أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن .. ينفذ إنزالاً جوياً جديداً لمساعدات إنسانية شمال قطاع غزة "أونروا" تنفي إنهاء عقود موظفيها وتؤكد استمرارية العمل النائب النعيمات: تهميش غير مبرر للكرك وسأواصل التصدي بكل قوة وزير الخارجية اللبناني: سننشر 5 آلاف جندي في إطار الاتفاق لبنان: نأمل أن نتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار الليلة الإعدام بحق شخص أقدم على قتل حلّاق بطريقة بشعة في حي نزال بعمان الاحتلال يبدأ بالتخطيط الهندسي لبناء حاجز أمني على الحدود مع الأردن الدولار يرتفع بعد تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا البدء بتنفيذ بوابة أم الجمال بتكلفة 220 ألف دينار انطلاق فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام 2024 في أبو ظبي الأردن يشارك في معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بَنان" "صحة غزة": 1410 عائلات مسحت من السجل المدني منذ بداية الحرب بدء تنفيذ مشروع تأهيل وتطوير المسارات السياحية بالسلط الشهر المقبل العمل: 67 عاملا وعاملة استفادوا من عقد جماعي الاردن .. 3372 عقوبة بديلة منذ بداية العام غانتس: من المستحيل التحدث عن وقف إطلاق نار مؤقت في لبنان سرايا القدس: قصفنا قوة عسكرية شرقي غزة بوريل: يجب تنفيذ قرار المحكمة الجنائية بحق نتنياهو وغالانت وزيرة خارجية ألمانيا تلمّح لإمكانية اعتقال نتنياهو 8281 معاملة أُنجزت من خلال المكاتب الخارجية لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام (الغوا رنه ) أنهم أردنيون يا حكومتنا العتيدة

(الغوا رنه ) أنهم أردنيون يا حكومتنا العتيدة

29-08-2010 12:30 AM

إذا كان مقالي السابق قد تحدث عن ضيعة ضايعة، فإن مقالي اليوم سيتحدث عن ضيعة منسية، و سأسلط الضوء فيه على أناس انقطعت عنهم الأنوار، وساد حياتهم الظلام، وتاهت بهم الأقدار، ووعرت إليهم الطرق فتقطعت بهم الدروب والسبل .
إنهم أهل الأغوار ( الغوا رنه) سكان هذه الضيعة الأردنية المنسية منذ زمن بعيد والتي مواطنيها هم أردنيون طيبون عشقوا وطنهم و ترابه.
نعم إنهم أردنيون منسيون و ليسوا هنوداً حمراً يا حكومتنا العتيدة، يا من تعتبرين أن معظم الشعب أناس من الدرجة الثانية، لا يجب أن يعرفوا و يعلموا أكثر مما تريدين، ويا من تعيشين في برجك العاجي بتركيبتك التي تكاد أبعد ما تكون من أي يوم مضى عن هموم و مشاكل شعبنا المتعطش للماء والحرية.
سأخصص مقالي هذا للحديث عن هذا الجزء العزيز والغالي من وطننا الحبيب وعن هؤلاء الناس المعطاءون الصامتون الذين يعملون لنأكل، و ينحتون بالصخر لينتجوا، والذين يكابدون الفقر و العوز و يعيشون حياة قاسية ضنكه.
لقد عانينا في الأيام السابقة من موجه الحر، وتسابقنا لشراء المكيفات و المراوح و شراء( تنكات) المياه بعد أن أعادتنا حكومتنا إلى أيام إنشاء الإمارة، لمواجهة هذه الموجة. وقبلها بأسبوعين خرجنا بمظاهرات عارمة عمت جميع المولات والمتاجر والمخابز وقمنا بحملات شراء أقل ما توصف به بالشرهة، وكأننا أمام زلزال قادم أو كارثة طبيعية و ليس شهر الصوم و العبادة.
فهل سألنا أنفسنا كيف واجه أهالي الغور الصافي و غور المزرعة وباقي سكان الأغوار هذه الموجة وهذا الشهر الفضيل، بجيوب فارغة و منازل خاوية من الطعام والماء، كيف يقضي هؤلاء الطيبون أيام رمضان وكيف يكافحون للحصول على طعام الإفطار.
من زار الأغوار وبيوت أهلها يعرف ما أعنيه، ومن لم يزرها سأصف له الوضع ببساطة:
إنهم يا إخواني أناس يعيشون في أخفض منطقة بالعالم، والتي تتسابق إليها الفنادق لإقامة منشأتها واستثماراتها فيها دون أن يلمس أهلها أي دور لها في تطوير حياتهم وفي تخفيف البطالة عندهم وتحسين ظروف حياتهم.
يعملون كعمال في أراضيهم التي سلبهم معظمها المتنفذين وأصحاب البطون الجرباء بطرق قانونية وغير قانونية، يعانون من نقص في التعليم حيث تنطبق عليهم عبارة الأسوأ حظاً وليس الأقل حظاً، عندهم مدارس لم ينجح منها أحد في امتحان الثانوية في بعض السنين، فرص تعيينهم في مناصب الدولة العليا والوسطى شبه معدومة، يكابد معظمهم الحياة دون دخل ثابت ويعتمدون في رزقهم على الزراعة والعمل اليومي.
أقسم أن بعضهم إن لم يكن معظمهم يفطر في رمضان على خبز وشاي و نحن في عمان نملأ الحاويات بالطعام، يهربون من بيوتهم المتهالكة إلى العراء وقت الحر لأنهم لا يمتلكون مراوح أو مكيفات .
إنهم لا يشتكون لأن صوتهم غير مسموع، و هم عزيزوا النفس لا يتسولون و لا يشحدون بل ينتظرون .
وبالتأكيد مساعدة المسؤولين لا ينتظرون، فهم يعلمون أنهم عنهم غائبون و بالأزمات عالقون، والولائم و التعيينات الاستثنائية و السفرات و عد المياومات منشغلون، لديهم أولويات أهم من فقرهم وعوزهم و تخلفهم عن الركب، فهم مشغولين بحل ديوان أبناء الكرك وحشر أنفهم في كل صغيرة و كبيرة و سيأتي يوم سيحشرون أنوفهم بين الرجل و زوجته، وهم منشغلين بتنظيف جيوب المواطنين، و التضييق عليهم، وهدم سقف الحرية على رؤؤسهم، و الاستقواء على الكادحين من عمال مياومة مجموع رواتبهم السنوية لا يكاد يساوي مياومات مسؤول في رحله استجمام مدفوعة الأجر، ومن معلمين مسحوقين، ومزارعين مهددين بقبضة حديدية ستطرق رؤوسهم و تنظفها بأحدث الغسالات من أفكارها الباليه و لتصبح فارغة ليسهل دحرجتها بدل أن يوفروا جهودهم لتطوير الزراعة وترك الطحن والسلخ للقصابين.
إنهم مشغولين بتكميم أفواه الصحفيين، و تكبيل أيادي الكتاب، وتعصيب عيون الكاميرات، وكتم أنفاس المعارضين، واقتلاع ألسنة الناقدين، فليس لديهم وقت لأولئك الكادحين.
ولكنهم مساعدة المحسنين و فاعلوا الخير ينتظرون، ينتظرون أن تنطلق قوافل الزكاة والإحسان في شهر البركة و الغفران، ينتظرون أن يشعر بهم أصحاب المظاهر الكذابة اللذين ينفقون الآلاف على ولائم التزلف والنفاق التي لن تضيف حسنة واحدة إلى رصيدهم المتهالك لأن نقودهم تصرف بغير وجه حق .
أكاد أشعر بأن هؤلاء الناس محذفون من قائمة الأردنيين، فلم أسمع منذ زمن عن أعمال خيرية أو مساعدات أو مشاريع تنموية تجري في هذه الضيعة المنسية، حاولت البحث بين أكوام المقالات المنشورة فلم أوفق بمقال يتحدث عنهم وعن معاناتهم ، فهم منسيون حتى من الصحافة مما يدفعني للتساؤل ؟
أليس لهؤلاء الناس حق علينا ونحن شعب واحد ؟
أليس هم أولى بتبرعات اللجان الخيرية التي تسافر خارج الحدود للتخفيف من معاناة الأخوة والأصدقاء الذين يعانون من نكبات وويلات وأخرها دعوات النقابات المهنية للتبرع لباكستان مع تقديرنا لمعاناتهم ولكن الأولى أن يسيروا القوافل لإمداد أهلنا في الأغوار بأسباب الحياة فالأقربون أولى بالمعروف، وخاصة إذا كانوا يعانون من ظروف تشابه في بعض جوانبها ظروف المنكوبين.
أليس لهم حق على وزارة الأوقاف في أموال الزكاة، وتقصيرها في توجيه أئمة المساجد لحث الناس لمساعدتهم بدلا من الحديث عن نصوص مدرسية حفظناها عن ظهر قلب، ولم يفوتني أن هناك فقراء غيرهم في مناطق أخرى يستحقون المساعدة، ولكن وجه الاختلاف بأن أغلب التجمعات السكنية يوجد بها أناس ميسورين و جمعيات محلية و خارجية تساعد الفقراء كل حسب منطقته، ولكن الأغوار لا يوجد بها غير الفقراء والفقراء وأصحاب المزارع ممن يأتون لقضاء عطلاتهم.
أليس لهم حق على وزارة التعليم بأن تزيد من كوادرها وتركز جهدها واهتمامها على هذه المناطق المنكوبة تعليمياً لتنشئ جيلاً قادراً على تدريس أبنائهم بدل استجداء الآخرين من المستنكفين والذين يرفضون التدريس هناك لانعدام مقومات الحياة و قادراً على إيصال صوتهم وحمل قضاياهم و مشاكلهم والتحليق بها من أخفض بقعة في الأرض إلى أبراج الدوار الرابع المسورة في المستقبل القريب، فهم أولى بجهودها من مناكفة المعلمين وقطع أرزاقهم والتفنن في إذلالهم .
أليس لهم حق على وزارة التنمية؟
أليس لهم الحق بأن يتعلموا وينعموا بأقل مستويات حياة البشر؟
فهل سيأتي هذا اليوم ؟
أم سيبقى ابن الحراث حراث، وابن الفقير فقير، وابن المسؤول مسؤول، وابن ناهب البلد لص مثل والده.
و في النهاية أوجه دعوتي إلى المحسنين والمسؤولين عن الجمعيات الخيرية، وحتى إلى الباحثين عن الشهرة المتخذين من أعمال الخير وسيلة بأن ينزلوا إلى الأغوار ويروا بأم أعينهم معنى كلمة فقر وعوز.
وأقول لحكومتنا الرشيدة هذه المقولة علها تذكر أن نفعت الذكرى
روي عن عمر بن الخطاب أنه قال :
.\" لو لأن بغلة بالعراق تعثرت لظننت أن الله يسألني لم لم تمهد لها الطريق\"
فبالله عليكم إلى أين أنتم ذاهبون ؟





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع