تحت بند \" الي عليك عليك \" ذهبت مع والدي الى احد \"صيوانات\" العزاء ، بعد جولتين قهوه يتبعها جولة تمر، وقف احد رجال الدين فارضا الصّمت على المكان، مقاطعا احاديث الموجودين ببسملة مطوله، ثم بدء بالقاء خطابه الدّعوي على الموجودين.
استذكر الشيخ الماضوي بخطابه المجيد جماعة السلف الصالح وقدّر ومجّد وعظّم دور تلك الجماعة من اصحاب اليمين الذين هم في اغلب الاحوال في ذمه الله، تجاهل وانكر دور شباب الحاضر والمستقبل وثنى على الاولين، وفي نهاية الخطاب دعا لنصرة اخوانه المجاهدين في افغانستان وفي كل مكان.
لا اتجاهل او انكر التاريخ اوالماضي ، على العكس فالحاضر والمستقبل قد ينسجان من خيوط الماضي، لكن لا ادري لماذا يكرسون في نفوسنا ونفوس الاجيال تلو الاجيال قيم الغزو، ويمجّدون ويعظّمون اناس تلطخت سيوفهم بالدماء، اشخاص لم يقدموا للعلم حتى بارقة امل يقدموهم بصورة العظماء وصناع التاريخ!.
بالمقابل لا نراهم يستذكرون من قدم للعلم والانسانية اكبر من كلمات الثناء والمديح والاعتزاز والفخر!.
من اضاء الكعبة المشرفة، من اخترع البنج، الهاتف، الكهرباء، الانترنت، نكاشة البابور؟.
لماذا لا يستذكرون المغفور له الكسندر فلمنج (مكتشف البنسلين)، او توماس اديسون (اضاء العالم) هل اضاء اسامة بن لادن البيت الابيض!.
وحتى لا نجرح مشاعر القوميون والناصريون والكواكبيون والعلوشيون ...الخ، لماذا لا يستذكرون ويمجّدون ويقدّرون احمد زويل، ادوارد سعيد، شارل عشي، عبد العال الحوضي، فاروق الباز، منير حسن نايفة، سعيد الطيبي، الياس الزرهوني، عادل الشريف، عمر النشائي، مجدي يعقوب.
الا يستحقوا هؤلاء التمجيد او التعظيم؟، الا يستحقوا المديح حتى لو في احد \"صيوانات\" العزاء! ولماذا فروا من اوطانهم العربية؟.
هيثم ضمره ضمره
*جامعة فيلادلفيا
Hi20080@yahoo.com