عندما وصلني خبر تعيين د. خالد الكركي وزيرا للتربية والتعليم فرحت وشعرت أن هذا دليلا على سير أمتنا على الطريق السوي السليم عملا بالقول الشهير ( الرجل المناسب ، في المكان المناسب ) ، فمن أقدر على تحمل عبء تربية وتعليم النشىء الجديد من رجل أمضى سنوات حياته مغموسا حتى أذنيه في العملية التربوية ؟
خاصة أن د. خالد ليس كأي معلم ، فقد شرفت بالتتلمذ على يده خلال دراستي للأدب العربي في الجامعة الأردنية ، وللحق فإن محاضراته كانت من أمتع المحاضرات ، وأذكر أننا طلبة وطالبات كنا نلتف حوله بعد إنتهاء المحاضرة لمحادثته و ممازحته ، إذ كان لنا بمثابة الصديق والأخ ولم يكن أحد منا يتغيب عن محاضرته إلا لو أتاه الموت فجأة .
وبما أنني أعرف الدكتور خالد عن قرب وتعاملت معه كطالبة لمدة أربع سنوات دراسية فأنا أعلم تمام العلم أن هذا الرجل أحب عمله حتى العبادة وكان يستمتع في كل لحظة يمضيها بين جدران الجامعة بل إنه يفهم سيكولوجية الطلبة ويستطيع أن يتعامل معهم بكثير من الحب والتفهم حتى أمسى يمثل لكل منا نموذجا رائعا للمدرس الأخ أو الأب .
لذلك سعدت بتوليه منصب وزير التربية والتعليم ، ولكني فوجئت بالهجوم الذي بدأ عليه بمجرد توليه المنصب وكأن المطلوب منه أن يحمل عصا سحريا في يده يصلح بها ما أفسد الدهر خلال ثواني .
لماذا الهجوم والإنتقاد المتعنت وكأننا نرتع في بحر من الجهل لا يمكنا من التريث قليلا حتى نرى ما يمكن للمعلم الفاضل من فعله أو تقديمه للعملية التعليمية .
وعني فأنا لا أشك مطلقا أن د. خالد أهل للمنصب وجدير بحل العديد من المشاكل التعليمية المستعصية لأنه عرف المناهج والطلاب والمعلمين على حد سواء عن كثب فهو ليس غريبا عن المنظومة وهي ليست بجديدة عليه .
كلمة حق أقولها لأستاذي الكبير الذي كان سببا من أسباب عشقي للعربية ، وكما يقولون ( من علمني حرفا ، صرت له عبدا ) وأنا أدين لمعلمي بهذة الكلمة فهي أقل ما يمكن لي قوله وأنا أرى الإنتقادات التافهة توجه اليه ، رفقا بالدكتور خالد فهو رجل يستحق منا أرفع آيات التقدير لعطاءاته الكثيرة في مجال التعليم ، وللدكتور خالد أقول ، نحن نحبك و نبجلك كأستاذ لا نذكر له أو منه إلا كل الخير ، ومعلش طول بالك ...