ازدادت في الآونة الأخيرة التجاوزات الوزارية في \" الذم والشتم \" للفعاليات المدنية في المجتمعات المحلية عبر مؤتمرات الوزراء واجتماعاتهم مع هذه الفعاليات ، لتسجل سابقة من نوع آخر في تعامل الوزراء مع ممثلي القطاعات المدنية المختلفة .. !!
من البديهي جداً وبحكم المنصب أن يتحلى هؤلاء الوزراء بمفهوم \" البطان الواسع \" الذي يبرز سعة صدرهم في السماع والتجاوز عن الهفوات المنطقية لكل \" صاحب حاجة \" ، و يذلل كل العقبات أمام هؤلاء المواطنين الذين أثقلت كاهلهم التراكمات المالية واهترأت جيوبهم وجفت عقولهم من داء التفكير على مستقبل مهنهم ومن يعيلون من أسر وعاملين ، وباتوا غير قادرين على الوفاء بإلتزاماتهم ، فآثروا على وضع آلامهم بين يدي \" الوزير \" الذي توسموا به خيراً قبل اجتماعهم به ، آملين بتغيير حالهم إلى قليلاً من التقدير والاحترام ، والوقوف إلى جانبهم ومساندتهم ومعرفة همومهم ومتطلبات معيشتهم التي أوشكت على الإنهيار ، ليتفاجئوا وكأن بهم في أحد الصفوف الإبتدائية في حضرة معلمٍ متسلط يسبق لسانه الجارح عقله النير ، مما أثار حفيظتهم ، ليبادروا ومن باب الإحترام للمكان والحاظرين مغادرة المكان ملتقطين أنفاسهم بجرحهم الندي كاتمين غيضهم بين ضلوعهم ، علّ تصرفهم هذا يكون بمثابة اختصاراً للملاسنات الغير لائقة ، واحتجاجاً على ما ورد على لسان معالي الوزير من قدحٍ وذم بحقهم ..!!
إن اثارة مشاعر الحقد والضغينة في أنفس أفراد هذه الفعاليات الوطنية ، أبداً لن تثنيهم عن أداء واجبهم الاجتماعي والاقتصادي تجاه هذا الوطن وعرشه المفدى ، بل سيكون الاصرار الدؤوب على السير بذات النهج والخطى من الأولويات في تخطى كل الصعاب التي من شأنها جذبهم إلى الهاوية ..!!
ومصطلح \" جنود الوطن \" لا يقتصر على القطاع العسكري الذي نفخر به ما حيينا ، أو القطاع العام بكافة مؤسساته ، بل يتجاوز ذلك بكثير ، فالوليد \" الجنين \" الذي ولد قبلة لحظة على ثرى هذا الوطن هو جنديٌ من جنوده ، وله ذات الحقوق التي يتمتع بها أي وزير من وزراء حكوماتنا ، ولا فرق بينهما إلا بمقدار الانتماء لهذا الوطن وعرشه ، ونفخر به \" الوليد \" كما نفخر برجالات الأردن العظام ، لأنه هو جيل الأردن القادم الذي سنفخر به ما دامت جهودنا الطيبة في تنشأته مبنية على العدل والمساواة بين طبقات المجتمع الذي نحن جميعنا جزء منه ..!!
ولا أريد هنا الدخول بتفاصيل التجاوزات التي حصلت من خلال بعض الوزراء مع بعض الفعاليات لقطاعات مختلفة من أبناء هذا الوطن ، ولكن ومن خلال هذه الحقوق التي يتمتع بها كل مواطن يعيش على ثرى الأردن ويتنفس من هواءه .. وبما أن \" الدستور الأردني \" كفل لنا حقوقنا ، و \" العرش الهاشمي المفدى \" حفظ لنا كرامتنا ، وحثنا على التمسك بهما ، وجب علينا إذاً الدفاع عنهما ما حيينا ، فكرامتنا لن تغيب عليها الشمس ما دمنا نتفيأ في ظلال الهاشميين الأطهار ، وحقوقنا لن تهضم ما دام مليكنا المفدى \" أبو حسين \" حاميها .. !! akoursalem@yahoo.com م . سالم أحمد عكور