أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الكرملين: قصف أوكرانيا بصاروخ فرط صوتي تحذير للغرب تركيا: الأسد لا يريد السلام في سوريا بن غفير يقتحم الحرم الإبراهيمي ويؤدي طقوسًا تلموديًة الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية .. اليكم التفاصيل! صحة غزة: المستشفيات ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة ميركل حزينة لعودة ترمب للرئاسة وزير الخارجية العراقي: هناك تهديدات واضحة للعراق من قبل إسرائيل زراعة الوسطية تدعو المزارعين لتقليم أشجار الزيتون السفير الياباني: نثمن الدور الأردني لتحقيق السلام وتلبية الاحتياجات الإنسانية الخطوط القطرية تخفض أسعار رحلاتها بين عمان والدوحة يونيفيل تنزف .. إصابة 4 جنود إيطاليين في لبنان الحوثيون: استهدفنا قاعدة نيفاتيم جنوبي فلسطين المحتلة مشروع دفع إلكتروني في باصات عمان يهدد مئات العاملين 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الدفاع المدني يتعامل مع 51 حادث اطفاء خلال 24 ساعة في الأردن الاحتلال يوقف التوقيف الإداري للمستوطنين بالضفة صحة غزة: مستشفيات القطاع قد تتوقف خلال 48 ساعة دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارته الشرطة البريطانية تتعامل مع طرد مشبوه قرب السفارة الأميركية الأرصاد الأردنية : الحرارة ستكون اقل من معدلاتها بـ 8 درجات

القنبلة

16-01-2010 02:02 PM

على غير ميعاد ، و بينما كنت مغادرا ربوع الصبا و الشباب إلى غير عودة خلسة دون أن أودع رفاق عمري المستضعفين في الأرض كما ودع هرقل بلاد الشام قائلا "وداعا يا سوريا .. وداعا لا لقاء بعده" التقيت شاعر الغربة و لسان المظلومين (أحمد مطر) متخفيا تحت لافتة من لافتاته ، فقرأت ما كتب عليها :

يشتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفه ،

يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه ،

يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه ،

فأخرج القانون من متحفه ،

وأمسح الغبار عن جـبـيـنـه ،

أطلب بعض عطفه ،

لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه ،

يقول حبري ودمي : " لا تندهش ،

"من يملك القانون في أوطاننا ، هو الذي يملك حق عزفه

     قلت له : ويحك ! ألا تدري أين أنت؟! ألا تعلم أني لتوي مطعون أفر من طاعني "لأن دمي لوث حد سيفه"  و لأن حشرجة روحي و هي تغرغر تقض منام قاتلي ، و أنني مطلوب مني أن أموت بصمت ، و أن أطعن في ظهري ست عشرة طعنة و أنا مبتسم أسبح بحمد ربي ؟! فأخرج لي (أحمد مطر) لافتة مبللة و قال لي : لماذا تكره الصمت الأبدي ؟! أما علمت أنه يتكلم ؟! فأمسكت بالورقة و قطرات الماء تنهمر منها و قرأت :

وضعوني في إناء ،

ثم قالوا لي تأقلم ،

وأنا لست بماء ،

أنا من طين السماء ،

أنا من روح السماء ،

وإذا ضاق إنائي بنموي يتحطم ،

خيروني بين موت وبقاء ،

بين أن أرقص فوق الحبل، أو أرقص تحت الحبل ،

فاخترت البقاء : قلت أعدم ،

قلت أعدم ،

فاخنقوا بالحبل صوت البـبـغاء ،

وأمدوني بصمت أبدي يتكلم

     هنا و في هذه اللحظات خرج (محمد طمليه) من قبره و قال لي : وماذا يقول لك هؤلاء "المتحمسون الأوغاد" ؟ قلت : يقولون لي :

نافِـقْ  
 
ونافِـقْ  
 
ثمَّ نافِـقْ ، ثمَّ نافِـقْ  
 
لا يَسلـَمُ الجسد النحيلُ من الأذى  
 
إن لم تـُـنافِـقْ  
 
نافق  
 
فماذا في النفاقْ  
 
إذا كذبت وأنت صادقْ ؟  
 
نافقْ  
 
فإن الجهل أن تهْوي  
 
ليرقى فوق جثتك المنافقْ  
 
لك مبدأ ؟ لا تبتئسْ  
 
كن ثابتا  
 
لكن بمختلف المناطقْ  
 
واسبق سواك بكل سابقة  
 
فان الحكم محجوز لأرباب السوابقْ  
 

عندها قال لي (أحمد مطر) : و بماذا أجبتهم ؟ قلت له : أجبتهم بما حفظته من لافتتك قبل ستة عشر عاما :

هذي مقالة خائف ٍ ،متملقٍٍ متسلقٍ  
 
ومقالتي : أنا لن أنافقْ  
 
حتى ولو وضعوا بكفـّي  
 
المغارب والمشارقْ  
 
يا دافنين رؤوسكم مثل النعام  
 
تنعموا  
 
وتنقَّـلوا بين المباديء كاللقالقْ  
 
ودعوا البطولة لي أنا  
 
حيث البطولة باطل  
 
والحق زاهقْ  
 
هذا أنا اجري مع الموت السباق  
 
وإنني ادري بأن الموت سابقْ  
 
لكنما سيظلُّ رأسي عاليا أبدا  
 
وحسبي أنني في الخفض شاهقْ  
 
فإذا انتهى الشوط الأخير  
 
وصفـّـق الجمع المنافقْ  
 
سيظل نـَـعْـلي عاليا  
 
فوق الرؤوس  
 
إذا علا رأسي  
 
على عُـقــد المشانقْ

     قال (محمد طمليه) و هو يلملم كفنه المسحول – سبحان الله عادته ما بغيرها و هو عايش و هو ميت - : و لك يا أجدب ! لا تيّس مثلي ! رد ع معلمك ابو مطر ...

قال (أحمد مطر) : احفظ هذه اللافتة المكتوبة بماء السنابل ، و رددها عقب كل صلاة ست عشرة مرة ، و احذر أن يقرأها أحد ، أو يسمعها أحد ، حتى يأتي يوم تبلغ فيه آخر شطر من تفعيلاتها ، عندها تستطيع أن تنام قرير العين بجانب صاحبنا هذا ، و أشار إلى (محمد طمليه) و لكنه لم يجده ، كان قد اختفى من شدة الخوف ، خشي أن يدركه "المتحمسون الأوغاد" ...

فقرأت ماء السنابل المضمخ بعذابات المظلومين و طفقت أغني :

أنا من تراب وماء،

خذوا حذركم أيها السابلة،

خطاكم على جثتي نازلة ،

وصمتي سخاء ،

لأن التراب صميم البقاء ،

وأن الخطى زائلة ؛

ولكن إذا ما حبستم بصدري الهواء ،

سلوا الأرض عن مبدأ الزلزلة ،

سلوا عن جنوني ضمير الشتاء ،

أنا الغيمة المثقلة ،

إذا أجهشت بالبكاء ،

فإن الصواعق في دمعها مرسلة ؛

أجل إنني أنحني فاشهدوا ذلتي الباسلة ،

فلا تنحني الشمس إلا لتبلغ قلب السماء ،

ولا تنحني السنبلة

إذا لم تكن مثقلة ؛

ولكنها ساعة الإنحناء ،

تواري بذور البقاء ،

فتخفي برحم الثرى ثورة مقبلة ؛

أجل إنني أنحني تحت سيف العناء ،

ولكن صمتي هو الجلجلة ،

وذل انحنائي هو الكبرياء ،

لأني أبالغ في الإنحناء ،

لكي أزرع القنـبـلة 

                                                                             المهندس هشام خريسات

hishamkhraisat.gmail.com     





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع