عندما يضيق صدر الحكومة بالمطالب العادلة والمحقة لقطاع واسع من أبناء الوطن ، لا يبقى سوى مواصلة النضال بكافة أشكاله لانتزاع هذه الحقوق ...
أمسية رمضانية رائعة بكل المعاني أمضاها معلمو بلادنا على الدوار الرابع ليسمعوا صوتهم الى رئيس الوزراء ورئاسة الوزراء ... رغم صيامهم ، ورغم حرارة نهارات رمضان وما يكابده الصائمون من جوع وعطش ، ورغم التزامات عائلية واجتماعية كثيرة ارتبطت تاريخيا بالشهر الفضيل ، إلا أن معلمي بلادنا ومربي الأجيال في مجتمعنا تواجدوا بكثافة ملفتة على الدوار الرابع ليلةالثلاثاء / الأربعاء ليضيؤوا الشموع معتصمين لإسماع صوتهم الى العالم كله ...
لم يكونوا وحدهم ... كان الوطن في قلوبهم ، وأطفالنا في حدقات عيونهم ... رافقتهم تلك الليلة ابتهالات الأمهات ودعوات الزوجات ونظرات ( الإندهاش ) في عيون أطفالهم وأطفالنا ... ورافقهم تضامن وإعجاب العالم بإصرارهم على مواصلة نضالهم من أجل تشكيل ( إعادة إحياء ) نقابتهم ...
نضال معلمي الأردن من أجل النقابة استقطب وما زال يستقطب اهتمام ومؤازرة جميع الأحزاب السياسية في بلادنا وجميع مؤسسات المجتمع المدني ... اعتصم مع المعلمين تلك الليلة العشرات من الشيوعيين والقوميين والإسلاميين والوطنيين غير الملتزمين حزبيا ... وقناعة الجميع ، أن قضية نقابة المعلمين هي قضية كل الوطن ... كانوا يعلمون أن الحكومة سترفض ( مثنى وثلاث ورباع ... وعشار ) ، ولكن إصرار المعلمين على مواصلة الكفاح والنضال من أجل إحياء النقابة ، سيكون الصخرة التي تتحطم عليها المناكفات الحكومية المتواصلة ورفضها الموافقة على مطالب المعلمين ... والمعلمون ليسوا واهمين ، ولا يراهنوا على حسن نيّة الحكومة بقدر ما يراهنون على صلابتهم وصلابة موقفهم وعلى تضامن كل ابناء الأردن معهم ... وقناعتهم ، أنه ( بالتالي ) ، لا يصح إلا الصحيح ... قد يطول المشوار ... ولكنهم سيصلون ...
وتبقى كلمة في حق قطاع الشباب في حركة اليسار الإجتماعي ... هؤلاء الشباب الذين يقومون بأفعال سيسجلها التاريخ لهم بحروف من نور، عندما يقيّض له من يكتبه بنزاهة وموضوعية ... رأيناهم خلال الإعتصام يوزعون الماء و( الشنينة ) والعصائر و ( الهريسة ) على جموع المعلمين المعتصمين تلك الليلة ... فتحية الى هؤلاء الشباب المناضلين ، رغم حداثة سنّهم ، والملتزمين بالقضايا الكبرى لوطننا وشعبنا ...
Atef.kelani@yahoo.com 0777776178
0785094409