زاد الاردن الاخباري -
يتمسك الاردنيون بالحياة ويرفضون الارهاب بجميع اشكاله , ويستمدون رؤاهم من توجهات الدولة الاردنية في الاعتدال والوسطية والتسامح وحبهم لغيرهم كما لانفسهم .
لقد وقع الاردنيون ضحية الارهاب حيث وصلهم الى بلدهم الذي ينعم بالامن والاستقرار ، وطال عاصمتهم الحبيبة عمان ليلة التاسع من تشرين الثاني عام 2005 التي ضرب فيها الارهاب الاعمى ثلاثة فنادق في عمان هي (راديسون ساس وحياة عمان والديز ان ) كان احدها يحتضن حفلة زواج اسقط ستين شهيدا واصاب اكثر من مائتي جريج .
ان هذا الوطن يبقى شامخا بقيادته الهاشمية الحكيمة ووقفة ابنائه واجهزته الامنية على مختلف مستوياتها رغم ما احدثه هذا العمل الارهابي من آثار مفجعة .
يؤكد الاردنيون رفضهم الارهاب ويواصل مصابو التفجيرات الارهابية وذووهم وذوو ضحايا هذه التفجيرات الاخرين مشوار حياتهم رغم بشاعة الارهاب , حيث تقول (عروس عمان) نادية العلمي وزوجها اشرف الاخرس اللذان لم يحتفلا بعيد زواجهما لاقترانه بذكرى فقدان والدي العروس ووالد العريس وعدد من الاهل والاحبة والاصدقاء جراء الحادث الارهابي :" سنحتفل كل عام بعيد مولد ابنتنا لنقول للارهابيين انكم لن توقفونا عن الاستمرار بالحياة رغم بشاعة افعالكم " .
عادت بتول عوض احدى المصابات الى عملها بعد سنوات قضتها باجراء عدة عمليات جراحية لزراعة عظم في فخذ قدمها اليسرى ورقع الثغرات اللحمية التي احدثها العمل الاجرامي في فندق الراديسون ساس وتمكنت من السير على قدميها مجددا دون الاستعانة بجهاز .
وقد عانت على مدى سنوات من عذابات جسدية ونفسية في وقت ما زالت تخاف من الذهاب الى أي مكان مكتظ فلا تقترب من الفنادق ولا تحضر حفلات الاعراس .
وتقول بقيت ثلاثة اشهر بالمستشفى بعد الحادث دون حراك وانا مستلقية على ظهري لاصابتي بتهتك بعظم الفخذ وفقدت جزءا كبيرا من عظم القدم حيث تم وضع مشد عليها يحتوي على ثقالات وصل وزنها الى ستة كيلوغرامات لشد العظم , واكثر ما كنت استطيع فعله هو تحريك رقبتي الى اليمين واليسار وبعدها بقيت اربعة اشهر في المنزل حتى تمكنت من السير بالاستعانة بجهاز للمشي .
وتضيف : كانت يدي اليسرى محروقة واخترقت العديد من الشظايا يدي وجسمي في منطقة الخاصرة والحجاب الحاجز فكنت اخضع يوميا لعمليات لازالة الشظايا البالغ عددها اكثر من ثلاثين .
اما سمير فاروقة شقيق هالة فاروقة والدة العروس التي استشهدت بعد اسبوع من التفجيرات لتلحق بزوجها الى جانب عدد كبير من الاهل والاصدقاء والاحبة فقد اصيب بشلل سفلي من منطقة الصدر الى القدمين واضطر الى الانتقال الى منزل اخر لان منزله كان يتكون من طابقين واصبح حاليا حبيس الكرسي المتحرك .
وتحول فاروقة من شخص فاعل من خلال عمله في وزارة السياحة كمهندس معماري الى انسان عاجز ينتظر من يساعده في الانتقال من سريره الى الكرسي المتحرك بفعل الارهاب .
سوسن ابو حليمة فقدت اثنتين من اعز صديقاتها ( لانا الصياغ وفاتن سلطان ) واصيبت هي وصديقتها بتول في حادث التفجير ليفرقهن الارهاب بعد ان جمعهن الحب والصداقة والعمل .
واصيبت سوسن بكسور وتفتت بعظم اليد والقدم اليسرى الى جانب تهتك بالكلية والطحال واخترقت الشظايا معظم جسدها في الحجاب الحاجز والاثني عشر وازيل اغلبها الا ان بعضها سيبقى في جسمها .
بقيت سوسن في المستشفى شهرين خضعت خلالهما لعدة عمليات في اليد والقدم وازيلت احدى الكليتين والطحال واجريت لها عدة عمليات لازالة الشظايا وبقيت في المنزل اربعة اشهر كانت خلالها بحاجة الى مساعدة الاخرين لتتمكن من السير .
فقد محمود العقرباوي في الحادث الارهابي زوجته سميرة عبد اللطيف نمر وابنتيه علا 20 عاما التي كانت خريجة جديدة من كلية الطيران ومرام 15 عاما وشقيقي زوجته وشقيقتها .
اما ايهاب الذي فقد والديه ناريمان وعارف زريقة مع شقيقته بنسيانة في حفل زفاف راديسون ساس فقد قطع على نفسه عهدا ان يتولى رعاية اشقائه الاربعة الصغار وقال حصلت على عمل لاتمكن من رعاية الاسرة بعد ان اقفل محل والدي .
يقول سامر عبد الحكيم والد الطفلة تولين التي نجت من الموت الذي خطف والدتها بنسيانة زريقة ووالداها , لقد شهدت تولين حالة من عدم الاستقرار حيث تناوبت على تربيتها والدتي واختي وزوجة اخي.
واستشهد من عائلة الحفناوي الاخوان مثنى والارقم اثناء وجودهما في فندق حياة عمان .
يؤكد الاردنيون عزمهم واصرارهم على مكافحة الارهاب رافضين ان يطال امنهم واستقرار بلدهم الغالي الذين يفدونه بالمهج والارواح .
المصدر : بترا