أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن .. ينفذ إنزالاً جوياً جديداً لمساعدات إنسانية شمال قطاع غزة "أونروا" تنفي إنهاء عقود موظفيها وتؤكد استمرارية العمل النائب النعيمات: تهميش غير مبرر للكرك وسأواصل التصدي بكل قوة وزير الخارجية اللبناني: سننشر 5 آلاف جندي في إطار الاتفاق لبنان: نأمل أن نتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار الليلة الإعدام بحق شخص أقدم على قتل حلّاق بطريقة بشعة في حي نزال بعمان الاحتلال يبدأ بالتخطيط الهندسي لبناء حاجز أمني على الحدود مع الأردن الدولار يرتفع بعد تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا البدء بتنفيذ بوابة أم الجمال بتكلفة 220 ألف دينار انطلاق فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام 2024 في أبو ظبي الأردن يشارك في معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بَنان" "صحة غزة": 1410 عائلات مسحت من السجل المدني منذ بداية الحرب بدء تنفيذ مشروع تأهيل وتطوير المسارات السياحية بالسلط الشهر المقبل العمل: 67 عاملا وعاملة استفادوا من عقد جماعي الاردن .. 3372 عقوبة بديلة منذ بداية العام غانتس: من المستحيل التحدث عن وقف إطلاق نار مؤقت في لبنان سرايا القدس: قصفنا قوة عسكرية شرقي غزة بوريل: يجب تنفيذ قرار المحكمة الجنائية بحق نتنياهو وغالانت وزيرة خارجية ألمانيا تلمّح لإمكانية اعتقال نتنياهو 8281 معاملة أُنجزت من خلال المكاتب الخارجية لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الموت القادم من شارع صرح الشهيد

الموت القادم من شارع صرح الشهيد

02-09-2010 11:18 PM

شكوى على أعلى المستويات إلى أصحاب القلوب الطيبة ببلدنا الحبيب.
صبيحة يوم الأحد قبل ستة أيام تحديدا وفي تمام الساعة الثامنة صباحا كان (المهندس يزيد أبو حجلة) على موعد مع أعنف حادث دهس بشارع الموت نعم شارع الموت وقنبلة كادت تنفجر لولا تدخل العناية الإلهية بمحطة وقود.
هذا الحادث غير منقول من أحد شاهدته بأم عيني وشاهدت شاحنة تحمل من الأوزان فقط 25 طن من الزفت الملتهب كانت تطير الشاحنة مثل ما تطير ريشة بالهواء وكنت معتقدا بأنه زلزال وخصوصا بأني لم أشهد حادث بعمري بمثل هذا الوزن.
كانت الشاحنة المحملة بثقل من الأوزان الخمسة والعشرون طنا قد فقدت السيطرة من نزول ما يسمونه نزلة زلوم بسرعة فائقة ولم تكن هذه الساعة وخصوصا هذا الشارع الذي أطلقت عليه أسوأ شارع للموت القادم من سيارات تمتهن الراليات الدولية بسرعتها الجنونية.
وخصوصا عدم وجود جسر مشاة بتلك المنطقة المكتظة والتي تكلفنا الموت المؤكد وتحتاج من الوقت قرابة النصف ساعة للتوجه للجهة المقابلة. وهذا المشهد رآه مئات من الناس صبيحة يوم الأحد.
هذا اليوم المشئوم كان المهندس يزيد طلب من صديقه عدم الحضور لمنزلة ليقله بمركبته كما جرت العادة
فقال له ألاقيك على طرف الشارع بجانب محطة الوقود التي تبعد ثلاث درجات حديدية من منزل المهندس يزيد الذي أنهى معنا صلاة الفجر وطرح على الجميع بمن فيهم أنا السلام بابتسامة الربيع ووجه مؤمن ليس له مثيل بخلقه الطيب بهذا الزمان.
يزيد كان منتظرا على الرصيف بجانب محطة الوقود فرأى ورأينا شاحنة تطير بالهواء فهم بالهروب منها معتقدا بأن ينجى من عجلاتها القاهرة للحديد.
ما أن انقلبت الشاحنة على الأرض وأنزلت بحمولة خمسة وعشرون طنا من الزفت الملتهب على جسده الطاهر لم يتبقى احد إلا وأزال جزءا من هذا الزفت الملتهب ولم يتعرف على وجهه حتى أمه وحتى أبيه
ولولا اصطفاف تنك ديزل واعتراضه المؤقت لهذه الشاحنة مما أبطئت هجوم الشاحنة وتصادمت بأول شمعة بناء لمحطة الوقود فكانت الأنظار تبصر وتترقب بانفجار قنبلة موقوتة من الوقود المختزن بباطن الأرض.
ياه لهذا القدر المحتوم تقطعت أرجله بالحال وما من أحد كان معتقدا بأنه هو يزيد ابن الحي الذي أحبه الصغير والكبير لحسن خلقة وهدوء طبعه.
وقمنا بالاتصال بالدفاع المدني حالا وبعد نصف ساعة بالضبط حضروا رجال الدفاع المدني مع أن المسافة تبعد فقط كيلو متر واحد ولا يوجد أي أزمات مرورية. بعد أن نزف من الدماء الكثير الكثير وقمنا بنقله لمستشفى الأمير حمزة ولم يكن بمقدورهم عمل شيء بمثل هذه الحالة بحجة عدم وجود أجهزة لمعالجة الحروق الشديدة وقمنا على الفور بنقله إلى مستشفى البشير حيث يرقد الآن بغيبوبة ونزف من الدماء الكثير وتقطعت أرجله وأخترق جسده الطاهر الزفت والحديد وحالته خطرة
وندعو جميعا لهذا الشاب العشريني الذي تخرج منذ قرابة العام ولم يتسنى لأهله الكرام الفرح به بعد.
وكانت العناية الإلهية تدخلت حين ما انقلبت الشاحنة وانقلب عامود الكهرباء وتقطعت كوابل الكهرباء ولحظة صمت رهيبة تنذر بانفجار مؤكد لمحطة المحروقات ذات الثمانية والعشرون خزانا من الوقود والتي تبعد عن الشقق الثمانية فقط( ثلاثة أمتار فقط يا أمانة عمان) وبنص القانون المعدل للسلامة العامة الدولي يشترط ابتعاد محطات الوقود خمسمائة متر عن المنازل أين الأربعمائة والسبعة تسعون مترا يا عالم؟؟؟؟؟
وأين المسئولين عن الأحمال الثقيلة ببلدنا الحبيب لشاحنة محملة بالزفت الأسود الملتهب من شدة الحرارة ولا أحد يعرف ما هو شعور أخوانه ولا شعور أبويه الأعزاء على فلذة أكبادهم
هل يعقل كل هذا التقصير تجاه المواطن وهل يعقل لهذا الشارع الذي يعد من الشوارع المكتظة والجميع يعرف هذا الشارع بحجم خطورته وعدم وجود جسر مشاه تحمي الطلاب والنساء والأطفال.
من منا يتخيل فقط ما حجم معاناة الأهل تجاه وليدهم لو رأيتم الذي رأيته بالأمس عندما ذهبنا لمنزل والده الحبيب وكيف كانت الدموع تنهمر على شاب بمقتبل العمر وحجم أضرار جسده الطاهر التي تحتاج لفترة طويلة لالتئامها فقد تضرر معظم جسده ودماغه ويديه وتقطعت أرجله على الفور يا الهي.
من منا يحتمل هذا وأنا على يقين بأن القارئ تمزقت مشاعره فكيف هم أهله وأحبائه وأصدقائه.
يزيد يرقد بمستشفى البشير بغيبوبة ندعو له جميعا بقلوب يعتصرها الألم بالشفاء العاجل
يكفي دماء ويكفينا إزهاق الأرواح وحان الوقت لنكون أكثر انتماء ونلبي الواجب الإنساني
فالسرعة تقتل أبنائنا والاستهتار أنزف دمائنا وحسبي الله ونعم الوكيل
كان الله بعون أهله ومحبيه على هذه الفاجعة.
والغريب بأنه لم يذكر اسمه حتى بوسائل الإعلام فقط ذكروا حادث شاحنة بطريق صرح الشهيد
رفقا بنا ورفقا بأبنائنا من الذي يحدث بشوارعنا هذه الأيام
متى تصحوا ضمائر بعض الناس
المهندس يزيد أبو حجلة وافته المنية يوم الأربعاء قبل صلاة الظهر بقليل رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
بعد أربعة أيام من كتابة هذا المقال وتم إضافة هذه الكلمات اليوم بتاريخ 1-9-2010
وقد حضر لجنازته مئات من المحبين ومئات من الذين لم يعرفوه بعد من شدة ألمهم على هذا الحادث الأليم فكانت له جنازة مهيبة والله.
هذا الشارع بحاجة إلى كاميرات مراقبة من شدة السرعة المروعة وجسر مشاه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح.
عن عمر يناهز الزهور بتفتحها إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم نجنا من البلاء وأحمي أبنائنا من شوارع الموت.

والله من وراء القصد
هاشم برجاق





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع