السلطات القضائية والامنية هي الجهة المخولة في التحقيق بحادثة »العدسية«
17/1/2010
تصريحات المسؤولين الاسرائيليين بشأن التحقيق في حادث تفجير الموكب الدبلوماسي تنطوي على استفزاز واهانة تستحق الرد من الجانب الاردني.
ان مجرد استهداف دبلوماسيين اسرائيليين في الحادث لا يعطي لحكومة نتنياهو الحق في اصدار الاتهامات او التدخل في سير التحقيق, لأن التفجير وقع على الارض الاردنية والتنسيق الامني لا يعني ان السلطات الاسرائيلية هي الجهة المخولة بالتحقيق.
وقد نفى الناطق باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف بالامس ان يكون لاسرائيل اي دور في التحقيق. لكن الوقاحة الاسرائيلية وصلت الى حد القول بأن التحقيق سيطال مسؤولين اردنيين. هذه تصريحات تنشرها الصحافة الاسرائيلية وتتناقلها وسائل الاعلام العالمية وتعطي الانطباع في الخارج بأن اسرائيل تشرف على التحقيق في الاردن.
من الناحية القانونية هذا ليس من حق اسرائيل والجهة الوحيدة المخولة بالتحقيق هي السلطات القضائية والامنية الاردنية التي تتمتع بخبرة طويلة في هذا المجال, ولم يسبق ان قيدت قضية واحدة ضد مجهول. والحادث محل التحقيق وقع قبل ثلاثة ايام, ولا يمكن لأي جهاز تحقيق في العالم ان يفك ألغاز حادث كهذا في هذه المدة القصيرة.
اسرائيل تعلم ذلك لكنها تحاول منذ اللحظة الاولى لوقوعه توجيه اصابع الاتهام نحو اطراف بعينها وبما يخدم اجندتها السياسية. هذا السلوك رفضه الجانب الاردني واكد ان لا اتهامات ولا متهمين لغاية الان بانتظار الانتهاء من التحقيقات.
ورغم ذلك لم تتوقف الماكينة السياسية والاعلامية عن تسريب المعلومات المضللة وفبركة الاخبار عن سير التحقيق لاحراج الجانب الاردني ودفعه لتسييس التحقيق وفق اهدافها.
التطور الخطير في هذا السلوك تمثل في توجيه الاتهامات ولو بشكل مبطن »لاكثر من مسؤول اردني« بالضلوع في العملية وهو امر لا يمكن السكوت عليه ويتطلب اجراءً دبلوماسياً واحتجاجاً رسمياً لأن فيه انتهاكا للسيادة وتدخلا في سير التحقيق ولو اقدم شخص في الاردن على فعله لعوقب حسب القوانين.
ومن الناحية السياسية, اسرائيل هي اخر طرف في العالم يحق لها المطالبة في »معاقبة الارهابيين« و»المسؤولين« المتورطين في الحادث. في حكومة نتنياهو وحدها هناك »دزينة« من الوزراء المتورطين في جرائم الحرب ومكانهم الطبيعي السجون والزنازين. واسرائيل الكيان الوحيد الذي لا يملك حق المشاركة في تحقيقات تتعلق بحوادث ارهابية فهي الوحيدة في العالم التي رفضت الالتزام بالقرارات الدولية المتعلقة بالتحقيق في جرائم الحرب الاسرائيلية في غزة, وامتنعت عن استقبال لجان التحقيق الدولية, وشنت حملة دولية ضد تقرير »غولدستون« وتواصل ارتكاب الاعمال الارهابية بحق الشعب الفلسطيني من دون محاسبة او مساءلة دولية.
ولهذه الاعتبارات ينبغي توجيه رسالة واضحة الى اسرائيل بالكف عن التدخل في الشؤون الاردنية والتوقف عن اطلاق التصريحات المتعلقة بتفجير »العدسية« لانها شأن اردني خالص.0