ان جميع الشهداء هم فداء للوطن وان بدمائهم ستروي ارض فلسطين فخر وعزة وبشجاعتهم سيشهد التاريخ عظمتهم وبكبريائهم وكرامتهم سنواجه العالم بأكمله.

وقد بدأت داليا موهبة كتابة القصائد خلال العدوان الاخير على قطاع غزة متخذة الشعر سلاحاً لها لمواجه الاحتلال, فكانت تدون ابياتاً من الشعر بعد سقوط كل شهيد لتعبر عن مدى الوجع وحجم الوحشية الإسرائيلية في تدمير وقتل اهلي قطاع غزة بطريقتها الخاصة, مضيفه انها كتبت ما يقارب 30 قصيدة عن الشهداء خلال العدوان .

وتوضح منذ ظهور موهبتها بكتابة الشعر وهي تسعى دائما لتنميتها من خلال التوجه للعديد من المؤسسات المهتمة بالمواهب للعمل على صقل موهبتها بشكل مميز, مضيفة بأنه قريباً سيتم اصدار اول ديوان شعري لها عن طريق المركز الثقافي للفكر الحر .