الحمدلله لا يوجد اي نوع دخان ولا معسّل .. يافطة تتوسط محلا تجاريا

زاد الاردن الاخباري -

الحمدلله لا يوجد اي نوع دخان ولا معسّل " , يافطة كرتونية كبيرة يعلقها الخمسيني طلال مقبل داخل محله التجاري الواقع في جبل الحسين كتبها باللغتين العربية والانجليزية في مبادرة فردية لسان حالها يقول " لا ضرر ولا ضرار ".

يقول مقبل لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) انه اضطر الى كتابة اليافطة لان عشرات الناس يدخلون يوميا لشراء السجائر , وانه لم يكتبها فحسب بل يمنع أي شخص يكون حاملا ل( سيجارة ) من دخول محله الا اذا اطفأها خارجه .

ويشير الى انه اثر على كثير من اصحاب المحلات الذين حذوا حذوه , وانه كان بدأ بافراد اسرته واولاده الذكور الثلاثة واكبرهم 29 عاما الذي كان بدوره يدخن خلسة على اعتبار "انني لا اعرف ولكنني بطريقتي الخاصة وجهته الى الاقلاع عنه بالحسنى" .

ولم يكتف بوضع اليافطة واشهارها بطريقة ملفتة بل ان لديه كتيبا في المحل يشير الى الاضرار الصحية المترتبة على التدخين ليستعين به في توعية قاصدي محله للسؤال عن ( علب السجاير) كلما سمح له الوقت بذلك .

ويقول : كنت قد زرت دولة غربية وقد اثر بي سلوك الافراد بها اذ كانوا يغادرون الجلسات العائلية الى خارج المنازل اذا ارادوا التدخين حتى دون ان يسألوننا وذلك حفاظا على مشاعرنا .

يقول نشات بلعاوي 52 عاما , صاحب احد المحامص, انه لا يضع يافطة بمحله ولكن الذين يرتادونه اضحوا يعرفون انه لا يبيع السجائر وذلك منذ سبعينيات القرن الماضي , حيث كان المحمص ملتصقا بوسط البلد واحدى دور السينما الشهيرة انذاك , وقد منعوا منذ ذلك الوقت بيع السجائر من خلال محالهم الذي ارتبط في اذهانهم بالمشكلات والسلوكيات غير المستحبة .

ويرى ان عدم بيعه للسجائر لم يؤثر على مستويات ربحه كما يبرر بعض من يبيعونها والذين يرون في عدم التعامل مع بيع السجائر ( تهريب للزبائن ) .

ويقول ابو رشدي , صاحب بقالة , انه يبيع السجائر خدمة للزبائن ولم يفكر يوما بانه يضر الناس مبينا انه لا يبيع السجائر ( الفرط ) للاطفال او الفتيان كما يفعل البعض مستغربا من ان الكثير من الاباء او الامهات يرسلون اطفالهم ليشتروا لهم السجائر .

وثمن رئيس الجمعية الوطنية الاردنية لمكافحة التدخين الدكتور زيد حمزة مبادرات مقبل وبلعاوي وكل من يسعى من خلال موقعه الى ان يكون شريكا بمنع التدخين في الاماكن العامة او التقليل من مخاطره البيئية .

ويرى انه حري بالجمعية ومن باب دعم توجه هؤلاء الى تكريمهم وتسليط الضوء عليهم من خلال الصحافة ووسائل الاعلام المختلفة حتى ينيروا دروب غيرهم ممن يعتقدون ان مسؤوليتهم كاصحاب محلات تجارية تقتضي منهم بيع السجائر .

وفي هذا الصدد يعود الدكتور حمزة للتذكير بضرورة التزام الاماكن العامة بمنع التدخين عطفا على قرار وزارة الصحة وان المهلة التي اعطيت لهم انقضت متسائلا الى متى ستستمر المقاهي والمطاعم بعدم الالتزام لنصبح في مصاف الدول التي منعت التدخين في الاماكن العامة منعا باتا انسحب على الجميع التزاما واحتراما للقانون .

وكشف عن ان الجمعية الان بصدد التعاون مع منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بتفعيل مضامين تقرير المنظمة الصادر العام الماضي والذي يؤكد اهمية تطبيق مبدأ الاجواء الخالية من التدخين .

ويثني اختصاصي طب الاسرة الدكتور زيد الكايد على ما يسميها مبادرة فردية نافعة لصاحب الدكان ويقول انه يشكل قدوة مثالية لغيره من البائعين الذين لا ينتبهون ربما لضرورة مكافحته ظنا منهم انهم يقدمون للناس خدمة حين يضعونه على رفوف محالهم التجارية .

ان للتدخين مضارا لم تعد تخفى على احد كبيرا كان ام صغيرا بحسب قوله غير ان التذكير بها بين الحين والاخر نافع , فهو ضار بكل اعضاء الجسد حيث يؤدي الى حدوث الجلطات في معظم اجزائه واذا ما اصيبت الاطراف السفلى على سيبل المثال بها فقد تؤدي الى بترها مشيرا الى ان احد الاعلانات التي شاهدها في احدى الدول الغربية يقول ماذا تريد : السجائر ام قدماك ؟.

ويقول الدكتور الكايد ان التدخين يتسبب في احداث الجلطات القلبية التي قد تؤدي الى الوفاة , والى الفالج أي - الجلطة الدموية التي تصيب الشرايين المغذية للرأس والدماغ - فيعيش الانسان بقية عمره مشلولا شللا نصفيا او كليا بحسب موقع الفالج في الرأس الذي لا علاج له ( فالج لا تعالج ) او ان يسبب لصاحبه الوفاة .

ويتسبب التدخين كذلك بامراض السرطان ويؤثر على الحواس , فعلى سبيل المثال لا الحصر , فان طعم الاكل والشراب يختلف عند المدخنين وكذلك رائحة الاشياء , عدا عن تسببه في التأثير على السمع والبصر والتقليل من الاخصاب عند النساء وهشاشة العظام وغيرها .



المصدر : بترا