في العام الماضي وتحديدا في رمضان،كتبنا مقالاً بعنوان\"رمضان معنا مشحر على شاشة تلفزيونا المسخم\"تحدثنا به عن برنامج رمضان معنا أحلى بتفاصيله.
لم نهدف من وراءه شيئا كما لم يخطر بالبال الإساءة لأي كان،اللهم خلا المصلحة والذوق العام،كتبنا بهدف تغيير وصفة ذلك البرنامج وتحويل بوصلته صوب أردنة الإعداد والتقديم والإخراج بما يتوافق ومحيطنا الوطني،وابعاده عن الإسفاف والاستخفاف بعقل المشاهد الذي انتقل بدورة من مشاهد وطني الى دولي.
كم كانت تحدونا الرغبة في الإصلاح والتغيير، لكن الحال لم تراوح مكانها، فلا تغير البرنامج ولم تتغير نوعية المقدمين،ولم تتغير نوعية المعدين،وبهذا أسف شديد.
************************************
اليوم نكتب عن البرنامج،ونؤكد ذات الأسباب التي عملت على هروب المشاهد الأردني من مشاهدة قناته الوطنية،سنكتب بكل ما وصل الينا من معلومات غير أبهين بأحد كان من كان،واضعين نصب أعيننا فقط الوطن أولا وثانيا وثالثاً.
لن نعلق على البرنامج من حيث الاعداد او الإخراج الثابت كما صنم مهجور،بل سنتحدث عن التقديم الذي لم يختلف عن السابق،بل ازداد سوء،وإسفافاً وعرضاً للأزياء،كما لو كان الامر\"دقارة\" بحرمة شهر رمضان الفضيل.
هذا بحد ذاته في كفة،وإنكار مهنية عشرات الآلاف من فتيات ومبدعات ومميزات بلدي في كفة اخرى،هذا الإنكار قاد إدارة التلفزيون الموقرة لاستقدام فتاة لبنانية لتقديم برنامج رمضان معنا أحلى لتغطية العجز والنقص الذي خلقته إدارة التلفزيون،فاللبنانية مميزة جدا وتتقن فنون الطعج والغنج،أكثر من الأردنية التي تراعي حرمة شهر رمضان وعاداتنا وتقاليدنا وشرقيتنا.
************************************
يدور في خلد غالبية الشعب الأردني سؤال حول السبب الذي حدا بإدارة التلفزيون الأردني في استقدام طالبة جامعية لبنانية تبلغ من العمر 21 عاما مازالت على مقاعد الدراسة،لتقدم برنامج تلفزيوني يشاع انه ذو جماهيريه طاغية!!!
أليس هذا غريب،هل باتت الأرض الأردنية عاجزة عن أنجاب مقدمات مميزات جدا وجميلات جدا ومثقفات جدا حتى يتم استقدام أخريات لا نعلم خلفياتهن.
ان كانت هذه الهفوة تدخل في إطار سياسة جديدة للتلفزيون،يا حبذا لو تتخذ الإدارة الموقرة قرارا يتم بموجبة بالاستعانة بعدد من مقدمي البرامج السياسية وعدد أخر من المحررين ومذيعي ومذيعات الإخبار،فهذه كما تلك،فالذي يستطيع استقدام لبنانية لتقديم برنامج يستطيع ان يستقدم العشرات غيرها.
وعطفا على الموضوع إلا يعلم معالي وسعادة وعطوفة السيد صالح القلاب ان في وطني مبدعات يرفع لهن القبعات لو أتيحت لهن الفرصة الكافية،وفتحت لهن أبواب التلفزيون بعيدا عن الاستقدمات والواسطة والشللية والمحسوبية.
************************************
إلا يعلم القلاب انه يوجد في جامعاتنا الأردنية ألاف المبدعين يستطيع ان يخلق منهم مبدعين حقيقيين على قدر كاف من العلم والمعرفة والثقافة الإعلامية والكاريزما،تزخر بهم جامعتي اليرموك والبتراء،يحبذا لو يكلف القلاب خاطرة ويقرر زيارة أقسام الإعلام في الجامعات لشرب فنجان قهوة والإطلاع على نوعيات الطلبة الموجودين في أقسام الإعلام.
وبهذا لن يكون القلاب بحاجه الى الاستيراد من الخارج على حساب الداخل ، ام ان سياسة الغريب أفضل من القريب مازالت سيدة الموقف ..... الله يرحمنا برحمته ...... والسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركة.
خالد عياصرة
khaledayasrh.2000@yahoo.com