غالباً مع ذروة كل موسم ، تتصدّر العناوين الاقتصادية في الصحف (مانشيتات) تلخّص حركة السوق ..مثلاً في الأعياد نقرأ ما يلي: إقبال واسع على شراء الحلويات استعداداً للأعياد ، او : بسبب الظروف الاقتصادية للمواطن الأردني سوق الملابس يعاني من الركود عشية العيد..وأحياناً أخرى : أسعار الذهب تسجل رقماً قياسياً في هذا الصيف..وغيره الكثير من العناوين المرتبطة بقدوم أو انتهاء الموسم..
لكن ولا مرة قرأنا (مانشيتاً) اقتصادياً يقول: ارتفاع الطلب على شراء شفرات (جيليت 3 في 1) عشية انتهاء امتحانات التوجيهي..أو تهافت على (صابون اللوكس) في المؤسسات الاستهلاكية ، أو حتى نشاط ملحوظ في سوق (الليَّف) بعد انفضاض الدورة الشتوية ..مع اعتقادي أن سوق (الفرُك) فعلاً نشط هذه الأيام..
***
بالأمس أنهى طلاب التوجيهي آخر امتحاناتهم ، وبالتالي فقد أنهوا آخر (تمحيناتهم) أيضا..وقد طويت العبارات التالية: (هاظ بيجي منه ، هاظ بيجيش منّه ، مش ملحّق ، مق نسكافية ، خليهم يسكتوا، يُمّه عندك طوطح)..حتى شهر أيار المقبل ..وفتحت صفحة العبارات التالية: ( شيل 5علامات ، (قيم الفرع كله، بالميته هالقد ،لو ضربها القرد بروح سؤال) حتى منتصف شباط القادم..
ولتوضيح ما سبق طيلة شهور الدراسة يبقى الطالب (بعذاب) التوقع..وهاجسه الأهم : (هاظ بيجي منه) و (هاظ بيجيش منه)، وعند اقتراب الامتحانات يبدأ بالتذمّر (مش ملحّق) ، وعندما يتعثر بحل مسألة رياضية يطلب (مق نسكافية) ..وعندما يتوه بالحفظ في الليالي الطويلة يشكو لولي الأمر : (خليهم يسكتوا)، ولمجرّد ان فتح أحد الأطفال (المسقّعين) عليه الباب يصرخ (يمه عندك طوطح)..وبعد أن ينهي امتحاناته يبدأ (بالحساب) ..(شيل هالقد.حط هالقد).(بالميته القدّ)...حتى تظهر النتائج..
التوجيهي من وجهة نظري هو (جهنم الدنيا)، ففي الآخرة هناك حساب ثم عذاب..أما في جهنم الدنيا (التوجيهي) العذاب يسبق الحساب..
الى الآن ،ما زلت أحلم بكابوس امتحان الفيزياء، تارة احلم بضياع الكتاب ، وتارة أحلم بانتهاء الوقت قبل ان أكمل حل الأسئلة ، وثالثة يسحب المراقب ورقتي ..وغيرها من سيناريوهات التعذيب ..
***
معلومة غير مهمة : قد ما أنا (فلته) بالفيزياء رحت ما اسقط سنة التوجيهي.
ahmedalzoubi@hotmail.com