زم عن عمّــك، و هي تعني في لهجتنا الأردنية الدارجة (إحمل) بعض أو كل ما يحمله جارنا الكبير في السن لتُخفّف تعبه و مشقته، و قعّد الحُرمه، و هي تعني ترك مقعدك لها في الباص لأنها إمرأة، و لا يجوز أن تُترك الأنثى واقفة بين الركاب، و طعموا الجيران، و هي تعني توزيع جزء من الطعام على الجيران و خصوصا اللذيذ و النادر منه، وطّــوا الصوت، و هي تعني (تخفيض) صوت المذياع أو التلفزيون أو الحديث لئلا يُزعج الجيران، بوس أو حِبْ على إيد الحج، و هي تعني تقبيل يد الرجل أو المرأة الكبيرة في السن و لو قليلا، ودّوا أكل للجيران، و هي تعني إرسال وجبة كاملة للجيران الجدد لأنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بإعداد الطعام، شوفوا ليش الصوت عندهم، حيث تقال العبارة عند سماع صوت غير عادي صادر عن الجيران، لأن الصوت المرتفع فيه إشارة لحدوث أمر جلل عندهم لربما، و غير ذلك من العبارات التي تعايشنا معها ردحا من الزمن الجميل الذي كان !
في زمن وجود بيوت في كل بيت ،كما يقال الآن، بمعنى تعيش البنت في بيت أهلها لكن بغرفتها وهي بيتها، و الولد بغرفته وهي بيته، و شقيقه بغرفته و هي بيته، فقد اشتاقت نفوسنا لأن تظهر تلك القيم الأردنية الحقيقية الراسخة في الجينات على السطح بكثرة من جديد، ولأن تدوي العبارات التي كانت تلازمها كلمة عيب، و كلمة حرام، و كلمة عفية، و عبارة كثّر الله خيركم، و عبارة تكرموا و حياكم الله عناوين الشهامة و المروءة في الآذان !
و ما دامت شيمنا الاردنية هي شيم النبلاء في الأساس، فإن الثقافة السارية الآن بيننا بحاجة ماسة الى عملية تعقيم كبرى ليتمكن الجميع من القول بحزم و ثقة و دون أي تردد : زم عن عمك يا ولد ! shafiqtdweik@yahoo.com