زاد الاردن الاخباري -
دفع السأم الغالبية من ابناء محافظة اربد وريفها وبدون ترتيب مسبق الى اتخاذ قرار بتحويل مكان ما الى متنفس لابناء المدينة,يقضون فيه اوقاتهم في الليل في ايام الصيف وشهر رمضان المبارك,وبعفوية وفطرة تم اختيار جوانب طريق شارع البتراء كمتنزه.
وتمكنت عائلات وافراد من مدينة اربد وبتناغم يتسم باحتياجات مشتركة من ايجاد المتنفس المفقود منذ زمن بعيد في مدينة تعد الثانية بعد العاصمة عمان تخلو من المتنزهات الكبيرة والمساحات الخضراء بعد ان طغت لغة الاسمنت المسلح على ما تبقى من المساحات الفضائية الخضراء داخل حدود المدينة,وخارجها الامر الذي دفع العديد من ابناء المدينة الى البحث عن متنفس ومتنزه مفتوح الفضاءات.
وبشكل متسارع املتها ظروف الحاجة الشعبية في المحافظة تحول شارع البتراء الواقع شرق جنوب المدينة المؤدي الى العاصمة عمان وجامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية الى غنيمة شعبية غنية باحتياجات الناس من حيث التنزه الذي يفي بالحد الادنى من الاحتياجات الترفيهية لابناء المدينة وما حولها من بلدات.
وبهدوء تام, تبدأ عائلات برفقة اطفالها, ومجموعات من الشباب من كلا الجنسين بالتوجه الى شارع البتراء بعد التاسعة ليلا ليأخذوا حصتهم من الترفيه والجلوس على جانبي الشارع الخالي من الاكتظاظ السكاني, والمفتوحة جوانبه من جهتي الشرق والغرب مما يمنح الجالسين هناك الهواء المحسن الخالي من ملوثات الاسمنت وبقاياه مشكلا الشارع المضاء من وسط المدينة الى جامعة العلوم تتخلله تقاطعات مرورية.
لبلدتي الصريح وحواره حديقة شعبية واسعة وطويلة يؤمها في الليل نحو 50 الف نسمة بالاضافة الى مئات السيارات المتوقفة على جانب الطريق دون ان تحدث اذى لحركة المرور او المتنزهين.
واصبح مألوفا لدى ابناء مدينة اربد التي تشكو تاريخيا من غياب المساحات الخضراء والحدائق الكبيرة المؤهلة, ان تأخذك خطاك الى شارع البتراء حتى لو لم تقرر مسبقا طالما ان خروجك من البيت هدفه البحث عن جلسة هادئة بعيدة عن ضوضاء المدينة.
وباستجابة سريعة مرادفة للقرار الشعبي,دأب اصحاب عربات متجولة واصحاب سيارات نقل صغيرة الى التوجه ايضا الى هناك لتأمين المتنزهين بطلباتهم من المشروبات الساخنة والمكسرات والفول السوداني وشواء الذرة, من خلال براكيات متواضعة في ادوات تصنيعها المكون من القش والاخشاب والزينكو وصغيرة الحجم صممها اصحابها لهذه الغاية لخدمة المتنزهين وبيعهم احتياجاتهم من المشروبات والمرطبات.
وبعيدا عن النظم والتعليمات الرسمية, واعين القانون والرقابة يسجل شارع البتراء حضوره الشعبي المنظم والملتزم من قبل رواده دون احداث اي ارباكات او مخالفات باستثناء قلة من الرواد ممن يتركون خلفهم مخلفات عصائر ومأكولات وبقايا اشياء احضروها كوجبات خفيفة ما قبل السحور..هذه الممارسات غير المسؤولة من قبل البعض وهم قلة ادت بدورها الى تسجيل عتب شديد اللهجة من قبل الجهات الرسمية في المدينة (المحافظة والبلدية) والى اتخاذ اجراءات بمنع المتنزهين من ارتياد شارع البتراء, بعد ان تم لفت انتباه البعض من المتنزهين هناك بضرورة التقيد بشروط المحافظة على البيئة والنظافة.
بالمقابل, تطوع عدد من الشبان هناك حرصا منهم على متنفسهم ومتنزههم ل¯لملمة بقايا ومخلفات لنفايات كي لا يقع الجميع في مطب المنع من ارتياد الشارع مما اوجدت تلك الحالة غيرة ايجابية من قبل الممارسين للعادات الخاطئة ان يتحولوا الى عادات اكثر ايجابية ومحافظة على شروط البيئة.
الامر المقيت في هذا المشهد ان موظفين من بلدية اربد الكبرى (قسم البيئة) رصدتهم العرب اليوم وهم يلقون من نافذة سياراتهم الحكومية علب عصائر فارغة وعبوات بلاستيكية تستخدم لمأكولات الحلويات دون ان يشعروا باي ندم على ممارستهم الخاطئة التي هي في الاصل من صلب وظيفتهم بمنع مثل هذه الممارسات (!!).
وتغلب شارع البتراء, الذي اطلقت عليه العرب اليوم هذه التسمية عند افتتاحه الذي تزامن مع دخول البتراء المدينة الوردية احدى عجائب الدنيا السبعة.. على جموده ورتابته الروتينية وتحول الى عنوان شعبي في موسم الصيف وشهر رمضان واصبح من الشوارع التي تضج بالحركة والروح رغم محاولات بلدية اربد الكبرى في اوقات سابقة منع الناس من الجلوس هناك وملاحقة الباعة المتجولين الذين لا يخيفون احد ولا ينافسون اصحاب المصالح التجارية.
ويوضح العشريني مراد العنبتاوي وهو طالب جامعي في السنة الثالثة ويعمل هناك بائعا للشاي والنسكافيه في اوقات الليل ان شارع البتراء لم يعد شارعا للمرور فحسب بل تعدى الامر الى ان يكون روشة اربد يؤمه الاف من المواطنين بحثا عن متنفس لهم.
ولم يلحظ العنبتاوي اي اشكالات او مخالفات كبيرة تحدث في الشارع منذ بداية شهر رمضان مشيرا الى ان شارع البتراء يعتبر بيت الجميع لذلك نحافظ عليه كي لا نتيح المجال لاي محاولة لمنعنا من البحث عن ارزاقنا هنا.
وتمكن شارع البتراء من اختطاف الاضواء من شارع الدفاع الواقع غرب شارع شفيق ارشيدات وتوجد فيه مؤسسات رسمية شهد هو الاخر انتعاشا شعبيا منذ اكثر من 10 سوات بعد ان حوله ابناء المدينة الى متنفس شعبي قبل مجيء شارع البتراء الذي تمكن من اخذ الحصة الكبرى في شوارع اربد.
ويعيش شارع الدفاع, الذي ينتسب بتسميته الى مديرية دفاع مدني محافظة اربد الموجودة هناك, اوقات الليل بروح عالية وانتعاشا شعبيا دون فوضى ويشكل رديفا لشارع البتراء الا ان الفارق بين الشارعين تميز شارع الدفاع بطوله الذي يمتد الى اكثر من 8 كيلوا مترات وهي المساحة التي يستغلها المتنزهون للجلوس فيها على جانبي الطريق, فيما يبلغ الطول الفعلي لشارع البتراء اكثر من 15 كيلو مترا يبدأ من دوار الثقافة غرب شرق المدينة وينتهي مع تقاطع طريق عمان مع مدخل جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية.
العرب اليوم - عدنان نصار