منذ بداية شهر رمضان الكريم والجهات الرسمية ليس على لسانها إلا كلمة واحدة سنعمل على ضبط الأسعار ودراستها وتخفيضها لتكون المواد الغذائية في متناول الجميع وها هو الشهر قارب على الانقضاء والتصريحات كما هي فلا الأسعار انخفضت ولا الدراسة انتهت ؟؟ بينما رفع الوقود على سبيل المثال لم يأخذ إلا اجتماعا قصيرا واحدا لتنفيذه وفي الوقت المحدد ومما يزيد الطين بلة سيأتي عيد الفطر المبارك والمدارس معا وفي منتصف شهر أيلول أي يكون راتب شهر آب قد ولى وطار مع مصروفات رمضان وسداد الديون ودفع الأقساط المستحقة وإن كانت بعض العائلات تنتظر العيديات فسيكون مشكوك بإعطائها لان الحال من بعضه وإذا بقي في جيب البعض ( مصاري ) فعليهم أن يختاروا بين ملابس العيد و الحاجيات المدرسية ؟؟؟؟ طبعا الجواب المدرسة أولى بذلك لان العيد أياما معدودة أما المدرسة فهي الابقى لذا ستكون فرحة العيد من قلوب الأهل والأطفال قد انتزعت !!! و لا اعتراض على إرادة الله وتوقيت رمضان ولكن تستطيع الحكومة بجرة قلم تأجيل المدارس لحين استلام راتب شهر أيلول لان المصيبة ستكون اكبر إذا قامت الحكومة بصرف الراتب قبل العيد فسيبقى الموظف بعده بلا راتب حوالي خمسون يوما وسيمر بأيام صعبة وحرجة لحين استلامه لراتب شهر تشرين أول ، طبعا هنا استثني من هذه الحالة معالي الوزراء وأصحاب الشركات ورؤوس الأموال والطبقة المخملية البرجوازية لأنهم ليس من الشريحة التي أتكلم عنها لان مدارسهم وجامعاتهم خاصة واشك بمعرفتهم برمضان ؟؟ وإذا عرفوه فبأي فندق أو منتجع وعلى أي الحان أو مسرحية يفطرون وكم هي فاتورة ذاك الفطور؟؟؟؟ وهل يعلمون بحكاية الخيار ووقف تصديره ؟؟ علما إن مشكلتنا ليس الخيار وحده لان فطور الصائم الفقير والعادي ليس الخيار فقط بل يحتاج إلى غير ذلك واللحمة من أي نوع استرالي أو روماني أو صيني لا يراها إلا بالأحلام و البلدية منها ممنوعة حتى من أحلامه و الدجاج والسمك لم ينجو من الرفع هو الآخر وكأن جنون الأسعار قد حل بنا !!!! وأكملت الحكومة ضربتها القاضية لنا بتوجهها لرفع سعر طحين الزيرو وهو المادة الأساسية في صنع كعك العيد والحلويات حتى تقضي على آخر فرحة لنا وقد أكون كتبت هذا المقال وقرار الرفع قد تم تنفيذه ؟؟ فلاحظ عزيزي القارئ كيف إن رفع الأسعار يأخذ ساعات قليلة بينما خفض وضبط الأسعار يأخذ شهرا كاملا وأكثر ولم ولن يكتمل !!! والتجار يسلخون جلودنا بأسعارهم وعندما تتجرأ أن تسألهم لماذا ؟؟؟ الجواب بسبب ارتفاع الضرائب والرسوم علينا والويل كل الويل إذا حاولت مفاصلتهم بالسعر .
لن ألوم الحكومة على ما يحدث لان وزراؤنا من القطاع الخاص من أصحاب الشركات لايعرفون معنى الجوع والحرمان ولم يجربوا يوما النوم بدون أكل ولايعلمون إن الملابس المدرسية حتى وان كانت مهترئة تتوارثها الأجيال وهم على قيد الحياة وحطمت الرقم القياسي في البقاء سنينا ليس بسبب جودتها بل مجبرة على ذلك .
لن أعطي دروسا في الرحمة بين الناس فلست مرشدا أو داعيا لكني احمد الله على كل شيء فهذا حال المواطن المسكين يلجأ إلى ربه في السراء والضراء ولكنني اشد ما أخافه أن تخرج دعوة من فم أحد الفقراء في وقت الاستجابة على المسؤولين وأصحاب القرار فيخسف الله بهم الأرض ويحرمهم ابسط أنواع النعم لان دعوة المظلوم مستجابة ليس بينها وبين الله حجاب ولا تحتاج إلى واسطة .
اتقوا الله فينا وبأولادنا وراعوا مشاعرنا حتى يبارك الله لكم في أموالكم وأولادكم ولا اعرف هل يحتاج مقالي إلى مترجم إذا قرأه احد المسؤولين أم سيفهمون ما اكتب أم سيضحكون على ماأقول ؟؟؟؟
وفي النهاية أتقدم بالشكر والثناء الجزيلين لصاحب الجلالة على مكارمه الجليلة المستمرة التي يقدمها من موائد الرحمن ورعايته للأيتام والفقراء والمحتاجين وبصرفه مبالغا مالية مكرمة هاشمية وكم أتمنى أن يتعلم أصحاب المعالي والقرار وأصحاب الشركات من جلالته حفظه الله لنا وأدام عزه ورعاه وأبقاه تاجا على رؤوسنا لقربه من الشعب يتكلم لغتهم ويشعر بهم ويصل الليل بالنهار خدمة للأردن والأردنيين .
المهندس رابح بكر
الاردن – عمان 00962795574961
00962788830838
RABEH_BAKER@YAHOO.COM