هي عشرة أيام غادر بها الرفاعي البلد لبلاد العم سام وسار في شوارعها وأمعن النظر بها ، وأستمر بالحديث مع نفسه على التويتر مقنعا إياها بأنه صاحب التعديل والتغيير والحلول السحرية ، ماذا حصد المواطن من هذه الأيام العشرة في ربوع العم سام حصد التالي : خطاب رسمي بعيدا كل البعد عن سعر كيلو الخيار وحكايات كأنها خارجه من فم ساحر وليس بإنسان ، وتداعيات قصص من الغرب الأمريكي عن شراكة للإعلام وتأجيل المشاريع التجميلية لأننا وطن أكتفينا من المشاريع الأساسية ولم يتبقى علينا سوى تجميل المشهد المأساوي للوطن وحرصا من الرفاعي على الإنفاق العام أجل هذه المشاريع ، وحكاية تبكي أكثر مما تضحك عن حماية الأجيال القادمة لأننا شعب سنعيش في الظلام الرفاعي المتوارث لأجيال عديدة قادمة ، وعلينا نحن جيل اليوم أن نقر ونعترف للدولة الرفاعية أننا معه في الهم والظلام ، لكن الرفاعي نسي أننا ما نزال ننتظر الماء بالدور والكهرباء بالدور وندعو الله كل شتاء أن تقتنع الحكومة أن ماء السماء يكفينا ويكفيها وأنه لنهاية العام الحالي لايوجد ضرائب ، وأننا لا نملك أسوار خشبية بيضاء تحيط بمنازلنا لأن لدينا ببلدنا ما هو أكثر جمالاً وهو الصبر الذي نحيط به حدائق قلوبنا ، وأن المرجة الخضراء التي شاهدها في الغرب الأمريكي أمام المنازل زرعت في قلوبنا منذ الصغر علامة لعشق هذا الوطن حتى لو كانت مقدمة منازلنا مزروعة بشجر الحنضل ورمل الصحراء ، وناطحات السحاب في واشنطن ولوس أنجلس عندنا منها هامات أردنية تزداد عليها طولا لا ترضى بجبر الخواطر لأن جبر الخواطر على الله ، وأن خدمة الغرف في فنادق أمريكا لدينا منها أبو العبد الذي يجلس على الرصيف وينتظر نزول ركاب باص الزرقاء كي يعاجلهم بسندوتش من الفلافل وكوب من الشاي يداعب شرايين قلوبهم ويعطيهم القوة ليوم أخر من العبودية ، وأن بطاقات الفيزا التي استخدمها هناك عندنا منها بطاقات تكون فارغة من كل شيء إلا الدعاء لله بأن يمر الشهر على خير وسلام وأن يتحمل أبو محمد الدكنجي ديننا لنهاية شهر أخر ، وأن الجالسون حول طاولات لاس فيغاس يقامرون عندنا منهم ستة ملايين مواطن يقامرون كل طلوع شمس على أنهم سيبقون للمساء أحياء بعد ساعات طويلة من القهر والهم اليومي ومقارعة أسعار البنزين والخضار واللحمة وما تبقى من متطلبات البقاء حيا لأربعة وعشرين ساعة قادمة ، والحرية الأمريكية التي لمسها الرفاعي في الغرب الأمريكي عندنا مثلها حرية سقفها السماء وأنها ما تبقى لنا في الحياة كي نعيش بها وهذه دعوة للرفاعي بأن يأخذ كل ما شاهده في الغرب الأمريكي ويلقي بنصفه ببحر العقبة ويعطي نصف النصف المتبقي منه بعد أن يضعه في صندوق حديدي ويغلقه بقفل سحري لأبنه زيد للأيام القادمة ، وما تبقى من نصف النصف يضعه في كأس ماء ويشربه لمدة شهر بعد الأكل لعل وعسى يصحوا من رحلة العشرة أيام ، وليترك لنا هذه الحرية لأنها عطية من ملك كريم لشعب كريم حتى ولو كان شعب جائع ؟