في مطار (هيثرو) تأتي طائرات الشرق الاوسط متأخرة قليلا.. وتعرف كل الوجوه العربية... وتعرف ان عمان حاضرة هناك اكثر من أي عاصمةٍ أخرى.
كيف نستدل على عمان؟... الامر بسيط جدا... فانت عند (التيرمنل 3) تلمح أكياسا بيضاء مكتوب عليها «أبو ليلى»... فقط إختيار الرجل الانيق. واحيانا تشاهد رأس شقيق عربي... تمت حلاقته بعناية فائقة وتدرك ان الحلاق قد قام باستعمال (الخيط) على وجهه لا بد ان هذا الشقيق قام بالحلاقة في احدى المحلات القريبة من (سوق الملفوف)... ولا بد ان الحلاق وامعانا في الاحتراف قام (بتهبير) من (هَبَرَ) وجه هذا الشقيق.
وأحيانا تشاهد ان أحد الاشقاء العرب يرتدي بذله جديدة... ومن شدة الفرح نسي (الليبل) خلف الجاكيت... واضح ان هذه البذلة قام بشرائها من جبل الحسين... وهي من النوع (الشامل) بمعنى ان البذلة والحذاء والقميص وربطة العنق و الحزام كلها مجتمعة... كانت تكلفتها (40) دينارا.
وثمة ضحكات تنطلق... ويقوم شقيق عربي بفتح جهازه الخلوي لاخبار الاهل انه وصل بسلام وحين تدقق في الجهاز... يتبين لك أنه اشتراه من سوق الجمعة... لا بد انه مسروق ودفع فيه ثمنا زهيدْا.
صدقوني أُني كنت ارى الاكياس التي يحملها الاشقاء العرب من العراق والسودان واليمن... واقطار أخرى كلها تتزين باسماء محلات اردنية وذات يوم... شاهدت أحد هذه الأكياس وقد كتب عليها (المؤسسة الاستهلاكية المدنية).
وفي لحظة تعبر احدى المضيفات بالطبع تعرفها... وفورا تلمح حجم التعب على وجهها.. وتدرك ان (الجاكيت) الذي ترتديه.. وأقصد (الجاكيت) المكمل لزي الملكية قد خضع لعملية (تقييف) في محل خياطة قريب من (اللويبدة) يبدو انهم وضعوا الاخت الفاضلة على خط سفر بعيد مثل لندن... ولهذا أعيتها المسافات وذبُل الجسد.
في مطار (هيثرو) تحضر تفاصيل عمان في ملابس المضيفة وأناقة الاشقاء العرب وأكياس التسوق... وحتى آثار الخيط في وجه شقيق عربي...
قلتُ تحضر تفاصيل عمان في هيثرو... ولكن تفاصيلي تغيب احيانا في عمان.. وأغدو تائها.
في عمان لا اسعى لشيء ابدا... فقط ضعوني عنوانا على أكياس المسافرين...
hadimajali@hotmail.com