من المعروف أن الأردن لم يعرف عبر التاريخ معاقل الإقليمية البغيضة إلا بعد نكسة حزيران 1967 ... أما قبلها فقد كانت المواجهات سجالا بين ما يسمى بالحركة الوطنية الأردنية والنظام ولم يتصرف الطرفان بصورة إقليمية حيث كانت الأفكار القومية والشيوعية والناصرية والبعثية هي القاعدة التي تجمع الأفراد وتنظمهم تحت لوائها وكان معتقل الجفر ملتقى الجميع بغض النظر عن أصولهم الجغرافية أو معتقدهم الديني أو السياسي كذلك كانت أجهزة النظام الأمنية بعيدة كل البعد عن الإقليمية وتتعامل مع الجميع من فهمها المعروف في مصلحة وأمن الوطن وحماية النظام... ومن المعروف أيضا أن معاقل الإقليمية البغيضة ترتكز على ثلاث أشكال أساسية فإما إن يكون المنادي بها موتورا اجتماعيا لا أصل له ولا يعرف جدة الرابع أو الخامس ويحاول بالانضمام لها أن يكتب لنفسه تاريخا ويثبت هويته المشكوك بها أصلا..... وإما أن يكون مبتورا ماليا يحاول أن يحصل على مكاسب مالية ومناصب من خلال هذا النهج...... وإما أن يكون متعصبا دينيا يحاول أن يدخل الوقيعة والدسيسة لمن يخالفه في معتقدة وجميعهم يحملون أجندات خارجية لا تخدم مصلحة الوطن ... فبعد هزيمة حزيران 1967 وظهور المقاومة الفلسطينية بدأت معاقل الإقليمية بالظهور تحت مسميات وأجندات مختلفة و كان هناك فصيلان معروفان تبنى الأول مسؤولية إسقاط النظام الأردني من خلال الشعار المعروف (إن طريق تحرير فلسطين يمر من عمان ) حيث كان أمينة العام الدكتور جورج حبش يجاهر بهذا الشعار علانية أما التنظيم الآخر فقد تبنى الشعار المعروف (كل السلطة للمقاومة ) (ولا سلطة فوق سلطة المقاومة ) وكان ولا يزال أمينة العام الدكتور نايف حواتمة من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية أما باقي التنظيمات فقد كان لدى بعضها هدفا في إسقاط النظام سندا لتوجهات الدول التي تدعمها..... بعد قرار مؤتمر الرباط 1974 بدأت معاقل الإقليمية تتشكل شرقي النهر وغربة حيث تنامت عبر السنين وأصبحت منظمة ولها أنياب وصوتها عاليا ولها مرجعيات وأجندات خارجية .... إن هذه المعاقل البغيضة سواء كانت شرقي النهر أو غربة تلتقي بالأهداف وان اختلفت بالوسائل لان مشربها واحد ومصالحها مشتركة وأساسها معروف لدى الجميع... إن محاربة الإقليمية لا يكون بالمهاترات والتعليقات والردود المخزية بوسائل الإعلام بل يكون بالمزيد من الولاء والانتماء للوطن والمشاركة بجميع الفعاليات السياسية لضمان استقرار واستمرار هذا الوطن الغالي علينا جميعا وليبقى حصنا منيعا لنا ولأولادنا من بعدنا
المحامي سمير فهد الامام sameer-emam55@hotmail.com