معالي وزيرة السياحة والآثار السيدة / \" ســـــوزان عفانه \" المحترمة
بعد التحية والإحترام والسلام ،
إنه ليسرني أن أقوم و أتقدم بالتهنئة الحارة ، وأن بارك لمعاليك ؛ ثقة سيد البلاد جلالة الملك \" عبدالله الثاني \" ، تنسيب وترشيح دولة رئيس الوزاء \" سمير الرفاعي \" لك بأن تكوني على رأس الهرم السياحي الأردني ، لتشغلي منصبا هاما وحيويا جدا في بلدنا الأردن ؛ وهو
: وزيرة للسياحة والآثار ، داعية الله لمعاليك بكل التوفيق والنجاح ، وأن يعينك على تحمل أعباء هذه المسؤولية الجسيمة .
ولما كان خير الكلام ماقل ودل ، ولهذا فإني سأحاول أن أقوم بطرح الخلاصة المفيدة في رسالتي هذه ، والتي أرجو أن تكون مقبولة لديك بطيب خاطر .
لكنه يؤسفني جدا أن أبدا رسالتي لمعاليك وأصدمك بالقول : ـ
\"إن السياحة في بلدنا الأردن ؛ فاشـــــــــلة جـــدا !!!وبكل المقاييس والإعتبارات !!؟؟
بالرغم مما نراه ماتقوم بتحقيقه في جزء في الإيرادت التي تساهم بتواضع في دعم الإقتصاد الأردني ورفد خزينة الدولة . إلا أنها في نظري ليست كافية ، وانها ليست على المستوى المطلوب الكافي .!! لكنه بإمكانها أن تكون أفضل واكثر !!! .
وإذا أردتم معاليك مزيدا من التوضيح ؛ فإني أرجو منكم أولا وقبل أن أوضح رأيي الخاص ؛ أرجو أن يتسع صدركم لمعرفة الأسباب التي تقف وراء هذا الفشل الذريع في جذب واستثمار السياحة كما يجب؟؟ كما أرجو أن يسعفني الوقت لتوضيح هذه الأسباب .بكل صراحة ووضوح ( لكن على شرط واحد هو : أن تتقبلوا النقد البناء بدون زعل ) !!
إن بلدنا الأردن وبالرغم مما حباه الله به من جمال الطبيعة ، والجو المنعش ، ونسمات الهواء العليلة التي تلامس أجسامنا في معظم أيام السنة ؛ صيفا وشتاء . إلا أنه بلــــد (طارد) وليس( جاذب) للسياحة. ؟؟
ربما ستتساءلين وستقولين كيف ؟؟ ولماذا ؟؟
إنه ومع كل الإحترام والتقدير لجميع الجهود المخلصة التي تبذل حاليا من قبل معاليكم ، وجميع الجهود التي كانت قد بذلت سابقا من قبل أصحاب المعالي السابقين في وزارة السياحة والآثار ، يؤسفني القول أنها كانت كلها جهود متواضعة جدا ، وكانت في واد ، وكانت السياحة الأردنية ومازالت في واد آخر بعيد !!!
وخاصة أننا كمواطنين مازلنا نرى ونلاحظ ونحس أنه لاتوجد عندنا لحد الآن تلك الأرضية الصلبة التي يجب أن تكون للوقوف عليها والإستناد إليها كما ينبغي. !!!
فالقرارات التي كان يتم اتخاذها في هذا المجال؛ لم تكن صائبة في معظمها ، ولم تكن تصل ، ولم تكن ترقى أبدا إلى المستوى المطلوب لا في التنفيذ و لا في حسن الأداء.؟؟
وكثيرا ماكنا نجد أنه كان يرافقها ويلازمها الكثير من التخبط العشوائي في أمور عديدة ومتعددة ؛ لم يتم تدارسها جيدا قبل إقرارها وتنفيذها.
ولهذا أقول : إذا بقينا نحن على نفس هذه العقلية في التفكير ، وإذا بقينا نحن مصرين على عدم التزحزح عن هذه النمط التفكيري العقيم .فعلينا أن نتوقع المزيد من الفشل ؛ والمزيد من التعثر ؛ وبالتالي المزيد من التأخر في المجال السياحي أكثر وأكثر.
مع العلم أن هذا المجال لاينقصه سوى أمرين إثنين لا ثالث لهما وهما : ـ 1ـ حسن التخطيط 2 ـ حسن الإدارة
وهذان الأمران ؛ إذا تحققا فعلا كما يجب .فإني وبكل ثقة متناهية أضمن لمعاليك أن تكون الأردن بلدا سياحيا من الطراز الأول ، وأن تكون في مصاف الدول الأولى في عالم السياحة ، وأن تكون منافسة قوية لأكثر الدول تقدما في الجذب السياحي بإذن الله !!!
وخاصة لأن الله قد هيأ لبلدنا الأردن الحبيب من الطبيعة الخلابة ، ما ستجعلها تحقق ذلك بكل سهولة ويسر وبأقل التكاليف الممكنة.
معالي الوزيرة : ـ
ليس عيبا أن نعترف بأخطائنا وليس عيبا أن نعترف بتقصيرنا !! لكن العيب هو : أن نستمر في إرتكاب هذه الأخطاء وتكرارها ، و كل العيب أيضا هو الإصرار الغريب على التمسك بها ، وألا يكون عندنا الإستعداد الشخصي لتقبل ومعرفة أين هو الطريق الصحيح ؟ ومن أين يبدا ؟ وكيف يمكن له أن يبدأ ؟؟
لذا إن كان لي من نصيحة الآن ؛ فهي أن تقوموا مشكورين بإعطاء المجال للكفاءات التي تكون قادرة على حسن التخطيط ،وتكون قادرة على حسن الإدارة ، والقيام بإفساح المجال والحرية لهم لقول كلمتهم .
هذا طبعا إذا كنا نحب وطننا فعلا .وكانت تهمنا سمعته السياحية داخليا وخارجيا !!!
معالي الوزيرة : ـ
أليس مؤلما أن تكون بلادنا على كل هذا الجمال وأن تكون على كل هذه الروعة والإتقان ، وأن تكون تحظى بكل هذه الطبيعة الساحرة ؛ وأن تكون تزخر بكل هذه المقومات السياحة؛ وأن يكون يوجد فيها كل هذه المناظر الخلابة في جميع ربوعها ،!!! لكنها لاتكون مستغلة كما يحب .؟؟
أليس معيبا بحقنا أن يكون عندنا كل هذا الجمال الطبيعي ؛ ثم نجد أن معظم مواطنينا الأردنيين المحبين للسياحة يذهبون إلى الدول المجاورة وغير المجاورة من أجل السياحة والإستجمام والتمتع بالطبيعة هناك !!!؟؟
أليس هذا أمر يدعو أيضا إلى الإستغراب والدهشة حقا ؟؟!! فلماذا يحدث ذلك ؟؟!!
إني لاأخفيك سرا. فأنا حينما أجلس إلى نفسي أحيانا أسأل وأتساءل : ـ
كيف لنا أن نقنع الآخرين من السياح العرب والأجانب أن يأتوا إلى بلدنا للسياحة ؟؟؟ وهم يرون بأمهات أعينهم أن مواطنينا الأردنيين يفضلون السياحة خارج وطنهم !!!؟؟
ألستم معي معاليك أن هذا بلاشك يعتبر مؤشر خطير ؛ يخفي وراءه العديد والكثير من علامات الإستفهام.؟؟!!
إذن..!!! أعتقد انه حان الآوان أن نجلس سويا ، وأن نقوم بتدارس كل أسباب هذا الخلل ، وكل علامات الإستفهام هذه بكل جدية ، ثم نحاول محلصين إصلاح مايمكن لنا إصلاحه قدر الإمكان و محاولة منع تفاقمه .
وإني على استعداد شخصي أن أقوم بالتعاون الجاد مع معاليك في كل مامن شأنه تدارك هذا الخلل ؛ أثناء مايسمح الوقت لي به ، وتقديم ماأراه مفيدا من المقترحات والتوصيات والإرشادات والتوجيهات .
فبلدنا الأردن بلد جميل؛ وتستحق منا أن نفعل لأجلها ولأجل سمعتها الكثير والكثير .
مع خالص التحية والإحترام والتقدير لجميع الجهود المخلصة الصادقة التي ستعمل على تطوير السياحة الأردنية والحاقها بالركب السياحي العالمي.
دانــا جهـــاد
طالبة جامعية _ كلية الهندسة
danajehad @hotmail.com