لم تعد كتب «الضمانات الاميركية» تغري احداً وبالذات لم تعد تغري الفلسطينيين للعودة الى مائدة المفاوضات مع طرف اسرائيلي جاء الى الحكم على اساس عدم «التنازل» عن شيء!!.
في الاساس انعقد مؤتمر مدريد عام 1991, بناء على ضمانات اميركية, وغير اميركية (روسية) لكن الاسرائيليين تهربوا من الضمانات الى اتفاقات فرعية انعقدت في السر في اوسلو, الامر الذي تحولت فيه الضمانات الاميركية الى شراكة اميركية ورعاية في المفاوضات. فتم توقيع الاتفاقات الفلسطينية/ الاسرائيلية في البيت الابيض, والاتفاقات الاردنية/ الاسرائيلية في وادي عربة, وانعقدت مفاوضات مباشرة سورية/ اسرائيلية في « واي ريفر» كادت تنتهي باتفاق كامل.. لولا ان خليفة رابين تهرّب من «وديعته», فالمسؤول الاسرائيلي الذي يصل الى الحكومة خاضع للاكاذيب الدعائية التي يدخل بها الانتخابات, وخاضع لمجموعات دينية قائمة على الاختلاس والفساد!!.
الضمانات الاميركية لم تعد تغري محمود عباس, فالرجل يقول: اذا كانت الضغوط الاميركية لم تؤد الى وقف الاستيطان ولو لمدة محدودة, فكيف سنصدق أن ضمانات جديدة ستكون قادرة على ضمان انهاء الاحتلال وقيام الدولة؟؟.
هل اميركا هي المسؤولة وحدها عن فشل ضماناتها؟!.
- والجواب نعم!! لكن اللعب الاسرائيلي في تمييع هذه الضمانات، لم يكن بعيدا عن استغفالنا باتفاقات سلام مجزوءة، فاوسلو لم ينه أي عقدة من عقد المسألة الفلسطينية، فالانسحاب من المدن ومنطقة أ، كان اسمه اعادة توضيع القوات، والمنطقة ب بقيت خاضعة للامن الاسرائيلي والحكم المدني الفلسطيني، والمنطقة ج، تأجل البت فيها الى خمس سنوات، لكن الحدود والقدس واللاجئين بقيت مؤجلة بانتظار اثبات الفلسطينيين «لحسن السلوك» وهو شرط عجيب، لان التعقيد الاسرائيلي يبدأ من النوايا.. وقراءة الممحي.
لماذا نعود مرة اخرى وفي مجلس الامن من كتاب ضمانات اميركية جديدة؟! لم نعد نفهم فاذا كان الفلسطينيون لم يعودوا يثقون بها فلماذا يصطف العرب خلف الفلسطينيين المحاصرين.. المجوعين.. المنهكين؟!.