إن كثيراً من التحولات الإجتماعية قد لا تتم بسبب سياسي او ايديولوجي ولكن لأسباب اقتصادية بحته , وإن الحرمان يولد الحسد والطمع والجشع يولد الحسد , وعدم العدالة تولد الحسد والظلم يولد الحسد ... وفي الفم ماء .
لقد آن الأوان بأن تعيد الحكومة مجتمعنا الى ما كان عليه من تواد ورحمة وحب الخير للجميع والوقوف صفاً واحداً ضد الحسد والطمع والجشع والظلم والطبقية بإزالة أسبابه لتتصافى النفوس ويحيا المجتمع بنفس جديد , حيث تبحث المجتمعات عن تفسيرات لأي حدث يتسبب في مشاكل لها , وتتمسك بأول تفسير لها , تبدأ تتداوله حتى يكبر ويكبر مثل كرة الثلج ليمثل خطراً حقيقياً على المجتمع ... في وقت قد يكون التفسير وهمياً او في غير محله او بأقل من ذلك الوصف .
عاش المجتمع الأردني سنوات طويلة متحاباً متعايشاً وبدأت نقاط سوداء او سوس ينخر في بعض اجزائه , ولم يكن ملاحظاً وقد يكون عابراً ولعله يكون مستتراً ولعلها المصلحة الخاصة تحتم ذلك , ولعلها المصلحة العامة تستدعي ذلك , حيث في السنوات الأخيره ارتفع العقار بشكل غير مسبوق لتتحقق الطبقية من جديد وأصبح من يملك 50 الف لا يستطيع شراء شقه , فأرتفعت الأبراج وانتشرت المجمعات الضخمة وزادت الشركات الإستثماريه العقارية والبنوك وبالطبع كل ذلك لم يستفد منه المواطن الأردني العادي سوى الغلاء والأسعار الجنونية في جميع متطلبات الحياة والرواتب اصبحت عينه والحق يقال .
المواطن البسيط لا يستطيع عمل شيئاً سواء حسد او لم يحسد فهو ليس بصاحب قرار ولكن صاحب القرار هو الذي يعكس حسده او حسد غيره من المستفدين الى قرارات سلبيه عادت على الوطن بالتراجع الصحي والتربوي والثقافي و... الخ .
وحتى المواطن البسيط لو أراد ان يستفيد او يستنفع او يتاجر سيجد حوله قرارات تقتله في مهده من دفع خلوات وتراخيص وحتى إن تجاوزها فالتاجر الكبير ينتظره ليكمل عليه وإما الإفلاس او السجن او بيع ما يملك من عقار او مركبات .
لست من دعاة الحقد والحسد ولم أكن يوما , لكني لا أقبله ولا أقبل أن أرى عقول بلدي تهاجر وتهجر بسبب الذين يعززون مفهوم السطحية الماديه وجعلوها اساساً لقياس شأن الناس .
لقد ضربت الأزمة الإقتصادية التي نعيشها حزام الصبر والأمان لدى المواطن الأردني , فتآكلت الطبقات الوسطى وهي تعيش الأن من دخل يكفيها حاجتها وتضاءلت لترتفع نسبة حالة الكفاف او الفقراء او تحت مستوى خط الفقر .
إن الأردني يتساءل على كل ما يسمعه من برامج تنمية وزيادة النمو والإنتاجية وتنويع مصادر الدخل فلا يجد لذلك حضور سوى الاوراق , والشعب يزداد فقرا يوما بعد يوم ويدفع الضريبه دون تأخير لتبقى الخدمات تصله وإلى متى ... ؟ .