زاد الاردن الاخباري -
أكد سياسيون ومحللون أن مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع القناة الأولى للتلفزيون الاسرائيلي وضعت النقاط على الحروف فيما يتعلق بحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتين كونه مصلحة استراتيجية اقليمية ودولية.
واضافوا أن ذلك يستوجب تكاتف جهود جميع الاطراف لضمان تحقيق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي ستنطلق في واشنطن في الثاني من الشهر المقبل تقدما ملموسا وسريعا نحو الحل.
وقالوا ان جلالته اكد انه اذا لم يكن هناك تحرك على الصعيد السياسي فسيبقى الشعب الاسرائيلي مهددا الى الابد لذلك فالقرار يجب ان يتخذ هل ستعيش اسرائيل في عقلية القلعة وتنظر الى الشرق الاوسط من وراء الجدران بينما نحن نتقدم بتعاون اقليمي وتكامل اقتصادي ام سيكون لديهم القدرة والشجاعة لتحطيم الجدران وجمع الشعوب ما سيجلب الأمن الكامل للشعب الاسرائيلي.
وأشاروا إلى أن جلالته أكد الدور المهم الذي يمكن ان يلعبه الاردن في المفاوضات المقبلة حيث قال جلالته إنه ومنذ عهد المغفور له جلالة الملك الحسين كان الاردن دائما يقوم بدور جمع الشعوب مع بعضها البعض وحل النزاعات والمشكلات التي ابتليت بها المنطقة وهذا إرث اعتز بحمله، كما اثبت الاردن كمحاور صادق أنه يحاول ايجاد الفرص لجمع الناس معا وهذا سبب وجودنا في واشنطن لأننا موضع ثقة جميع الاطراف.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والتجارة الاسبق الدكتور محمد الحلايقة إن توقيت حديث جلالته كان مهما جدا، حيث أننا على أبواب استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين برعاية اميركية في واشنطن قريبا جدا".
واضاف الحلايقة ان جلالته من القادة القلائل الذين خاطبوا المجتمع الاسرائيلي. كما أن المحاور المهمة التي وردت في مقابلة جلالته يجب ان تشكل عناصر الاستراتيجية العربية للتعامل مع هذه القضية.
من جانبه، قال العين مروان دودين إن دعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما لجلالة الملك جاءت تقديرا للاحترام الكبير الذي يكنه لجلالته قادة الغرب بعامة والقيادة الاميركية بخاصة وللدور المؤثر الذي يستطيع جلالته أن يلعبه في مخاطبة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لجهة حثهم على التفاوض هذه المرة بجدية بالغة وتقدير على اتخاذ القرارات التي لا تلجأ الى الخوض باطراف الموضوعات وانما في الموضوعات الشائكة الاساسية وحين اختار جلالة الملك ان يخاطب المجتمع الاسرائيلي اولا من خلال القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي فإنه يعلم ان الرأي العام في اسرائيل له تأثير مباشر على القرارات التي تتخذها الحكومات يمينية او غير ذلك.
بدوره، أوضح العين الدكتور معروف البخيت ان توقيت المقابلة جاء مناسبا جدا وسيؤثر في اوساط المجتمع الاسرائيلي بمختلف فئاته وحثهم بعقلية ومنطق على الدخول في مفاوضات جادة.
وأضاف العين البخيت ان الوقت ليس في صالح اسرائيل حيث انها اما ان تبقى محاصرة داخل عقلية القلعة او ان تنطلق لتحقيق السلام واقامة علاقات طبيعية مع57 دولة عربية واسلامية، مشيرا الى ان معايير القوى الحالية تختلف عما كانت عليه سابقا وانه يجب على اسرائيل ان تجلس الى طاولة المفاوضات والحوار للتوصل الى السلام.
من جانبه، بين امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن جلالة الملك نبه في اكثر من لقاء حكام اسرائيل وجنرالاتها وشعبها ايضا ان عقلية القلعة والاستناد الى القوة لفرض الأمر الواقع وبقاء الاحتلال جاثما على الشعب الفلسطيني والارض الفلسطينية وبقية الاراضي التي احتلت العام 1967 لن يحقق لاسرائيل السلام ولن يحقق السلام لا في المنطقة ولا العالم وأنه على حكام اسرائيل قبول مبادرة السلام العربية كي يعترف بها العالم الاسلامي ويتبادل معها العلاقات الطبيعية التي تكون بين اي دولتين اذا ما طبقت قرارات الشرعية الدولية وقبلت مبادرة السلام العربية واعلنت انها ستكون جزءا من المنطقة كأي دولة اخرى وليست دولة احتلال او استعمار واغتصاب وسيطرة للسكان والاراضي.
وأضاف انه آن الأوان لأن يستمع حكام اسرائيل الى صوت جلالته ونصائحه قبل فوات الأوان وان تترك اسرائيل وحكامها جميع مشاريع الاستعمار وخطط التهويد او ما يسمى بالوطن البديل وان البحث عن وطن بديل كله مصيره الفشل ولن يحقق ذلك لاسرائيل الا مزيدا من الفوضى وعدم الاستقرار.
وأفاد امين عام حزب الرسالة الدكتور حازم قشوع "لقد وضع جلالة الملك عبدالله الثاني خلال المقابلة ارضية الحل واهمية حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني للمنطقة وشعوبها"، مثلما دعا جلالتة المجتمع الاسرائيلي والقيادات الاسرائيلية من اجل التخلي عن عقلية القلعة والدخول في إطار مفاوضات جادة لتحقيق درجة التعايش السلمي التي تؤمن للمجتمع الاسرائيلي الامن والاستقرار كما تحفظ لهم علاقات طبيعية مع57 دولة عربية واسلامية.
واشار الى ان جلالته اوضح كذلك اهمية حل عقدة النزاع في المنطقة واقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وهو ما يكفل الحالة الامنية في المنطقة كما يكفل الأمن القومي الاميركي.
وقالت الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي الأردني "حشد" عبلة أبو علبة إن جلالة الملك حمل اسرائيل مسؤولية تعطيل عملية السلام وهذا صحيح لأنها هي الجهة المعتدية والمحتلة وتمارس كل اشكال العنصرية ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
وأضافت ان ما جرى التطرق اليه بالنسبة للخيار الاردني على انه مرفوض اردنيا وفلسطينيا هذا ايضا صحيح جدا لأن الحل على حساب الاردن هو تصور قابع في العقلية الاسرائيلية وحدها ولا يمكن حل مشكلة شعب على حساب شعب آخر ناهيك عن النظرة الخبيثة لدى الاسرائيليين في تكرار طرح موضوع الخيار الاردني والوطن البديل.
وقال مدير دار الجليل والنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية في عمان غازي السعدي "لقد شاهدت واستمعت الى مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مباشرة حيث لها تأثير كبير على المجتمع الاسرائيلي من خلال التعليقات الكثيرة التي وردت من محللين سياسيين اسرائيليين رأوا في هذه المقابلة وما ادلى به جلالة الملك من حديث منطقي وواقعي في مواجهة التطرف الاسرائيلي الذي حذر جلالته خلاله بشكل هادئ ما معناه ان لا مستقبلا أمنيا لاسرائيل دون تحقيق السلام، وهذا يذكرني بتأثير جلالة المغفور له الملك الحسين على الرأي العام الاسرائيلي وارى أن جلالته يلعب نفس الدور الذي انتهجه جلالة المغفور له جلالة الملك حسين في تعامله مع القضية وهذه ضرورة ماسة لتحريك الرأي العام الاسرائيلي للتحول نحو الاعتدال والواقعية باتجاه السلام المطروح".
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية الدكتور عمر الحضرمي ان "مقابلة جلالة الملك من المفاصل المهمة في الصراع العربي الاسرائيلي وهي كذلك من المقابلات المفصلية في موقفنا من عملية السلام وكذلك مقابلة مفصلية كونها من الاردن ومن قلب الحدث الاقليمي الموجود الآن، مشيرا الى ان تقييم المقابلة يأتي في سياق توقيتها من هذه المفاصل المهمة لاسيما وانها جاءت قبيل مؤتمر واشنطن الذي سيحضره جلالة الملك".
وأضاف الحضرمي ان على الاطراف الاسرائيلية والفلسطينية ان تأخذ ما قاله جلالة الملك وتضعه محورا لمحادثاتها وحراكها السياسي المقبل لاسيما ما يتعلق بالتحذير من ان الاوضاع قد باتت على برميل من الشرر والفوضى والحرب على مستوى الافكار السياسية والاقتصادية ناهيك عن ذلك الصراع العسكري الذي يتمثل في بؤر الرافضين للعملية السلمية كما ان على الولايات المتحدة الراعية للمؤتمر ان تأخذ بما قاله جلالة الملك لتثبت مصداقيتها لاسيما بعد ان فشلت كل مشروعاتها ومبادراتها التي طرحت على الساحة الشرق اوسطية.
وقال استاذ القانون الدولي في الجامعة الاردنية الدكتور غسان الجندي ان جلالة الملك عبدالله الثاني أدخل الدقة في كل شيء حينما اكد جلالته ان اقامة الدولة الفلسطينية هي مصلحة اردنية، اذ إنه يظهر بذلك معرفة والماما بالقانون الدولي الذي يعترف بحق اصغر المجاميع العرقية في اقامة دولة،حيث ان اقامة الدولة الفلسطينية هي ضرورة سياسية ولازمة قانونية، لا سيما وان هناك ما لا يقل عن 160 قرارا دوليا يتعلق بالنزاع العربي الاسرائيلي، اذ انه ومنذ العام1970 فإن الجمعية العامة للامم المتحدة تؤكد اقامة الدولة الفلسطينية.
بترا