في مجتمعاتنا العربيه ومع الاسف تتفشى ظاهرة غريبه وبشكل ملحوظ تكاد تفتك بنا الا وهي ظاهرة النفاق الاجتماعي في مجتمعاتنا
فنجد مجتمعاتنا العربية مليئه بكثير من ظواهر التخلف التي لم تجد منا أي اهتمام وبحث جدي ، بل لم تلاحظ لتعالج بشكل فكري دقيق مما يؤخر من تطور المجتمع، وبالنظر إلى هذا المرض الاجتماعي الخطير والذي يفتك بقيم المجتمع ومبادئه وحضاراته، ويضعف من إنتاجياته، ويربك معايير الكفاءة، ويدمر موضوعية الاستقطاب والاختيار، وخاصة في هذه المرحلة الدقيقه التي نمر بها في مجتمعاتنا العربيه في معظم المجالات، فنحن لم نعد نمتلك الوقت حتى نتورط في المزيد من الكذب أو السطحية الفارغه، فالأمراض التي تفتك بنا، وتحد من امكانياتنا على وضع مجتمعاتنا في ابواب النهضة تحتاج للكثير من المصداقية والتعمق فأبعاد هذا النفاق وآثاره علينا ستدمر ما بقي من اخلاقيات للمجتمع !
فنحن اصبحنا نبيع ما لا نملك من المشاعرالمختلفه بشتى الالوان لنضرب بها عرض الحائط جميع القيم الانسانيه النبيله كما أصبحنا نجيد إنفاق السلع الرديئة بالولاء الكاذب والتهنئة المزيفة والقبح المجمل لنكفر بالجوهر ونؤمن فقط بالمظهر نحارب الصدق ونرتبط بالكذب .
أن قدرتنا على التشخيص الثقافي اصبحت هشه بل ضعيفه جدا وهذا بعد فشلنا في صنع العلاج أوحتى الوصول للوقاية فأصبحت اليوم صناعة متكاملة ، بمعناها الاقتصادي والمهني والثقافي وهي الان صناعة متنامية ومنتشره .
ونجد الان النفاق الاجتماعي الخطير بالدعايات الكبيره التي تنشر في الصحف والمجلات او على مواقع الانترنت للتهنئة أو الترحيب أو الشكر للشخصيات البارزه في صفحة كاملة أو نصف صفحة أو ربع صفحة، كما نجده في مظاهر البذخ في احتفالاتنا ومناسباتنا المختلفة والتي تعج بتكاليف ضخمه لتنتشر بالمجتمع بين جهالهم ومثقفيهم .
فما هي الطريقة الناجعة في اجتثاث هذه الكارثه الاخلاقية الاجتماعية من مجتمعاتنا والتي هبطت بنا الى مستوى في الدرك الاسفل من الامم الحاضرة فنحن نعيش الآن أسوأ العصور في التاريخ العربي. فنحن الان ومع الاسف في كل أنحاء العالم بلا إستثناء نعاني من التخلف الحضاري .
فانتشرت هذه الظاهرة بحيث اصبحت ملاحظة ولتنعكس على المجتمع بحيث اصبحت احدى سماته الاساسية فالصدق اصبح عملة نادرة وكل من يتبع الصدق في تعامله وعمله وافكاره ومبادئه اصبح يشذ عن القاعدة السائدة ويحارب من الجميع -- نفاق في العلاقات في التعاملات في العمل، في التصرفات في الاخلاق -- نفاق انساني حتى في الحب في الصداقة وعلى ارض الواقع هو كذب بكذب والغايه اصبحت تبرر الوسيله
نفاق فوق كل حدود المجاملة واصبح طبيعيا ومقبولا جدا ومطلوبا فنشاهد الناس تصلي في المساجد وفي الصفوف الاماميه ولكن على ارض الواقع نجد المعامله تختلف تماما عن ما تم تأديته من عبادات ..ظلم وفساد -- المهم النتيجة هي بقاء الصورة كصورة انسانيه نقيه ونظيفه ومشرقه امام المجتمع .
الصدق مرفوض ومن يتعامل بهذه العملة النادرة اصبح خارج نطاق هذا المجتمع المزيف..
من يتبع الصدق ..يتعب في حياته..في عمله..وفي علاقاته .
شـمـس مـحـمـد الـمـواجـدة